لا يخفى على ذوي النّهى أنّ الأنس يستلزمه المعرفة، إذ السعي وراء أمر مجهول قبيح، بل مقدّمة الأنس ولازمه ولاحقه المعرفة، فلولاها لما كان الأنس، كما أنّ الأنس بما هو معدوم ولا يعرف عنه شيء لا معنى له، فالإنسان إنّما يأنس بشيء بعد أن عرفه وأدركه، فمن يأنس بالله لا بدّ أن يكون من العرفاء أوّلاً حتى يصل إلى مقام الأنس، وهو إحدى المقامات التي تذكر في السير والسلوك إلى الله سبحانه
ويبدو أنّ الإنسان نفسه قد يتّخذ مسارًا في حياته يؤدي به إلى إضعاف ذكائه.. هناك علاقة وطيدة بين مسار الحياة أو الطريق الذي يسلكه هذا الإنسان للوصول إلى مآربه وبين تفعيل القابليات أو إخمادها. جميع القابليات الإنسانية سواء كانت جسمانية أو عقلية أو روحية تنمو وتزدهر من خلال استعمالها في الاتجاه الصحيح. لكن ما يخفى على الكثيرين هو أنّ لأفكارنا ومعتقداتنا دورًا مهمًّا في هذا الأمر.
وأيضًا فإن قوة عباراته، وإتقان مضامينه، حيث يعتبر دورة عقائدية، تبدأ بانتخاب الله لرسله، ومعاناتهم في سبيل الرسالة، ثم فترة النبي محمد صلى الله عليه وآله، واختياره عليًّا عليه السلام، وذكر الروايات التي تؤكد هذا الاختيار وبيان موقف الناس بعد النبي، ثم ذكر مظلومية أهل البيت، وينتهي بإظهار التشوق والمحبة واللهفة لظهور الإمام وتمني أن يكون في ركابه
قد يكون هذا نوعًا من الانقلاب، حيث يسقط الإنسان في فتنة كبرى لم يكن مستعدًّا لها. وقد يكون ظهورًا لحقيقته وباطنه الذي كان خافيًا على الناس، بل حتى على نفسه. وفي هذه الحالة، فإنّ ما نفهمه من هذه الرواية هو أنّه يمكن أن نحسب أنفسنا من الممهّدين، لكنّنا في الواقع لا نكون سوى ممّن يعمل على تأخير الظهور!
أنّ المصلَّي المناجي ربّه، الغائب عمّا سواه يتمشّى منه التسليم، وأنّ المصلَّي الساهي الذي له الويل لم يكن غائبًا عمّا سواه حتّى يقدم عليهم، فكيف يتمشّى منه التسليم؟ إلَّا أنّه كان مرائيًا، حيث إنّه بسلامه يرى أنّه كان مناجيًا ربّه، غائبًا عمّن عداه فقدم فسلَّم، والذي يراه المرائي ويريه أنّه يعبد الحقّ هو: السراب الذي يحسبه الظمآن ماء.
وقد نقل عن الزمخشري، وفخر الرازي وهما من كبار علماء أهل السنة في ذيل آية (المودة) في سورة الشورى هذه الأحاديث: ألا ومن مات على بغض آل محمد (ص) مات كافراً. ألا ومن مات على بغض آل محمد (ص) لا يشم فيه رائحة الجنة. ألا ومن مات على حب آل محمد (ص) مات شهيداً. ألا ومن مات على حب آل محمد (ص) مات تائباً. ألا ومن مات على حب آل محمد (ص) بشّره ملك الموت بالجنة.
يظهر من الآيات والروايات أن (إسرافيل) الموكل بالنفخ في الصور، سينفخ فيه ليموت كل الأحياء، ثم ينفخ فيه أخرى فيبعثوا من جديد. ولكن ربما كان للنفخ في الصور معنى كنائي. فيكون النفخ في الصور كناية عن الإيقاظ وطلب التهيؤ والاستعداد. فمن المتعارف عليه استخدام البوق والطبل لهذه الأمور، ولعل معناه خطاب إسرافيل للخلائق بقوله: (موتوا)، فيموتون بإذن الله
وأمّا التسليم: فأصله قد تمثّل في المعراج، حيث إنّ رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله – لمّا أتى بما أمر به من الجلوس والتصلية التفت فإذا بصفوف من الملائكة والمرسلين والنبيّين، فقيل: يا محمّد، سلَّم عليهم، فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، فأوحى اللَّه – عزّ وجلّ – إليه أنّ السلام والتحيّة والرحمة والبركات أنت وذرّيّتك
وأمّا التشهّد فأصله قد تمثّل في المعراج، حيث إنّه لمّا أراد رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله – ليقوم قيل: يا محمّد، اجلس، فجلس، فأوحى اللَّه إليه: يا محمّد، إذا ما أنعمت عليك فسمّ باسمي، فألهم أن قال: بسم اللَّه، وباللَّه، ولا إله إلَّا اللَّه، والأسماء الحسنى كلَّها للَّه، ثمّ أوحى اللَّه إليه: يا محمّد، صلّ على نفسك وعلى أهل بيتك، فقال صلَّى اللَّه عليه وآله: صلَّى اللَّه عليّ وعلى أهل بيتي
ولتقريب معناه إلى الذهن نستعين بالتشبيه، فنشبه (عالم البرزخ) بـ (عالم النوم) رغم بعد الشبه، فروح الإنسان تلتذ بما يشاهده في منامه من مناظر جميلة، فالحلم في النوم شأن الروح، تسري هذه اللذة الروحية إلى الجسم فيلتذ بدوره. وهكذا لما يكون حلم الإنسان مخيفاً يرتعد الجسم بعد ارتعاب الروح.
ولهذا يحتاج إلى ما يصونه ويحفظه من الزّيغ والزّلل والشّقاء، فجعل الله العبادة والدّعاء، ومنها الصّلاة معراج المؤمن وقربان كلّ تقيّ ومنها يطلب العبد من ربّه في سورة حمده أن يهديه ويثبته على الهداية (إهدنا الصراط المستقيم) فيكرّر ذلك لا أقلّ في كلّ يوم عشر مرات في الصلوات الواجبة فضلاً عن المستحبات، فإنّه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب عند جميع أهل القبلة ومما أجمع عليه المسلمون وفي سورة الحمد (إهدنا الصراط المستقيم).
عدنان الحاجي
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
السيد جعفر مرتضى
الشيخ فوزي آل سيف
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد هادي معرفة
محمد رضا اللواتي
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد صنقور
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
ChatGPT قد يُفسد العقل، لكنّ الحقيقة قد تكون أعقد من ذلك بكثير
ما هذا البكاء؟!
النّخبة من أنصار الحسين عليه السّلام
التخطيط للبكاء في عاشوراء
مع الحسين (ع) من مكة إلى كربلاء (1)
قصة أصحاب الكهف في القرآن
إحياء الموسم الحسيني... حياة
دقائق في القرآن هي روائع في التعبير (6)
الفجوة بين عمر الدماغ الزمني والبيولوجي وتأثيرها على التفكير والذاكرة
الحالة العامة في معسكر الأعداء (2)