
السيد محمد حسين الطباطبائي
إنّ جهات الخلقة وخصوصيات الوجود التي في الأشياء ترتبط إلى ذاته المتعالية (الله تعالى) من طريق صفاته الكريمة
أي إن الصفات وسائط بين الذات وبين مصنوعاته.
فالعلم والقدرة والرزق والنعمة التي عندنا بالترتيب تفيض عنه سبحانه بما أنه عالم قادر رازق منعم بالترتيب، وجهلنا يرتفع بعلمه، وعجزنا بقدرته، وذلتنا بعزّته، وفقرنا بغناه، وذنوبنا بعفوه ومغفرته.
وإن شئتَ فقُلْ بنظر آخر: هو يقهرنا بقهره ويحدّنا بلا محدوديته، وينهينا بلا نهايته، ويضعنا برفعته، ويذللنا بعزته، ويحكم فينا بما يشاء بملكه -بالضم- ويتصرف فينا كيف يشاء بملكه -بالكسر- فافهم ذلك.
وهذا هو الذي نجري عليه بحسب الذوق المستفاد من الفطرة الصافية فمن يسأل الله الغنى ليس يقول: يا مميت يا مذل أغنني، وإنما يدعوه بأسمائه: الغني والعزيز والقادر مثلًا، والمريض الذي يتوجه إليه لشفاء مرضه يقول: يا شافي يا معافي يا رؤوف يا رحيم ارحمني واشفني، ولن يقول: يا مميت يا منتقم يا ذا البطش اشفني: وعلى هذا القياس.
والقرآن الكريم يصدّقنا في هذا السلوك والقضاء، وهو أصدق شاهد على صحة هذا النظر فتراه يُذيّل آياته الكريمة بما يناسب مضامين متونها من الأسماء الإلهية ويُعلّل ما يفرغه من الحقائق بذكر الاسم والاسمين من الأسماء بحسب ما يستدعيه المورد من ذلك.
والقرآن هو الكتاب السماوي الوحيد الذي يستعمل الأسماء الإلهية في تقرير مقاصده، ويعلمنا علم الأسماء من بين ما بلغنا من الكتب السماوية المنسوبة إلى الوحي.
فتبين أنّا ننتسبُ إليه تعالى بواسطة أسمائه، وبأسمائه بواسطة آثارها المنتشرة في أقطار عالمنا المشهود، فآثار الجمال والجلال في هذا العالم هي التي تربطنا بأسماء جماله وجلاله من حياة وعلم وقدرة وعزة وعظمة وكبرياء، ثم الأسماء تنسبنا إلى الذات المتعالية التي تعتمد عليها قاطبة أجزاء العالم في استقلالها.
وهذه الآثار التي عندنا من ناحية أسمائه تعالى مختلفة في أنفسها سعة وضيقاً، وهما بإزاء ما في مفاهيمها (أي مفاهيم الأسماء) من العموم والخصوص.
(فكما أنّ مفاهيم الأسماء الإلهيّة فيها ما هو عام وخاص، فكذلك نفسُ الأسماء الإلهيّة فيها ما هو عام وخاص، وفيها أسماء محيطة وأسماء محاطة وأسماء كليّة وأسماء جزئية وهكذا).
فموهبة العلم التي عندنا تنشعب منها شعب: السمع والبصر والخيال والتعقل مثلًا، ثم هي (أي العلم) والقدرة والحياة وغيرها تندرج تحت الرزق والإعطاء والإنعام والجود، ثم هي والعفو والمغفرة ونحوها تندرج تحت الرحمة العامة.
(يعني صفة السمع والبصر والخيال والتعقل ترجع إلى صفة العلم
وصفة العلم والقدرة والحياة تندرج تحت الرزق والإعطاء والإنعام والجود
والصفات الأخير إضافة إلى العفو والمغفرة تندرج تحت صفة الرحمة العامة)
ومن هنا يظهر أنّ ما بين نفس الأسماء سعة وضيقاً، وعموماً وخصوصاً على الترتيب الذي بين آثارها الموجودة في عالمنا فمنها خاصة ومنها عامة، وخصوصها وعمومها بخصوص حقائقها الكاشفة عنها آثارها وعمومها.
(يعني أنّه كما يوجد بين آثار الأسماء التي هي الموجودات الخارجية عموم وخصوص وسعة وضيق فكذلك بين نفس الأسماء عموم وخصوص وسعة وضيق).
وتكشف عن كيفية النسب التي بين حقائقها النسب التي بين مفاهيمها، فالعلم اسم خاص بالنسبة إلى الحي، وعام بالنسبة إلى السميع البصير الشهيد اللطيف الخبير.
والرازق خاص بالنسبة إلى الرحمن، وعام بالنسبة إلى الشافي الناصر الهادي، وعلى هذا القياس.
(يعني نستطيع أن نكشف النسب بين حقائق الأسماء الإلهيّة بالكشف عن النسب بين مفاهيم الأسماء:
فالعليم أخصّ من اسم الحي لأنّ الحياة هي مجموع العلم مع القدرة (حياة= علم + قدرة)
إلا أنّه أعمّ من الاسم السميع البصير الشهيد اللطيف الخبير
واسم الرازق أخصّ من اسم الرحمن إلّا إنّه أعم من اسم الشافي الناصر الهادي لأنّ الشفاء والنصرة والهداية تندرج تحت معنى الرزق)
فللأسماء الحسنى عرض عريض تنتهي من تحت إلى اسم أو أسماء خاصة لا يدخل تحتها اسم آخر، ثم تأخذ في السعة والعموم، ففوق كل اسم ما هو أوسع منه وأعم حتى تنتهي إلى اسم الله الأكبر الذي يسع وحده جميع حقائق الأسماء وتدخل تحته شتات الحقائق برمتها، وهو الذي نسميه غالبًا بالاسم الأعظم.
ومن المعلوم أنه كلما كان الاسم أعم كانت آثاره في العالم أوسع، والبركات النازلة منه أكبر وأتم لما أن الآثار للأسماء كما عرفت فما في الاسم من حال العموم والخصوص يحاذيه بعينه أثره، فالاسم الأعظم ينتهي إليه كل أثر، ويخضع له كل أمر.
حقيقة التوكّل
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الحق والباطل: ماء راسخ وزبد يزول
الشيخ جعفر السبحاني
معنى (أمس) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
أصول التعامل الناجح مع الوالدين
السيد عباس نور الدين
ظاهرة الباريدوليا: لماذا نتوهم رؤية وجوه على الأشياء وما هي تطبيقاتها العمليّة الممكنة؟
عدنان الحاجي
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ..} كيف يُنسب اليأس للرسُل؟
الشيخ محمد صنقور
أَمَرْنا مُتْرَفِيها!
الشيخ محمد جواد مغنية
أنت أيضًا تعيش هذا النّمط الخطير من الحياة!
الشيخ علي رضا بناهيان
رأس العبادة، آدابٌ للدعاء
الشيخ شفيق جرادي
الملائكة وسائط في التدبير
السيد محمد حسين الطبطبائي
الحوراء زينب: قبلة أرواح المشتاقين
حسين حسن آل جامع
على غالق
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
حقيقة التوكّل
الحق والباطل: ماء راسخ وزبد يزول
معنى (أمس) في القرآن الكريم
طلاء شفّاف لتحويل النوافذ إلى ألواح شمسية بشكل غير مرئي
أصول التعامل الناجح مع الوالدين
ظاهرة الباريدوليا: لماذا نتوهم رؤية وجوه على الأشياء وما هي تطبيقاتها العمليّة الممكنة؟
آل سعيد: لا تفاقموا مشكلات المراهقين
حقيقة التّكبّر
معنى (فره) في القرآن الكريم
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ..} كيف يُنسب اليأس للرسُل؟