المسألة:
ما هو المقصود من الأحاديث التي ذكرت أنَّ عليًّا (ع) قاضي أو يقضي دين النبيِّ (ص)؟ هل تُوفي النبيُّ (ص) وعليه ديونٌ ماليَّة للناس؟
الجواب:
الأحاديث المُشار إليها في السؤال هي مثلُ ما رُويَّ عن النبيِّ الكريم صلَّى الله عليه وآله أنَّه قال: - يا علي- "أنت أخي ووزيري وخليفتي في أهلي تقضي ديني وتُبرئ ذمتي.."(1)
وورد في عيون أخبار الرضا (ع) بسندٍ متصلٍ عن أبي الحسن الرضا (ع) عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليٍّ عليهم السلام قال: قال رسولُ الله (ص) لعليٍّ عليه السلام يا علي أنتَ حجَّةُ الله، وأنت بابُ الله، وأنتَ الطريقُ إلى الله، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراطُ المستقيم، وأنت المثلُ الأعلى، يا علي أنت امامُ المسلمين وأميرُ المؤمنين، وخيرُ الوصيين، وسيِّدُ الصدِّيقين، يا علي أنت الفاروقُ الأعظم، وأنت الصدِّيقُ الأكبر، يا علي أنتَ خليفتي على أمَّتي، وأنت قاضي ديني وأنت مُنجِزُ عِداتي..."(2)
وورد في كفاية الأثر للخزَّاز القمِّي بسندٍ له عن أنس بن مالك قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أوصياء الأنبياء الذين يقومون بعدهم بقضاءِ ديونهم وإنجاز عِداتهم ويُقاتلون على سنَّتِهم، ثم التفت إلى عليٍّ عليه السلام فقال: أنتَ وصيِّي وأخي في الدنيا والآخرة، تقضي ديني، وتُنجِزُ عِداتي، وتُقاتل على سنَّتي، تُقاتل على التأويل كما قاتلتُ على التنزيل، فأنا خيرُ الأنبياءِ، وأنتَ خيرُ الأوصياء.."(3)
وورد من طرقِ العامَّة كما في الرياض النضرة عن أنس بن مالك قال: قلنا لسلمان: سلِ النبيَّ (ص) من وصيُّه، فقال سلمان: يا رسولَ الله مَن وصيُّك؟ قال: يا سلمان مَن كان وصيُّ موسى؟ قال: يوشع بن نون. قال: فإنَّ وصيِّي ووارثي، يقضي ديني ويُنجِزُ موعدي عليُّ بن أبي طالب". خرَّجه في المناقب (4)
وروى الطبراني في المعجم الكبير بسنده عن ابن عمر قال: قال رسولُ الله (ص) لعليٍّ (ع)": ألا أُرضيك يا علي قال بلى يا رسول الله قال: أنت أخي ووزيري، تقضي ديني، وتُنجِزُ موعدي، وتُبرئ ذمَّتي، فمَن أحبَّك في حياةٍ مني فقد قضى نحبَه، ومن أحبك بعدي ولم يرك ختم اللهُ له بالأمنِ والإيمان، وأمَّنه يوم الفزعِ الأكبر، ومَن مات وهو يُبغضُك يا عليُّ مات مِيتةً جاهليَّة يُحاسبه الله بما عمِل في الإسلام"(5)
وروى الطبراني أيضاً في المعجم الكبير بسنده عن حبشي بن جنادة قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله وسلم: "لا يقضي ديني غيري أو علي".(6) والرواياتُ في ذلك من طرق الفريقين كثيرة(7)
مدلول قوله (ص): عليٌّ: يقضي ديني وينجز عِداتي:
وأمَّا ما هو المقصود مِن أنَّ عليًّا (ع) يقضي دين رسولِ الله (ص) فهو أنَّ علياً (ع) أقربُ الناس إلى رسول الله (ص) وأولاهم به دون سائر الناس، فحين يُؤكِّد الرسول (ص) في مواطن كثيرة على ملأٍ من الناس أنَّ عليًّا (ع) يقضي ديني وينجز عِداتي فهو يُريد من ذلك التعبير عن أنَّ عليًّا (ع) أقربُ الناس إليه وأولاهم به وأوثقُهم عنده، وأنَّه وصيُّه دون سائر الناس، فالإنسان حينما يُخبر الآخرين أنَّ ما عليه من ديون يقضيها فلان وأن عِداتِه يُنجزها فلان فهو يُعبِّر بذلك عن أنَّ ذمتهما واحدة وهو أبلغُ تعبير عن كمال القرب بينهما، فحين يقول الرسول (ص) عليٌّ يقضي ديني ويُنجز عِداتي فإنَّ معنى ذلك أنَّ الديون التي تشغل ذمَّتي هي تشغل ذمَّة عليٍّ (ع) فذمَّتي وذمَّةُ عليٍّ واحدة، وكذلك فإنَّ الوعود التي أعِد بها الناس كما يلزمني إنجازُها كذلك يلزمُ عليَّاً إنجازُها، فأنا وعليٌّ كشيءٍ واحد، فما يلزمني يلزمُه وإذا أدَّاه فقد أديتُه، فإذا وعدت أحداً بعطيةٍ فعليَّ أو على عليٍّ (ع) الوفاءُ بهذا الوعد، وإذا استدنتُ مالاً فعليَّ أنا أو عليٌّ القضاء لهذا الدين، فإذا وفى عليٌّ بوعدي فأنا من وفيتُ به، وإذا قضى عليٌّ ديني فأنا مَن قضيتُه، فأنا وعليٌّ شيءٌ واحد وذمتُنا واحدة، هذا هو مؤدَّى قوله (ص) : "تقضي ديني وتُنجزُ موعدي وتُبرئُ ذمَّتي" وقوله (ص): "لا يقضي ديني غيري أو عليٌّ".
هل كان على النبيِّ (ص) دينٌ حين رحيله:
وأمَّا: هل كان على النبيِّ (ص) دينٌ حين رحيله إلى ربِّه جلَّ وعلا فالروايات المذكورة لا تدلُّ على ذلك، فهي لا تُثبت أنَّ عليه (ص) ديناً ولا تنفي وإنَّما هي بصدد بيان أنَّه لو كان عليه دين فإنَّ المسؤول عن قضائه هو أميرُ المؤمنين عليُّ بن أبي طالب (ع) نعم ورد في العديد من الروايات أنَّ الرسول الكريم (ص) رحَلَ إلى ربَّه جلَّ وعلا وعليه دينٌ:
منها: صحيحة معاوية بن وهب عن أبي عبد الله (ع) قال: ".. وقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّه (ص) وعَلَيْه دَيْنٌ، ومَاتَ الْحَسَنُ (ع) وعَلَيْه دَيْنٌ، وقُتِلَ الْحُسَيْنُ (ع) وعَلَيْه دَيْنٌ".(8)
ومنها: ما رواه الحميري القمِّي في قرب الاسناد بسندٍ معتبرٍ عن أبي عبد الله عن أبيه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله لم يُورِّث ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا وليدةً، ولا شاةً ولا بعيراً، ولقد قُبض رسولُ الله صلى الله عليه وآله وإنَّ درعه مرهونةٌ عند يهوديٍّ من يهود المدينة بعشرينَ صاعاً من شعير، استسلفها نفقةً لأهله".(9)
ومنها: ما رواه الطبرسي في الاحتجاج عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن الحسين بن عليٍّ عليهما السلام عن أمير المؤمنين (ع) قال: " .. لقد كان كذلك، محمَّدٌ صلَّى الله عليه وآله أزهدَ الأنبياء عليهم السلام .. ما رُفعت له مائدة قط وعليها طعام، ولا أكل خبزَ بُرٍّ قط، ولا شبِعَ من خبز شعيرٍ ثلاثَ ليالٍ متوالياتٍ قط، تُوفي رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله ودرعُه مرهونة عند يهوديٍّ بأربعة دراهم، ما ترك صفراءَ ولا بيضاء مع ما وُطِّئ له من البلاد، ومُكِّن له من غنائم العباد، ولقد كان يُقسِمُ في اليوم الواحد الثلاثمائة ألف وأربعمائة ألف، ويأتيه السائلُ بالعَشيِّ فيقول: والذي بَعثَ محمَّداً بالحقِّ ما أمسى في آلِ محمَّدٍ صاعٌ من شعير، ولا صاعٌ من بُرٍّ، ولا درهم، ولا دينار..".(10)
ومنها: ما أورده الطبرسي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس قال: "إنَّ رسولَ الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) تُوفي ودرعُه مرهونةٌ عند رجلٍ من اليهود على ثلاثين صاعاً من شعيرٍ أخذَها رزقاً لعيالِه".(11)
ومنها: ما في الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي قال: "وأمَّا زهده صلَّى الله عليه وآله فقد ملكَ مِن أقصى اليمن إلى شجر عمان، إلى أقصى الحجاز إلى نواحي العراق، ثم تُوفِيَ وعليه دينٌ، ودرعُه مرهونةٌ بطعامِ أهله، ما ترك درهماً ولا ديناراً، ولا شيَّد قصراً، ولا غرسَ نخلاً لنفسِه، ولا شقَّ نهراً .. ".(12)
قضاءُ عليٍّ (ع) لديونِ رسول الله (ص):
هذا وقد ذكر ابنُ سعدٍ في الطبقات الكبرى قال: أخبرنا محمد بن عمر حدَّثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم لمَّا تُوفي أمرَ عليٌّ صائحًا يصيحُ: مَن كان له عند رسولِ الله عِدةٌ أو دينٌ فليأتني، فكان يبعثُ كلَّ عامٍ عند العقبةِ يومَ النحر مَن يصيحُ بذلك حتى تُوفي عليٌّ، ثم كان الحسنُ بن عليٍّ يفعلُ ذلك حتى تُوفي، ثم كان الحسينُ يفعل ذلك، وانقطع ذلك بعده، قال ابنُ أبي عون: فلا يأتي أحدٌ مِن خلقِ الله إلى عليٍّ بحقٍّ ولا باطلٍ إلا أعطاه".(13)
وفي المناقب لابن شهراشوب عن قتادة قال: "بلغنا أنَّ عليَّاً نادى ثلاثة أعوام بالموسم مَن كان له على رسولِ الله دينٌ فليأتِنا نقضي عنه".(14)
وقال القاضي النعمان في شرح الأخبار: "وقد قضى عليٌّ عليه السلام دينَ رسول الله صلَّى الله عليه وآله، وأنجز عِداته بعد وفاتِه كما أمرَه بذلك بعد أنْ أمر بأنْ يُنادَى في الناس ألا مَن كان له على رسولِ الله صلَّى الله عليه وآله دينٌ أو وعدَه بشيءٍ فليأتِ عليَّاً عليه السلام . فقضى ذلك مَن أتاه فيه..".(15)
وهنا ينبغي التنبيه على أمرين:
الدرع المرهونة لدى اليهودي غير الدرع التي وهبها لعليٍّ(ع):
الأمر الأول: إنَّ الدرع المرهونة عند يهوديٍّ مقابل دينٍ استدانه الرسول (ص) لمؤونة أهله -بحسب ما أفادت الروايات الآنفة الذكر- هذه الدرع ليست هي الدرع التي وهبَها رسول الله (ص) لعليٍّ (ع) قُبيل وفاته وأقبضه إياها كما ورد ذلك في مثل رواية أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّه (ص) الْوَفَاةُ .. ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ يَا أَخَا مُحَمَّدٍ أتُنْجِزُ عِدَاتِ مُحَمَّدٍ وتَقْضِي دَيْنَه وتَقْبِضُ تُرَاثَه؟ فَقَالَ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي ذَاكَ عَلَيَّ ولِي قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْه حَتَّى نَزَعَ خَاتَمَه مِنْ إِصْبَعِه فَقَالَ: تَخَتَّمْ بِهَذَا فِي حَيَاتِي.. ثُمَّ صَاحَ يَا بِلَالُ عَلَيَّ بِالْمِغْفَرِ والدِّرْعِ والرَّايَةِ والْقَمِيصِ وذِي الْفَقَارِ والسَّحَابِ والْبُرْدِ والأَبْرَقَةِ والْقَضِيبِ، قَالَ فَوَاللَّه مَا رَأَيْتُهَا غَيْرَ سَاعَتِي تِلْكَ يَعْنِي الأَبْرَقَةَ فَجِيءَ بِشِقَّةٍ كَادَتْ تَخْطَفُ الأَبْصَارَ فَإِذَا هِيَ مِنْ أَبْرُقِ الْجَنَّةِ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي بِهَا وقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اجْعَلْهَا فِي حَلْقَةِ الدِّرْعِ واسْتَذْفِرْ بِهَا مَكَانَ الْمِنْطَقَةِ ثُمَّ دَعَا بِزَوْجَيْ نِعَالٍ عَرَبِيَّيْنِ جَمِيعاً أَحَدُهُمَا مَخْصُوفٌ والآخَرُ غَيْرُ مَخْصُوفٍ والْقَمِيصَيْنِ الْقَمِيصِ الَّذِي أُسْرِيَ بِه فِيه والْقَمِيصِ الَّذِي خَرَجَ فِيه يَوْمَ أُحُدٍ والْقَلَانِسِ الثَّلَاثِ قَلَنْسُوَةِ السَّفَرِ، وقَلَنْسُوَةِ الْعِيدَيْنِ والْجُمَعِ، وقَلَنْسُوَةٍ كَانَ يَلْبَسُهَا ويَقْعُدُ مَعَ أَصْحَابِه.. فَقَالَ اقْبِضْهَا فِي حَيَاتِي..".(16)
فالدرع ألتي وهبَها رسولُ الله (ص) لعليٍّ (ع) وأقبضها إياه ضمنَ ما وهبه إيَّاه من أشياء ومختصَّات، هذه الدرعُ ليست هي الدرع التي رُوي أنَّها كانت مرهونةً عند يهوديٍّ مقابل دينٍ استدانه لمؤنة أهله.
وكذلك فإنَّ رسول الله (ص) وهب لعليٍّ قبيل وفاته بغلتيه، وناقتيه، وفرسيه، وأقبضه إيَّاها حتى لا يتمُّ الاستيلاء عليها بذريعة أنَّ رسول الله (ص) لا يورِّث، فورد في رواية أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) قَالَ: "لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّه (ص) الْوَفَاةُ.. ثُمَّ قَالَ يَا بِلَالُ عَلَيَّ بِالْبَغْلَتَيْنِ الشَّهْبَاءِ والدُّلْدُلِ، والنَّاقَتَيْنِ الْعَضْبَاءِ والْقَصْوَى، والْفَرَسَيْنِ الْجَنَاحِ كَانَتْ تُوقَفُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ لِحَوَائِجِ رَسُولِ اللَّه (ص) يَبْعَثُ الرَّجُلَ فِي حَاجَتِه فَيَرْكَبُه فَيَرْكُضُه فِي حَاجَةِ رَسُولِ اللَّه (ص) وحَيْزُومٍ، وهُوَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ أَقْدِمْ حَيْزُومُ ، والْحِمَارِ عُفَيْرٍ فَقَالَ (ص): اقْبِضْهَا فِي حَيَاتِي لا يُنازعك فيها أحدٌ بعدي..".(17)
ديون الرسول (ص) تنشأ عن أحد سببين:
الأمر الثاني: إنَّ ما يكون على الرسول (ص) من ديون تنشأُ عن أحد سببين، فقد يستدينُ لمؤونةِ عياله إذا أعوزته الحاجة لذلك، ويستدينُ كذلك إذا عرضت حاجةٌ لبعض قراباته فاسترفده ولم يكن لديه ما يُعطيه فإنَّه يستدينُ لسدِّ حاجته، ويتعَّهد هو (ص) بقضائها، ويستدينُ كذلك إذا جاءه أحدٌ من سائر الناس يطلب منه معونةً ولم يكن لديه ما يُعطيه من الزكاة أو الخمس أو من أمواله الخاصَّة فإنَّه يستدينُ له فيقضي حاجته ويتحمَّل هو (ص) أداء الدين، وقد يأمره بالاستدانة ويضمن هو الأداء للدين وهذا النحو الأخير من الديون الذي يكون لقضاء حوائج الناس هو الأكثر وقوعاً لكثرة من يأتيه من ذوي الحاجات. فكان (ص) لا يردُّ - ما أمكنه- ذا حاجةٍ دون قضائها، فإن كان لديه ما يعطيه وإلا استدان لقضاء حاجته.
والسببُ الآخر للديون التي يتحمَّلها الرسول (ص) هو ما إذا كان على أحد المؤمنين دينٌ ومات قبل أن يقضيَه فإنَّه (ص) كان يتحمَّل ذلك الدين، فكان يقول في خطبته -كما في الأثر عن أبي جعفر الباقر (ع): "من تركَ ضَياعًا فعليَّ ضياعه، ومَن ترك ديناً فعليَّ دينه..".(18) يعني من ترك عيالاً ليس لهم من يعولهم فهو (ص) متكفِّلٌ بعيلولتهم، ومن ترك ديناً فهو (ص) متكفِّل بسداده.
وهنا موردٌ آخر يتعاطى معه الرسول (ص) كما يتعاطى مع ديونه، وهي وعوده بالعطاء لفردٍ أو قبيلة، فإذا وعد أحداً أو قبيلةً بعطية – وكان كثيراً ما يعِدُ بذلك- فإنَّه يَعُدُّ ذلك ديناً عليه يلتزمُ بأدائه كما يلتزمُ بأداء ديونِه، وكان يرى نفسَه ملزماً بإنجاز ما وعد به في حياته وبعد موتِه، ولذلك كانت وصيَّتُه لعليٍّ (ع) أنْ يقضي دينَه ويُنجِزُ عِداته، يعني ينجز ما وعد به الآخرين مِن عطاء. وقد أنجز أميرُ المؤمنين (ع) عِدات رسولِ الله (ص) كاملةً، فكان لا يأتيه أحدٌ يدَّعي أنَّ رسول الله (ص) قد وعدَه بعطيةٍ إلا أعطاهُ دون مطالبتِه ببيِّنة، وهذا هو معنى ما ورد من أنَّه: لا يأتي أحدٌ مِن خلقِ الله إلى عليٍّ بحقٍّ ولا باطلٍ إلا أعطاه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-علل الشرائع – الصدوق-ج1/ 157.
2-عيون أخبار الرضا (ع) - الصدوق- ج2/ 9.
3-كفاية الأثر -الخزاز القمي- ص 76.
4-الرياض النضر- المحب الطبري- ص 138، ذخائر العقبى - أحمد بن عبد الله الطبري ما رواه أنس ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال وصيي ووارثي يقضى ديني وينجز موعدي على به أبى طالب رضي الله عنه . أخرجه أحمد ، ص 71، شواهد التنزيل - الحاكم الحسكاني- ج1/ 488، مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع)- محمد بن سليمان الكوفي( ت : 300)- ج1/ 387
5- المعجم الكبير- الطبراني- ج12/ 321.
6-المعجم الكبير- الطبراني-ج4/ 16. نظم درر السمطين -الزرندي الحنفي- قال:وروى ابن ماجة القزويني ( رح ) في سننه عن ابن جنادة قال قال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم : لا يقضي ديني الا أنا أو علي . وعن الأعمش عن المنهال عن عبابة عن علي قال قال النبي ( ص ): علي يقضي ديني ، وينجز موعدي وخير من اخلف بعدي من أهلي" ص 98.
7- لاحظ مثلاً: الأمالي- المفيد-ص 61، تفسير القمي- علي بن إبراهيم القمي- ج2/ 109، شرح الأخبار- القاضي النعمان-ج1/ 195،ج2/ 206، الأمالي- الطوسي- ص602، المسترشد- الطبري الامامي- ص 215، 291، دلائل الإمامة- الطبري الامامي-ص 236، مناقب علي بن أبي طالب (ع)- ابن المغازلي-158، 213، الاحتجاج - الطبرسي- ج2/ 252، الخرائج والجرائح- قطب الدين الراوندي- ج2/ 559، المعجم الكبير- الطبراني-ج4/ 16،ج12/ 321، شرح نهج البلاغة- ابن أبي الحديد- ج7/ 289،ج13/ 228، الرياض النضرة- المحب الطبري-ص 125، 138،الجامع الصغير- السيوطي-ج2/ 178،تاريخ مدينة دمشق- ابن عساكر- ج42/ 47، 48، ، 56، 57، 331، مناقب علي بن أبي طالب(ع) -اب مردويه-ص 61، المناقب- الخوارزمي- ص 134، الدر النظيم- الشامي المشغري-ص 270، كشف الغمة- الأربلي-ج1/ 156، الصواعق المحرقة- ابن حجر الهيتمي المكي- ص 125، ذخائر العقبى- أحمد عبد الله الطبري- ص 71، خصائص الوحي- ابن البطريق-ص 121،
8- الكافي – الكليني- ج5/ 93.
9-قرب الاسناد- الحميري القمي-ص 92.
10- الاحتجاج – الطبرسي-ج1/ 335.
11-مكارم الأخلاق- الطبرسي-ص 25.
12-الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي-ج2/ 885.
13- الطبقات الكبرى- ابن سعد- ج2/ 319
14- مناقب آل أبي طالب- ابن شهراشوب- ج1/ 396.
15- شرح الأخبار – القاضي النعمان المغربي- ج1/ 113
16- الكافي- الكليني- ج1/ 237. علل الشرائع – الصدوق-ح1/ 167
17- علل الشرائع – الصدوق-ح1/ 167، الكافي- الكليني- ج1/ 237.
18-تهذيب الأحكام- الطوسي- ج6/ 211، وسائل الشيعة – الحر العاملي-ج18/ 337.
الشيخ محمد صنقور
عدنان الحاجي
الشيخ شفيق جرادي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ محمد مصباح يزدي
الفيض الكاشاني
السيد عبد الأعلى السبزواري
الشيخ محمد هادي معرفة
عبدالله طاهر المعيبد
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
معنى النون في سورة القلم
خاصية التأثير والجذب في شخصية الإمام العسكري (ع)
(تقضي ديني..) هل كان على رسول الله (ص) دينٌ؟
في أدمغة كبار السن خلايا عصبيّة غير ناضجة قد تقي من الزهايمر
إعلان نتائج مسابقة شاعر الحسين بموسمها السابع عشر
الإمام العسكريّ (ع) والأخوّة الإيمانيّة
سأحمل للإنسان لهفته
الإمام العسكريّ سادن ودائع النّبوّة
دور القيادة والأتباع في حركة سرب طيور الأوز، وماذا باستطاعتنا أن نتعلّم منها؟
الأدبيّات الدّينيّة