الشيخ محمد صنقور ..
﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾(1) فهل كانوا لا يعلمون أنه يوجد بعث؟ كيف والروايات تُشير إلى أن الإنسان في عالم البرزخ يُحاسبه الملكان، ويكون على بينة وعلم بمآله؟
الجواب:
الآية المباركة لا تنافي ما دلّ على أنَّ الإنسان إذا ما وقع عليه الموت تكشَّفت له الحقائق وعلم يقيناً بما سيئول إليه مصيره في الآخرة كما أنها لا تنافي ما دلَّ على وقوع العذاب في القبر لمن هو مستحق له.
وأما الاستفهام الذي يجأر به الكافرون حين بعثهم من قبورهم يوم القيامة فهو لا يُعبَّر عن أنَّهم يظلَّون على نكرانهم للبعث إلى حين وقوعه بل لأنّ هول المشهد حينئذٍ يُفقدهم صوابهم فينتابهم الذهول عما كانوا قد عرفوه حين الموت وعمَّا كانوا قد وجدوه من عذاب في القبر، ولذلك قال الله تعالى في موضع آخر من القرآن ﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ/ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾(2).
فالاستفهام ينشأ عن الذهول ولا ينشأ عن الجهل، وهذا ما يتفق كثيراً للإنسان عندما يُفاجئه أمر خطير لم يكن ينتظره فتراه ينساق دون تأنٍ فيسأل عن أمرٍ مشهودٍ وفيٍ غاية الوضوح (ما هذا؟) (وما الذي حدث؟) فهو حين يسأل لا ينتظر الجواب وإذا كان ينتظر الجواب فإنه يكون للتذكير وليس للتعريف بواقعٍ كان يجهله.
ولهذا فهم بعد أن يسألوا عمَّن بعثَهم من مرقدهم يجيبون أنفسهم بأنفسهم بعد أن تنجلي عنهم غشاوة الذهول ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾.
1- سورة يس آية رقم 52.
2- سورة الحج آية رقم 1-2.
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ محمد الريشهري
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عدنان الحاجي
الفيض الكاشاني
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الشيخ نجم الدين الطبسي
د. سيد جاسم العلوي
جاسم بن محمد بن عساكر
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح
سفينة البحار ومدينة الحِكم والآثار
تمهيد في تعريف المفهوم
الكسل عنوان الفشل
يوسف الصدّيق، أسوة الشباب في القرآن الكريم
آثار الانتظار (2)
الألفة والانفراديّة في القرآن الكريم (2)
إظهار مشاعر الاندهاش والإجلال تجاه الطّفل تجعل تربيته أكثر سعادة
وعلى هواك
منشأ العصمة وسببها
الألفة والانفراديّة في القرآن الكريم (1)