
السيد عباس نورالدين
من آمن بالله واليوم الآخر يعلم أنّ أساس الحساب يوم القيامة هو النّفس.
وقوله تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة}،[1]يدلّنا على قانون كلّي لعالم الآخرة.
ففي ذلك العالم الأبديّ ينال كلّ إنسان بحسب واقع نفسه. ولا يكون هناك سوى ميزان واحد دقيق إلى درجة أنّه يقيس مثاقيل الذرّات.
وحين تكون النفس خفيفة فسوف يتّجه نحو الهاوية ويؤمّها، {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازينُه * فَأُمُّهُ هَاوِيَة}[2]. وأمّا من ثقلت موازينه فسوف يكون في عيشة راضية في جنّة عالية،{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}.[3]
نتصوّر ذلك اليوم المصيريّ ونتصوّر معه النّفوس وهي توضع على الموازين، ثمّ نتساءل: ما الذي يجعل النفس ثقيلة؟
لا شك بأنّ هناك أمورًا إذا اتّحدت بالنفس زادت من وزنها، لأنّ النفس في بداية الحياة تكون خفيفة، ثمّ يمنح الله الفرص لكلّ واحدٍ منّا لكي يضيف إليها ما يناسبها. ومهما كانت الأعمال التي نقوم بها صالحة، فإذا لم تتّحد آثارها النورانيّة مع أنفسنا، فسوف ننتقل إلى ذلك العالم خفافًا! ولهذا، يجد الكثيرون هناك أنّ ما زرعوه هنا من صالحات قد احترق واندثر.
نفوسنا هي العرش الذي ينبغي لأعمالنا الحسنة أن تنتقش عليها فتزيدها ثقلًا.
ويجب أن نجعل نفوسنا مستعدّة لهذه النقوش.
ولا يتحقّق ذلك إلّا بفضل المعرفة والعقل. لهذا، قال رسول الله (ص): "مَا قَسَمَ اللَّهُ لِلْعِبَادِ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ فَنَوْمُ الْعَاقِل أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِل"،[4] وفي حديثٍ آخر: "يَا عَلِيُّ! رَكْعَتَيْنِ يُصَلِّيهِمَا الْعَالِمُ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ يُصَلِّيهَا الْعَابِد".[5]
لا يريد الله تعالى أن يسلبنا الحسنات لمجرّد جهلنا. بل لأنّ الجاهل لا يُبقي مكانًا للحسنات. فالنفس العالمة هي النّفس المستعدّة لاستقرار حسنات الأعمال فيها.
وإذا تأمّلنا أكثر في معنى العلم، فسوف نجد أنّه عبارة عن ذاك التوجّه. وحين يكون العلم بالله، فسوف يصنع ذلك التوجّه الذي يسلك بالأعمال الصالحة طريق الصواب. ومَثل الجاهل كالذي لا يعرف أين يضع جواهره، فسرعان ما يفقدها.
وممّا يؤسف له أنّ ثقافة العمل والعلم غير راسخة في مجتمعنا. حيث يتمّ التّركيز على العمل دون العلم. وتكون أكثر المعارف المنتشرة تلك التي تصف شكل العمل، لكنّها تهمل مضمونه وروحه، وهو ما ذكرنا.
إن كنت تريد أن تعمل صالحًا، فأنت بحاجة إلى توسعة قاعدة علمك بمن تعمل له. وإن كنت تريد أن تزيد من عملك الصالح، فأنت بحاجة إلى تعميق علمك بمن تعمل له.
وقد أثبتت التّجارب أنّ كثرة العمل (وصوابه طبعًا) تتولّد من سعة العلم وعمقه. فلا يمكن للنّفس أن تزداد ثقلًا بالعمل ما لم نزد من ثقلها العلميّ.
ـــــــــ
[1]. سورة المدّثر، الآية 38.
[2]. سورة القارعة، الآيات 8- 9.
[3]. سورة القارعة، الآيات 6-7 .
[4]. الكافي، ج1، ص 12- 13.
[5]. من لا يحضره الفقيه، ج4، ص 367.
غزو مكة
الشيخ محمد صنقور
(لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
معنى (سلق) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
ما بعد فلسفة الدين…ميتافيزيقا بَعدية (1)
محمود حيدر
التّوحيد والمحبّة
السيد عبد الحسين دستغيب
من هي السيدة فاطمة عليها السلام؟
الشيخ شفيق جرادي
كيف يخاف النبي موسى عليه السلام من اهتزاز العصا؟!
السيد جعفر مرتضى
العالم كما نراه... وتأثير هذه الرؤية على نفوسنا
السيد عباس نور الدين
شكل القرآن الكريم (4)
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الأدوية المعنويّة والأدوية المادّيّة
الشيخ علي رضا بناهيان
السيدة الزهراء: حزن بامتداد النّبوّات
حسين حسن آل جامع
اطمئنان
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
الشباب والرجوع إلى الدين
غزو مكة
(لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)
معنى (سلق) في القرآن الكريم
عندما يصبح الهاتف أذكى منك: تصورات نفسية واجتماعية لمرحلة ما بعد AGI
ما بعد فلسفة الدين…ميتافيزيقا بَعدية (1)
(أخلاق ومبادئ الطّلاق) محاضرة للشّيخ صالح آل إبراهيم
التّوحيد والمحبّة
علاج جديد ومبتكر يقتل خلايا السرطان بأمان باستخدام الضوء
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (8)