الابتلاء سنّة الله تعالی في الخلق، حيث يخضع الجميع دون استثناء للابتلاء، ولکن لا يتساوی الجميع في التعرّض لنفس البلاء. إنّ العالم مختبر کبير، والبشر بما فيهم الأنبياء هم موضوع الاختبار. لا بدّ لنا أن نعلم نقطة مهمّة وهي أنّ هدف الابتلاء الإلهي ليس الاستيضاح أو رفع الغموض والجهل، بل إنّه للتربية والإصلاح وتنمية المواهب الإنسانية وإعدادها.
في مواجهة الأعداء نحتاج إلى قوة الأنفس أكثر من قوة العتاد. العتاد المتطوّر بيد المرتعب يصبح وبالًا عليه وعلى من حوله. قالوا: (الخيل بخيّالها)؛ وصدقوا. هذه الشدة والبأس والشجاعة والثبات التي هي عناصر القوة النفسية قد تنبع من إدراك ما يمثله العدو من معاندة ومخالفة لله العزيز الجبار، ويكون هذا المدرِك محبًّا لله شديد الالتصاق به، عاشقًا لجماله، فيروعه ذلك الخلاف والعناد، ويشتد حنقه وغيظه إلى الدرجة التي لا يقدر معها على تحمُّل وجود هذا العدو لحظةً واحدة.
يجب أن لا نصاب باليأس في مواجهة المستكبرين والصعاب: ﴿يا بَنِي اذهَبوا فَتَحَسَّسوا مِن يوسُفَ وَأخيهِ وَلا تَيأسوا مِن رَوحِ الله﴾ لا تَيأَسوا مِن رَوحِ الله في العثور على يوسف. إنّنا لا نُصاب باليأس، بل نأمل أن نستطيع تمريغ أنف هذه القوى المستكبرة في التراب ونذلّها، ويمكننا فعل ذلك، ونحن متفائلون آملون، إذا ما سعينا وعقدنا الهمم، وأردنا، وتوكّلنا على الله.
لقد أثبت الإسلام عمليًّا في حروبه الكثيرة التي خاضها النبي «صلى الله عليه وآله» وعلي «عليه السلام» التزامه بالرحمة الإنسانية، وبالقيم الأخلاقية.. ولكنه حين حورب من قبل أعداء القيم، والطغاة والجبارين لم يجد فيهم من يستشعر شيئاً من الرحمة في قلبه، أو من يؤمن بأي من القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، أو يتعامل في حروبه على أساسها
وفي هذا السفر لا بد للإنسان من الاختيار بين اثنتين، فإمّا الجنّة والرضوان، وإمّا جهنّم والهجران. لأجل ذلك، تكون المهمّة الأساسية للتربية، العمل على تعميق حالة الاختيار هذا، ودوره في تحديد المصير، وذلك عبر ترسيخ الرابطة السببيّة بين أفعالنا في الدنيا ونتائجها في الآخرة.
وهذه الفقرة تشير إلى ضرورة وضع خطط لتحركات تضليلية تؤدي إلى بعثرة جهد العدو، وعدم قدرته على تحديد وجهة سير العمليات القتالية، وهذا أمر ضروري جدّاً في جميع المهمات، وقد يحتاج ذلك إلى بعض العمليات الصغيرة هنا وهناك.. أو تحريك بعض القطعات العاملة باتجاه.. في حين يكون الهدف الأساس في اتجاه آخر.
إنّ انتصار الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف في معركته أمر محتوم لا مجال للشكّ فيه، إذ إنّه موعود لهذه المهمّة منذ عهد النبوّة المحمديّة. وأما سلاحه على ضخامته، فلا يخرج بحساب ظاهريّ إلى السماء، وإن كان ذلك ممكناً، ولكنّ الروايات لم تذكر أنّ الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف سيستعمل ذلك، ولن يكون الدعاء وحده هو السلاح، بل يجب أن تقف أمامه عوامل كثيرة ومتعدّدة
وهو «عليه السلام» يريد أن يكون كل هذا الذي طلبه من الله تعالى للمرابطين على الثغور سبباً في قهر عدوهم، وكسر شوكته. وقد بدأ أولاً بطلب أن يتسبب بفلِّ حد العدو.. فإن الشفرة الحادة إنما تتثلَّم بسبب اصطدامها بما هو أصلب منها، وبذلك لا تعود صالحة لفري، أو قطع، أو كسر ما يراد فريه، أو قطعه، أو كسره بها..
نفس دليلكم ينقضُ كلامكم ويرجع عليكم، لأنّكم أردتم أنْ تبطلوا إمكانيّة المسألة، فأثبتموها، فأنتم تقرّون بشكل إجماليّ ومستبطن بأنّ الإمام يستطيع أن يصل إلى لقاء الله، وهو كافٍ بالنسبة لنا، لأنّ الإمام غير الله، ويمكنه أن يرى الله، فلتقرّوا بذلك بالنسبة للإمام ولتصرّحوا: بأنّ للإمام أنْ يرى الله، وأنّ النبيّ يمكنه ذلك، هذا كافٍ لإتمام عمليّة الاستدلال على المطلب، ودحضِ مدّعاكم من استحالة أنْ يعرفَ اللهَ غيرُ الله من الممكنات
ولا بد من بذل الجهد ثقافياً وتربوياً إلى الحد الذي يجعل المرابط المجاهد يعيش نعيم الجنة وكأنه حاضر أمامه، ويبدأ ذلك بإيصاله إلى مرحلة تحصل فيها النفس قبل كل شيء على ما هي الأحوج إليه، ألا وهو السكون في مقابل القلق. فإن الإنسان يعيش القلق على نفسه في بقائها، فيحتاج إلى السكون في هذا الأمر بالذات. فيأتيه السكون ليس إلى مجرد الاستمرار والبقاء، بل إلى ما فوق ذلك أيضاً، وهو الخلد الذي هو غاية طموح الإنسان..
فعندما تسود ذهنية ارتباط مصير الأمة بعملها تسعى الأمة إلى الاعتماد على طاقاتها كما حصل مع المسلمين الأوائل فانبثقت في وجدانه الثقة القوية بالنفس مما دفعه إلى ساحات الجهاد دون أن يخشى أي قوة آنذاك، لكن اعترت هذه التعاليم بمرور الزمن أنواع الشوائب والانحرافات، حتى فشت الأفكار التي تستهين بالعمل، تاركة كل الأفكار الواقعية والمنطقية.
إن أكثر وأشد ما يشعر الإنسان بذاته هو حين يجد شخصه مستهدفاً، وحياته في خطر، لأن الاستهداف إنما هو لهذه الصلة القائمة بين الإنسان وبين الدنيا، حيث يسعى العدو إلى قطعها.. فالحفاظ على هذه الصلة، يدعو الإنسان للتراجع والتخلي عن القتال. في حين أن استراتيجية القتال تقوم على نسيان هذه الصلة، والتخلي عنها.. أو على الأقل عدم المبالاة بها..
محمد رضا اللواتي
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
السيد جعفر مرتضى
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد علي عباس الموسوي
د. سيد جاسم العلوي
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
زكي السالم: جرّب أن تكون اللّغة آخر همّك
الصبر والثبات في أيام الشدّة
سؤال عن أخلاق مرحلة (ما بعد الإنسانية)
كيف نواجه الأزمات والابتلاءات؟
رحلة إلى بلاد الألف ملّة
كيف نصنع البأس ونزيده؟ ابحثوا عن منابعه ومصادره
كيف نواجه العدوّ؟
فورة الانفعالات في مرحلة الطفولة واضطرابات الاكتئاب والقلق في مرحلة المراهقة
الحالة العامة في معسكر الأعداء (1)
ترتيب السُّور من حيث تاريخ النزول