إنه حركة ناشطة في معركة المعنى. والخائضُ في لجَّته محمولٌ على الظن، أن السؤال الـمُستَنْبَتَ من حجّة العقلِ كفيلٌ بجعلنا ننحني لظهور الحقيقة. لكن الظانُّ إياه، كثيرًا ما يغفل عن أمرٍ يؤيِّده العقلُ، وهو أن السؤال الذي اتُخِذَ سلاحَاً أوحَدَ لنيل الحقيقة المدعاة، سوف يمسي مع الزمن داءً لا شفاء منه.
آلت حركة التفكير في العالم، والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة، إلى المنطقة الأكثر تعقيداً وغموضاً مع بدايات القرن الحادي والعشرين. المقترحات الفكريّة التي عامت فوق سطح التحولات في العالَمين معاً، كانت أدنى إلى استعادات لميراث فكري لا يُرى إليه في الغالب إلا كمقدس عصيّ على الانتقاد والمراجعة.
لم يغادر النقاش الفلسفي الذي شهدته الحداثة الغربية المتأخرة، مثلث العقل والدين والأخلاق، رغم ما ابتعثته حضارة التجريد المعرفي من حُجُب لا حصر لها. قد يكون العكس تماماً هو الذي حدث بالفعل، في ما سمي بأزمنة العولمة؛ أي أنَّ الحضارة المشار إليها بتظاهراتها المختلفة كانت شديدة التنوّع، حتى إذا تفجرت الثورة الرقمية والمعلوماتية كتجلٍّ أخير لها، تضاعفت الحاجة لاستحضار سؤالي الأخلاق والدين، ناهيك عن سؤال العقل.
تتعيَّن مهمّة الميتافيزيقا البَعديَّة، بتنشئة نظامٍ للمعرفة بفارق حدود الكثرة ومحدوديَّتها من دون أن ينفكَّ عنها انفكاكَ النقيض عن النقيض. ولأنَّ نظامها المعرفيَّ مبنيٌّ على بداهة التوحيد فإنَّها بحكم طبيعتها المابعديَّة، لا تعود ترى إلى الكون كمخلوق متناثر مآلُه التيهُ والعدم، ولا كوجود تتشابه مراتبُه، أو تتساوى عوالـمُه إلى الحدِّ الذي يحلُّ فيه الخالق بالمخلوق.
على شدة ما يبدو في الظاهر من اختصام بين المتناهي واللاّمتناهين وبالتالي ـ وعلى وجه التعيين، بين الأيديولوجيا واليوتوبيا، فإنهما محكومتان بمنطق داخلي واحد. وإذن، لا يمكن النظر إليهما إلاّ كذلك. فالعلاقة الناشئة بينهما ليست علاقة بين طرفين بقدر ما هي تمظهر لجدلية واحدة.
تُظهر تاريخيَّة الجدل الَّلاهوتيِّ واحدة من أبرز المعضلات الناجمة عن استخدام العقل القياسيِّ في إثبات الوحي. من ذلك ما واجهته تيَّارات لاهوتيَّة في الغرب حين وجدت نفسها عاجزة عن تسويغ الجانب غير العقلانيِّ في بنيتها الاعتقاديَّة. لقد بدت الصورة على غير ما كانت تبتغيه تلك التيَّارات
وَرِث هيغل عن الأسلاف معثرته الكبرى. فكان بذلك أرسطيًّا بقدر ما كان ديكارتيًّا وكانطيًّا في اختباراته الفلسفية. من بعدِ ما أضناه مبحثُ الوجود بذاته سيُعرض هيغل عن ورطته اللَّاهوتية ليحكم على الوجود بالخلاء المشوب بالعدم. فلا وجود عنده إلا ما هو ظاهرٌ وواقعٌ تحت مرمى الأعين
مع كانط (Kant) ستنعطف ميتافيزيقا الحداثة باتجاه دنيوية صارمة تتعدى التعطيل الذي أجراه ديكارت على العقل، وحكم بقصوره وعجزه عن معرفة الأصل الذي صدر منه العالم. لقد انبرى إلى الأخذ بالأنا الديكارتية لتكون له القاعدة التي سيثبت من خلالها الاستقلال المطلق للإنسان
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ محمد الريشهري
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عدنان الحاجي
الفيض الكاشاني
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الشيخ نجم الدين الطبسي
د. سيد جاسم العلوي
جاسم بن محمد بن عساكر
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح