![]()
فضيلة الشيخ حسن المطوع
جاء عن إمامنا الإمام الحسن ابن علي الزكي العسكري (ع) إلى أحد وكلاءه في كتاب له "وعليك بالصبر وانتظار الفرج فإن النبي (ص) قال أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي (ص) فيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملأت جورا وظلما"، أبارك لكم وللأمة الإسلامية جمعاء مولد مولانا وإمامنا الإمام الحسن ابن علي الزكي العسكري (ع) والذي عشنا ذكرى مولده الشريف في الأيام القليلة الماضية هذه الذكرى العطرة التي تمر علينا في شهر ربيع الآخر وهي ذكرى مفعمة بالعطاء مفعمة بالدروس التي تنفع الإنسان في كل مفاصل حياته في دنياه وآخرته هنا وتيمنا بهذه الذكرى العطرة أمر على ما ألمح إليه الإمام وأشار في هذا الكتاب الكريم الذي خطه الإمام (ع) إلى أحد وكلاءه يوصيه بوصايا شتى مهمة هي ليست له فقط وإنما هي نبراس لكل مؤمن ومؤمنة في هذه الحياة، يقول (ع) عليك بالصبر وإنتظار الفرج نقطتان مهمتان جدا يستعين بهما المؤمن في هذه الدنيا، الإمام هنا يطرح لنا السبيل في مواجهة الأحزان مواجهة الهموم مواجهة المشاكل مواجهة القضايا، كيف يعيش هذا الإنسان بقلب مطمئن كيف يعيش هذا الإنسان بقلب ملؤه الإيمان بالله عزوجل في هذه الدنيا المتقلبة التي لا تثبت على حال متقلبة بأهلها حالا بعد حال فالمغرور من غرته والشقي من فتنته كما قال إمامنا الحسين (ع) هذه الدنيا المتقلبة هذه الدنيا الغير ثاتبة هذه الدنيا المليئة بالأحزان والهموم المليئة بما ينغص أحيانا العيش على هذا الإنسان كيف يواجه كل ذلك لابد أن يواجه كل ذلك بقلب مطمئن بقلب زاخر بالإيمان بالرضا بقضاء الله وقدره واجعل نفسي مطمئنة بقضاءك وقدرك كما في الزيارة أنت تسأل الله عزوجل أن يجعل قلبك مطمئنا ثابتا مستقرا آلا بذكر الله تطمئن القلوب، هنا الإمام (ع) إذا يعطينا حلا يعطينا جوابا شافيا يعطينا سبيلا طريقا إذا سلكناه بإمكاننا أن نواجه كل هموم الدنيا كل هموم هذه الحياة كل هموم هذه الأحزان بقلوب ثابتة مستقرة مطمئنة يقول عليه السلام عليك بالصبر أول أمر أول ركيزة أول طريق أول سبيل هو الصبر وهل يمكن للإنسان أن يعيش في هذه الدنيا بدون صبر؟ هل يمكن للإنسان أن يواجه الهموم والمشاكل والأحزان التي تعترض طريقه بدون صبر؟ لا يمكن ذلك ولهذا يقول أمير المؤمنين (ع) إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ومن لا صبر له لا إيمان له، لا يمكن أن ترى إنسانا يعيش بدون رأس لأن الإنسان إذا فصل رأسه يعني إنتهت حياته كذلك الصبر إذا فصل من الإيمان يعني إنتهى الإيمان، لا أثر للإيمان، الصبر إذا هو الباعث للحياة لهذا الإيمان لإيمان الإنسان، من لا صبر له لا إيمان له ولهذا الله عزوجل حينما يمتدح المخبتين في القرآن الكريم يقول تعالى "وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ" 34 - الحج من هم المخبتون المخبتين الذين "إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ" 35 - الحج من أهم صفاتهم أنهم يصبرون على ما أصابهم والصابرين على ما أصابهم ولهذا الله عزوجل أيضا في كتابه الكريم جعل ثواب الصبر ثوابه الجنة حيث قال الله عزوجل "إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب" فالصبر هنا إذا علاجه ليست المسألة مسأله أنه يتصف بها الإنسان أو يكلف الإنسان نفسه بالصبر وحسب وإنما هذا الإنسان حينما يصبر يعني ذلك أنه تمسك بركن وثيق في مواجهة كل هموم هذه الدنيا كل أحزان هذه الدنيا، يواجه المصاعب يواجه المشاكل بصبر مطمئن وانظر إلى هذا الإنسان الذي لا يحمل صبرا في هذه الدنيا في هذه الحياة لا يمكن أن يعيش لا يمكن أن يستقر لا يمكن أن يثبت في هذه الدنيا، إذا هنا الإمام يركز على هذا المبدأ "وعليك بالصبر" ونحن نعلم أن الصبر أنواع وأشكال لكل شيء صبر الطاعة لها صبر ترك المعصية لها صبر المصيبة لها صبر الهم له صبر الكرب له صبر العيش في زمن غيبة إمامنا (عج) أيضا يحتاج إلى صبر الإمام بقرينة ما جاء بعد هذا الكلام يؤكد على هذا الجانب بوجه خاص "وعليك بالصبر واتنظار الفرج" يعني عليك بالصبر والثبات على الإيمان والعقيدة في غيبة إمامك في غيبة وليك صاحب العصر (عج)، هذه ركيزة أولى مهمة جدا بالنسبة إلى الإنسان المؤمن ثم يقرر الإمام (ع) ركيزة أخرى ثانية مهمة أيضا آلا وهي إنتظار الفرج، وانتظار الفرج يعني بعض الصبر عليك أن تكون منتظرا لفرج الله، عليك أن تكون منتظرا لأمر الله عزوجل، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا، هذا الفرج الإلهي الذي هو سمة من سمات المؤمنين في هذه الحياة في هذه الدنيا في عصر الغيبة إنتظار الفرج سمة من سمات الموالين لأهل البيت (ع) وأي إنتظار هذا الذي يدعو له الإمام (ع) هل هو الإنتظار السلبي الذي يعني أن ينزوي الإنسان في زواية من بيته ويقول أعبد الله وأتلو القرآن الكريم ولا علي من ما جرى في هذه الحياة ولا أعير إهتماما بما يجري على أخي المسلم وما يجري على مجتمعي وأهل الدين وأهل الحق هذا إنتظار سلبي ثقافة أهل البيت (ع) لا تدعو إلى هكذا إنتظار لا تدعو إلى هكذا إنتظار لأن رسالة الفرج رسالة الإمام (ع) والظهور هي التغيير هي إقامة العدل إقامة الحق نصرة المظلوم مواجهة الظالم فأنت لابد أن تكون جزء من هذه الرسالة المهدوية يعني أن تقوم بواجبك أنت تقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا هو الإنتظار الإيجابي الذي يدعو إليه الإمام والائمة (ع) وثقافة أهل البيت (ع) وثقافة القرآن وثقافة الإسلام "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ" 104 - آل عمران، إذا الركيزة الثانية التي يدعو اليها الإمام (ع) هو إنتظار الفرج الإنتظار الإيجابي الإنتظار المحرك لهذا الإنسان الإنتظار الذي به يصقل الإنسان شخصيته إيمانا وفكرا وعقلا وعلما وإيمانا وتقوى من الله عزوجل وقربة من الله عزوجل ونصرة للإسلام والمسلمين ونصرة للمظلوم والوقوف في وجه الظالم والتمسك بالحق والعدل والقسط هكذا هو الإنتظار الإيجابي الذي يدعو إليه إمامنا (ع) لا الإنتظار السلبي ولهذا أصبح الانتظار أفضل أعمال الأمة، ثم قال (ع) فقال النبي أو فإن النبي (ص) قال "أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج"، ثم بعد هاتين الركيزتين وهذين الأمرين وهذين العامودين المهمين الإمام (ع) يعقب في الأخير بكلام له مهم أنه لا يظنن أحد حينما الإمام يتحدث عن الصبر عن إنتظار الفرج أن الإنسان المؤمن لا يمكن أن يدخل في قاعدة الإمتحان والإبتلاء بل هو أولى بالامتحان والإبتلاء والدنيا محل إبتلاء المؤمنين محل إمتحان المؤمن وتمحيص المؤمن خصوصا الموالين لأهل البيت (ع) يقول الإمام (ع) "ولا يزال شيعتنا في حزن" لا يزال فعل المضارع كما يقولون يدل على الإستمرار مو أنه يقف في وقت دون وقت، "لا يزال شيعتنا في حزن"، يعني إلى ظهور الإمام (ع) في حزن "ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي (ص)" نحن ننتظر هذا الفرج ننتظر هذا الفرج الإلهي في تعجيل وليه بالحق اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه، "ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي (ص) فيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملأت جورا وظلما" أسأل الله في تعجيل الفرج، أختم هذا الكلام المبين العظيم بالوصية الجامعة من دون أي تعليق لأنها وصية واضحة ومباشرة من الإمام (ع) تلامس شغاف القلوب يقول (ع) "أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم والإجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من أئتمنكم من بر أو فاجر وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (ص) صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا شيعي فيسرني ذلك، ما أعظمها من صفات ومزايا، إتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا جروا إلينا كل مودة وأدفعوا عنا كل قبيح فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك، لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي (ص) فإن الصلاة على رسول الله (ص) عشر حسنات إحفظوا ما وصيتكم به وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام"، وعليك السلام يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته.
شكل القرآن الكريم (3)
الدكتور محمد حسين علي الصغير
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (6)
محمود حيدر
الاعتراف بالذنوب يقرّبنا إلى الله
الشيخ محمد مصباح يزدي
طرق الوقاية والعلاج من حبّ الدنيا
الشيخ مجتبى الطهراني
الهداية والإضلال
الشيخ شفيق جرادي
كيف ننمّي الذكاء الاجتماعي في أولادنا؟
السيد عباس نور الدين
الذنوب التي تهتك العصم
السيد عبد الأعلى السبزواري
كلام في الإيمان
السيد محمد حسين الطبطبائي
الإسلام أوّلاً
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
لا تجعل في قلبك غلّاً (2)
السيد عبد الحسين دستغيب
السيدة الزهراء: حزن بامتداد النّبوّات
حسين حسن آل جامع
اطمئنان
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
شكل القرآن الكريم (3)
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (6)
السيدة الزهراء: حزن بامتداد النّبوّات
الزهراء عليها السّلام إشراقات مباركة
(سنابل يوسف) جديد الكاتب عبدالعزيز آل زايد
واحد وثلاثون عملاً للحبارة في تحدّي (إنكتوبر 2025)
الاعتراف بالذنوب يقرّبنا إلى الله
طرق الوقاية والعلاج من حبّ الدنيا
أظافر قدميك تكشف إذا كنت تعرضت لسبب غير مرئي لسرطان الرئة
شكل القرآن الكريم (2)