السيّد محمّد باقر الحكيم ..
يمثّل نظام العلاقات الاجتماعية العامة أحد الأركان الأساسية والدعائم المهمة التي يقوم عليها المجتمع الإنساني في النظرية الإسلامية.
ونريد بنظام العلاقات الاجتماعية مجموعة الحدود والموازين والضوابط التي يعبّر الإنسان من خلالها عن فهمه للحياة الاجتماعية الإنسانية، ومسؤوليته التضامنية تجاه الجماعة وتكاملها. وبذلك يمثل نظام العلاقات الاجتماعية القاعدة الأساس التي يُمكن أن تستقر عليها سائر الأنظمة التي تتولّد من العقود والالتزامات الخاصّة؛ كالزواج والعقود التجارية ونحوهما.
ثم إنّ النظام الاجتماعي يعبّر عن رؤية أخلاقية للسلوك الاجتماعي، وفهم عقائدي للكون والحياة والانسان والمبدأ والمعاد، ولعلّ هذا هو الذي يفسّر لنا تناول هذا الجانب من النظام في بحث الأخلاق والمصنّفات الأخلاقية.
هذا وقد جعل الإسلام «الإيمان» إطاراً للعلاقة الاجتماعية بين المسلمين، لكنه لم يغفل، في الوقت نفسه، الجانب الإنساني العامّ في هذه العلاقة، أي علاقة الإنسان بنظيره الإنسان الآخر، وهو قد أخذها بنظر الاعتبار في مجمل تصوّره النظريّ؛ كما يُمكن أن يُفهم ذلك من قول أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام في عهده لمالك الأشتر: «وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، والْمَحَبَّةَ لَهُمْ، واللُّطْفَ بِهِمْ، ولَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ».
وهذا أمرٌ واضح من خلال ما ورد من الحثّ على حُسن الخلُق مع الناس جميعاً، ما يعني أنّ الأصل هو الاحتفاظ بالعلاقة الاجتماعيّة على المستوى الإنساني ما لم تطرأ أوضاع استثنائيّة تفرض موقفاً آخر كالبراءة أو القطيعة.
ويؤكّد ذلك موقف الإسلام من الكفّار، حيث فصل القرآن الكريم في العلاقة العامّة بين الكفّار الأعداء الذين يتّخذون موقفاً سياسياً أو عسكرياً عدوانياً ضدّ المسلمين، وبين الكفّار العاديّين الذين لا موقف عدائياً لهم؛ حيث نهى القرآن عن ولاء القِسم الأوّل ومودّته، وأجاز البرّ والقسط للقسم الثاني بقوله عزّ وجلّ: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ الممتحنة:8-9.
ويشير إلى ذلك أيضاً ما ورد من تأكيد أهميّة الدعوة إلى الله تعالى بالأسلوب الذي يتّسم بالعقلانية والمحافظة على العلاقة الإنسانية الاجتماعية العامة، من خلال الحكمة والموعظة الحسنة مع الكفّار، أو الآخرين من غير المسلمين، أو الناس عامة من دون فرق بين المسلم وغيره.
وكذلك ما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف من النهي عن سبّ الكفّار، وذلك من أجل تجنّب التصعيد وتشديد الموقف السلبي من قِبلهم، حيث إنّهم سوف يردّون السبّ بمثله بطبيعة الحال.
وعندما يضع الإسلام «الأخوّة» بوصفها محتوىً لطبيعة العلاقة الاجتماعية في المجتمع الإسلامي، يريد من ذلك أن يضعها من حيث محتواها الإنساني إلى صفّ علاقة الأخوّة النسبيّة التي يمتزج فيها الولاء والنصرة والحقوق الاجتماعية بالحبّ والودّ والمشاعر والعواطف الإنسانيّة.
عدنان الحاجي
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد مهدي الآصفي
حيدر حب الله
الشيخ محمد صنقور
السيد عباس نور الدين
محمود حيدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد عبد الحسين دستغيب
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
زكي السالم: الموهبة بين الظّنّ فيها والضّنّ بها
هم ليس هم
الامتنان في الأوقات العصبية يعود بالنّفع على الممتنّ نفسه
(م ق ج) جديد الكاتب يوسف أحمد الحسن
جسد على حبل غسيل
العدد السّابع والثّلاثون من مجلّة الاستغراب
كلمة موجزة حول الجمال
سعة الصدر
معنى الإمامة في قوله تعالى: (إني جاعلك للناس إماماً)؟
﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ﴾