قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد جواد مغنية
عن الكاتب :
الشيخ محمد جواد مغنية، ولد عام 1322ﻫ في قرية طير دبّا، إحدى قرى جبل عامل في لبنان، درس أوّلاً في مسقط رأسه ثمّ غادر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية، وحين عاد إلى وطنه، عُيّن قاضيًا شرعيًّا في بيروت، ثمّ مستشارًا للمحكمة الشرعيّة العليا، فرئيسًا لها بالوكالة. من مؤلّفاته: التفسير الكاشف، فقه الإمام الصادق(ع)، في ظلال نهج البلاغة، الفقه على المذاهب الخمسة، علم أصول الفقه في ثوبه الجديد، الإسلام والعقل، معالم الفلسفة الإسلامية، صفحات لوقت الفراغ، في ظلال الصحيفة السجادية، وسوى ذلك الكثير. تُوفّي في التاسع عشر من المحرّم 1400ﻫ في بيروت، ثمّ نُقل إلى النجف الأشرف، وصلّى على جثمانه المرجع الديني السيّد أبو القاسم الخوئي، ودُفن في حجرة 17 بالصحن الحيدري.

ثلاث خصال حمدية وثلاث قبيحة

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل : 90].

 

 أمرت هذه الآية بثلاث خصال حميدة، ونهت عن ثلاث خصال قبيحة.

 

أما الثلاث الحميدة فهي:

 

العدل: والإنسان العادل هو الذي ينصف الناس من نفسه، ويعاملهم بما يجب أن يعاملوه.

 

والإحسان: وهو جامع لكل خير، والناس يفهمون من كلمة محسن من يتبرع بماله أو بسعيه في سبيل الخير.

 

وإيتاء ذي القربى: وهو من الإحسان، وخصه تعالى بالذكر تنويها بفضله وعظمته.

 

أما الخصال الثلاث القبيحة فهي الفحشاء، كالزّنا واللواط والخمر والميسر والكذب والبهتان، وأظهرها الزّنا، قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32].

 

والخصلة الثانية من الخصال القبيحة هي المنكر، وهو كل ما ينكره العقل والشرع.

 

والخصلة الثالثة البغي، وهو الاعتداء على الناس بالفعل أو القول، وحكمه عند اللَّه غدًا حكم الشرك باللَّه، بل أشد، لأن الشرك اعتداء على حق اللَّه فله إسقاطه، أما البغي فهو اعتداء على حق اللَّه وحق الناس . ويطلق المنكر على الفحشاء، والفحشاء على المنكر، وهما معًا على البغي.

 

(يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). المراد بوعظه سبحانه أمره بالخصال الحميدة الحسنة، ونهيه عن الخصال القبيحة السيئة، والغرض من هذا الوعظ أن نكون مؤمنين أتقياء، وطيبين أصفياء. ونقل الرواة عن ابن مسعود أن هذه أجمع آية للخير والشر في كتاب اللَّه.

 

وقال عثمان بن مظعون: أسلمت استحياء من رسول اللَّه، وما قرّ الإسلام في قلبي حتى نزلت هذه الآية، فآمنت بمحمد (صلى الله عليه وآله) وأتيت عمه أبا طالب، فأخبرته بأمري، فقال: يا آل قريش اتبعوا محمدًا ترشدوا، فإنه لا يأمركم إلا بمكارم الأخلاق.

 

 

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد