
ترجمة: محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي
يُشكل الغاز المشع الذي يُحاصر في الأماكن المغلقة ما بين 3 و14% من جميع حالات سرطان الرئة، وقد تكشف أظافر أقدامنا عن تعرضنا طويل الأمد لهذا الغاز.
ويُعد الرادون [عنصر كيماوي رمزه (Rn) وعدده الذري 86، ومن بين نظائره الثلاثة يتمتع 222Rn بنصف عمر يبلغ 3.825 يوم. المصدر: ويكيبيديا]، وهو غاز عديم اللون والرائحة، ثاني أكثر أسباب الإصابة بسرطان الرئة شيوعًا بعد تدخين التبغ، ومع ذلك، فإن غير المدخنين والمدخنين العرضيين في كثير من الأحيان لا يكونون مؤهلين لإجراء فحص سرطان الرئة.
وقد اكتشف فريق من العلماء من جامعة كالغاري في كندا طريقة بسيطة ومدهشة للكشف عن تعرض الشخص طويل الأمد للرادون، مما قد يساعد الأطباء على تحديد هذه المجموعة المفقودة من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الرئة، حتى لو لم يدخنوا سيجارة قط، أو نادرًا ما كانوا يدخنون، أو أقلعوا عن التدخين منذ فترة طويلة.
وتُعد أظافر أقدامنا أحد “أرشيفات” الجسم لتعرضنا طويل الأمد للسموم البيئية مثل الرادون. ففي دراسة إثبات المفهوم، أظهر فريق متعدد التخصصات، بقيادة الكيميائي الحيوي البروفيسور آرون غودارزي والفيزيائي البروفيسور مايكل ويزر، أن قصاصات أظافر القدم تُعدّ مؤشرات موثوقة على التعرض طويل الأمد للرادون.
وإذا تم التحقق من صحة هذه الدراسة من خلال دراسات أخرى، فقد تساعد المرضى في الفئات المهملة والمعرضة للخطر على الوصول إلى تشخيصات سرطان الرئة التي قد تُنقذ حياتهم.
ويوضح البروفيسور غودارزي: “بعد استنشاق غاز الرادون، يتحول بسرعة إلى نوع محدد من الرصاص المشع. يتعامل الجسم مع الرصاص المشع من الرادون كما يتعامل مع جميع أنواع الرصاص، ويخزنه في أنسجة بطيئة التساقط مثل الجلد والشعر والأظافر”.
ويقول البوفيسور ويزر: “لقد اختبرنا نظائر الرصاص في قصاصات أظافر القدم، وأثبتنا أنها تُعدّ طريقة كمية للكشف عن التعرض للرادون مدى الحياة على مستوى الفرد”. وعلى عكس تاريخ التدخين، ليس من السهل على المريض الإبلاغ عن التعرض للرادون بنفسه.
وغالبًا ما يجهل الناس تعرضهم لهذا الغاز، ويختلف التعرض له باختلاف الجيولوجيا المحلية، وطريقة بناء واستخدام المساحات الداخلية. وقد وُضعت قوانين بناء لمعالجة هذه المشكلة، ولكنها قد لا تُطبق في بعض البلدان، أو ربما لم تُطبق في المباني القديمة.
ويُنتَج الرادون طبيعيًّا في الأرض، وينطلق في الهواء. وفي المساحات الخارجية، يتلاشى بسهولة، لكنه يتراكم بسرعة في الأماكن المغلقة. وينطبق هذا بشكل خاص على المباني سيئة التهوية وفي الأماكن الباردة، حيث يمكن لاختلافات الضغط أن تسحب المزيد من الرادون من الأرض إلى الأماكن الداخلية.
كما يمكن للرادون أن يذوب في الماء ويتراكم وينطلق منه، وخاصة في المناطق الريفية الغنية باليورانيوم حيث تُعد المياه الجوفية مصدرًا مهمًّا. وتساهم بعض مواد البناء أيضًا في تراكم الرادون في الأماكن المغلقة، بما في ذلك الخرسانة خفيفة الوزن مع شبه الصخرية[1] (Alum Shale)، والجبس الفوسفوري، والطف الإيطالي[2] (Italian Tuff).
وكتب الفريق: “في بعض المناطق ذات الإمكانات الجيولوجية العالية للرادون، مثل كندا، أدت ممارسات البناء السكني الحديثة إلى تفاقم التعرض للرادون عن غير قصد، بينما أدت الاتجاهات المتطورة في العمل، بالنسبة لبعض المهن، إلى زيادة الوقت السنوي الذي يقضيه العاملون وهم يتنفسون الهواء الداخلي للبيئة السكنية المبنية”.
وباستخدام أساليب فائقة الحساسية، اكتشف الباحثون وجود الرصاص 210 (210Pb)، وهو نظير رصاص ينتج عن تحلل الرادون، في 39 عينة من أصل 55 عينة أظافر قدم حللوها (71%).
وأظهرت نتائج فحص البالغين الذين استنشقوا مستويات مرتفعة من الرادون في منازلهم لمدة 26.5 عامًا في المتوسط، وجود حوالي 0.298 فيمتوغرام (10-15 غم) من الرصاص 210 لكل نانوغرام (10-9 غم) من الرصاص المستقر داخل قصاصات أظافر أقدامهم.
وفي الوقت نفسه، احتوت أظافر أقدام أولئك الذين تعرضوا لمستويات منخفضة من الرادون على مر السنين على 0.075 فيمتوغرام فقط من الرصاص 210 لكل نانوغرام من الرصاص. ويمثل هذا فرقًا بنسبة 397%: وهو مؤشر قوي على أن تاريخ تعرضك للرادون موجود بالفعل في أظافر قدميك.
ومن المفيد أيضًا أن مستويات الرادون المرتفعة ظلت قابلة للاكتشاف في أظافر أقدام الأشخاص لمدة تصل إلى ست سنوات بعد إجراء تغييرات على منازلهم لتقليل تعرضهم المرتفع للرادون.
وتُجرى حاليًّا تجربة تحقق أوسع نطاقًا لضمان فعالية هذه الطريقة على نطاق أوسع وأكثر تنوعًا من السكان. ويسعى الباحثون إلى استقطاب 10,000 مقيم كندي مستعدين لاختبار منازلهم للكشف عن غاز الرادون، وإرسال بعض قصاصات أظافر القدم لأخذ عينات منها.
ويقول البروفيسور غودارزي: “ستُشكل هذه البيانات الدليل الذي قد يُسهم في إشراك المزيد من المرضى، الذين لا يُسبب دخان التبغ إصابتهم بسرطان الرئة، في الفحص والتشخيص المبكرين اللذين قد يُنقذان حياتهم”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
[1] جاء في قاموس “ميريام وبستر” تعريف ومعنى الصخر الشبّي (Alum Shale) بأنه صخر طينيّ أو صخر أردوازيّ كان يحتوي في الأصل على البايرايت (Pyrite)، وبعد التجوية (Weathering)، احتوى على كبريتات الألومنيوم، وتشكّل بفعل حمض الكبريتيك الناتج عن تحلل البايرايت على المواد الألومينية في الصخر.
[2] صخر بركاني ناعم مسامي (يُعرف بالإيطالية باسم توفو)، شائع في إيطاليا، ويُستخدم على نطاق واسع في البناء منذ العصور القديمة. وهو نوع من الصخور النارية يتكون من الرماد البركاني المتماسك، ويوجد بكثرة في المناطق البركانية، حيث يُحفر في هياكل تحت الأرض ويُستخدم لبناء مدن بأكملها، كما هو الحال في أماكن مثل أورفيتو.
شكل القرآن الكريم (2)
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الهداية والإضلال
الشيخ شفيق جرادي
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (5)
محمود حيدر
كيف ننمّي الذكاء الاجتماعي في أولادنا؟
السيد عباس نور الدين
الذنوب التي تهتك العصم
السيد عبد الأعلى السبزواري
كلام في الإيمان
السيد محمد حسين الطبطبائي
الإسلام أوّلاً
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
لا تجعل في قلبك غلّاً (2)
السيد عبد الحسين دستغيب
معنى (لمز) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
التحسس الغلوتيني اللابطني لا علاقة له بمادة الغلوتين بل بالعامل النفسي
عدنان الحاجي
اطمئنان
حبيب المعاتيق
الحوراء زينب: قبلة أرواح المشتاقين
حسين حسن آل جامع
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
أظافر قدميك تكشف إذا كنت تعرضت لسبب غير مرئي لسرطان الرئة
شكل القرآن الكريم (2)
الهداية والإضلال
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (5)
كيف ننمّي الذكاء الاجتماعي في أولادنا؟
(قضايا مأتميّة) الكتاب الإلكترونيّ الأوّل للشّاعر والرّادود عبدالشهيد الثور
مركز (سنا) للإرشاد الأسريّ مشاركًا خارج أسوار برّ سنابس
شروق الخميس وحديث حول الأزمات النّفسيّة وتأثيرها وعلاجها
نشاط غير عادي في أمعائنا ربما ساعد أدمغتنا أن تنمو أكبر
الذنوب التي تهتك العصم