نعم ورد أنَّ ذلك وقع أولاً حين كان القتال على أشدِّه وتعذَّر على جيش عمر بن سعد الإحاطة بأصحاب الحسين (ع) فكانوا يقاتلونهم من وجهٍ واحد، وذلك لأنَّ الإمام (ع) أمرَ أصحابه أن يضربوا خيامهم على هيئة القوس وأنْ يقاربوا بين أطنابها، وأمر بأنْ يُجعل فسطاط النساء في الوسط بحيثُ تحفُّه الخيام عن يمينه وشماله وحفروا خلف المخيَّمات خندقاً أو قل جدولاً بطول المخيَّمات
هذا بالرغم من وجود عناصر كثيرة كان من الطبيعي أن تُساهم في إضعاف بنية الخِطاب (مضموناً أو أسلوباً وشكلاً) ذلك أن خطاب العقيلة زينب عليها السلام كان ارتجالياً والخطاب الارتجالي أقرب إلى الضعف من الخطاب المحبر والمعد سلفاً. فإنها عليها السلام بمجرد أن رأت يزيد بن معاوية ينكت ثنايا أبي عبد الله الحسين متمثلاً بالأبيات المعروفة عنه
ولأن الأمر مطلوب فيه حالة احتفالية وعرض انتصار، وذلك اليوم يوم جمعة فقد رتب الأمر حتى من السابق بحيث يكون دخولهم في ذلك اليوم متوافقاً مع اجتماع الناس لصلاة الظهر يوم الجمعة، فهو أفضل مناسبة لهم لإشهار انتصارهم، ولذلك قيل إنه تم إيقاف ركب الأسارى على بوابة دمشق المعروفة بباب توما، إلى أن اجتمع الناس وانتهت صلاتهم حتى يستعرضوا هذا الركب الأسير.
نعم لقد كان الحسين - عليه السلام - على بيّنة من أمره وما سيؤول إليه سفره من مصير محتوم، فلا شيء يقف أمام إرادته من أجل إعلاء كلمة الدين وتثبيت دعائمه التي أراد الأمويون تقويضها، انظر إليه وهو يخاطب الحر بن يزيد الرياحي الذي يحذره من مغبة إصراره على موقفه حيث يقول له: أفبالموت تخوفني، وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني
فلقد تحول ذلك الطريق الهادئ الذي لولا وصول ركب الأسارى له لم يكن ليعلم بما حدث في العراق وكربلاء لا سيما مع بعد تلك المسافات وانشغال الناس بحياتهم اليومية، تحول إلى طريق للكرامة تنتظر فيه البلدة وصول الركب لتودعه للأخرى بين بلدة متعاطفة وباكية وأخرى شامتة سلطوية، وليستمر النقاش والكلام، فإذا بذلك الهدوء والسكون في تلك المناطق يتحول إلى صخب وسؤال وكلام واعتراض
فلعلَّه خشيَ إنْ هو قطع عليها خطبتها أنْ لا تستجيبَ إلى زجره فيخدشُ ذلك -بحسبِ وهمِه- بهيبته أو خشيَ أنْ تدخلَ معه في مشادَّاتٍ كلاميَّة فيكسرُ ذلك من هيبة سلطانه خصوصاً وأنَّه يُدركُ أنَّه لا سبيل إلى التعدِّي عليها بمثل الضرب، لذلك رأى أنْ يتركها تسترسلَ في خطبتها إلى أن تنتهي منها، ورأى أنَّ ذلك هو الأنسب بوقارِه وأبَّهته
تورط الملتزمون بموضوع خبر إرسال البريد السابق، في سلسلة من المشاكل، فهم لم يستطيعوا الالتزام بما ذكر من أنه سيرجع في أسبوع أو عشرة أيام أو عشرين يومًا أو أكثر، فصار بعضهم إلى احتمال أنهم ربما بقوا في الكوفة مدة شهر من الزمان ولا نعلم ما الذي كانوا يصنعونه خلال هذه الفترة.
تشكل فترة بقاء ركب الأسارى الحسيني في الكوفة (من حيث طول المدة وقصرها وتاريخ السفر من الكوفة باتجاه الشام) العقدة الرئيسة التي جعلت الباحثين يتورطون في رسم خريطة المسير الى الشام ثم إلى كربلاء بل لقد ألقت بظلالها على كامل المشهد فجعلته غائماً جداً بالرغم من أن فيها مفتاح الحل لو تم التوجه إليه.
المراد من الجَيب هو فتحة القميص المستديرة حول العنق من جهة الصدر، ويُعبَّر عن الفتحة بقوَّارة الجيب، والجيب قد يكون واسعاً فيبدو منه الصدر، وقد تكون دائرتُه ضيِّقة فلا يبدو منه سوى العنق، ومعنى شقِّ الجيب هو شقُّ القميص من جهة الصدر، وهذا لا يقتضي ظهور الصدر إلا إذا لم يكن على مَن شقَّ جيبَه قميصٌ تحته. أو لم يكن فوقه ما يسترُ الصدر عن الناظر كالرداء مثلاً.
إن المتأمل في صياغة الخبر ثم في الخطبة نفسها من حيث المعاني التي تطرقت لها أم كلثوم، وأساليب الخطاب تختلف اختلافاً كاملاً ولا سيما في أدب الخطاب وقوة الكلمات عما نجده لدى العقيلة زينب عليها السلام، وبالفعل فإن ما قيل في كلام السيدة زينب من أنها (ما رأيت خفرة أفصح منها.. أو أنها تفرغ عن لسان أبيها.. أو ما قاله ابن زياد في شأن كلامها)
كلّا، لم ينتقم يزيد من بني أحمد، وإنّما انتقم اللّه منه ومن بني أميّة بني أحمد وللإنسانية جمعاء، إنّه لم يقتل مبدأ الحسين، وإنّما قتل نفسه، وقضى على سلطانه، كما قالت السّيّدة زينب فيما قالت ليزيد بعد ما سمعته يهتف بأشياخه: تهتف بأشياخك!... زعمت أنّك تناديهم، فلتردن وشيكًا موردهم، ولتردن أنّك شللّت وبكمت، ولم تكن قلت ما قلت، وفعلت ما فعلت، اللّهمّ خذّ لنا بحقّنا، وانتقم ممّن ظلمنا، وأحلل غضبك بمن سفك دماءنا، وقتل حماتنا، فواللّه ما فريت إلّا جلدك، ولا حززت إلّا لحمك
أربع خطب أساسية هي التي نقلتها كتب التاريخ لنا عن الإمام زين العابدين والسيدة زينب وأم كلثوم وفاطمة بنت الحسين عليهم السلام، ومن خلالها نستطيع أن نجد التنوع في كيفية الخطاب مع وحدة الحفاظ على محاور التوجيه والموعظة، وبالرغم من أنه لا يوجد تنسيق مسبق للحديث ومفرداته فيما بين الخطباء إلا أننا في النتيجة نحصل على ما يشبه التكامل بين تلك المفردات.
الشيخ حسن المصطفوي
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
السيد جعفر مرتضى
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
أثير السادة
الشيخ علي رضا بناهيان
الشيخ شفيق جرادي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ناجي حرابة
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
معنى (جنب) في القرآن الكريم
الحسد والحاسدون
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ}
قرآن المسلمين وتحريف التّوراة والإنجيل!
مهارات التّعامل مع الخلافات الزّوجيّة، محاضرة للطّاهر في مجلس الزّهراء الثّقافيّ
الحدود الفاصلة بين الإباحية والجمال
العلاقة بين التدخين وضغط الدّم العالي أصبحت مؤكدة علميًّا
بغداد في تدوينات المعتزلي الأخير
معنى (توراة) في القرآن الكريم
أدب النبيّ (ص)