مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد محمد حسين الطهراني
عن الكاتب :
عُرف بين الناس باسم العلامة الطهراني، عارف وفيلسوف، ومؤلف موسوعي، من مؤلفاته: دورة المعارف، ودورة العلوم، توفي عن عمر يناهز الواحد والسبعين من العمر، سنة 1416 هـ.

الإمام عليّ (ع) أعلم الأمّة

إنّ الروايات التي وردت عن رسول الله في علم وأعلميّة أمير المؤمنين عليه السلام تفوق الحصر والعدد، وقد ألّف علماء الخاصّة والعامّة كتباً في هذا الأمر وملأوا أسفارهم عن أعلميّته وأفقهيّته عليه السلام وتفوّقه في القضاء، بحيث يمكن اعتبار هذه المسألة من مسلمات الإسلام.

 

وتبيّن هذه الروايات هذا الأمر بمضامين مختلفة، ونذكر هنا رواية أو روايتين كنموذج من كلّ سلسلة منها حفظاً للاختصار.

 

أمّا عن الروايات التي تشير إجمالًا إلى غزارة وسعة علمه، فيروي ابن بابويه بسنده المتّصل عن الإمام الباقر عليه السلام عن أبيه عن جدّه عليهم السلام قال: لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله‏ {وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ} قام أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا: يا رسول الله هو التوراة؟ قال: لا. قالا: هو الإنجيل؟ قال: لا. قالا: فهو القرآن؟ قال: لا، فأقبل علي أمير المؤمنين عليه السلام. فقال رسول الله: "هوَ هَذَا إنَّهُ الإمَامُ الذي أحْصَى اللهُ تَبَارَكَ وتعالى فِيهِ عِلم كلِّ شَيءٍ"[1].

 

وأمّا الروايات التي تدلّ على أنّ رسول الله قد فتح لعليّ ألف باب من العلم يفتح له من كلّ باب ألف باب، فيقول السيد هاشم البحراني: لأبي‏ حامد الغزالي - وهو من أعيان علماء العامّة - عبارات في كتاب (بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن أبي طالب) نصّها: قَالَ أمير المؤمِنين عَلي عليهِ السَّلامُ: "إنّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه [وآله‏] وسلم أدْخَلَ لِسَانَهُ في فَمِي، فَانفَتَحَ في قَلبِي ألْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلم مَعَ كُلِّ بَابٍ ألْفُ بَابٍ؛ وقال صلوات الله عليه وآله: لَو ثُنيَتْ لي وِسَادَةٌ وجَلَسْتُ عَليهَا، لَحَكَمْت لأهْلِ التَّورَاةِ بِتَورَاتِهِمْ، ولأهْلِ الإنْجِيلِ بِإنْجِيلِهِمْ، ولأهْلِ الْقُرآنِ بِقُرآنهم) وهَذِهِ المرتَبةُ لَا تُنَالُ بِمُجَرَّدِ التَّعَلم، بَل يُتمكَّنُ في هَذِهِ الرّتبَة بِقُوَّةِ العِلم"‏[2].

 

وأمّا الروايات الدالّة على أنّ رسول الله قال: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فقد روى في (غاية المرام)، عن كتاب (مناقب ابن المغازلي) بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام وقال: "هَذَا أمير الْبَرَرَةِ، وقَاتِلُ الْكَفَرَةِ، مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ، ومَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ، ثم مَدَّ بها صَوْتَهُ، فَقَالَ: أنَا مَدِينَةُ الْعِلم وعَلي بَابها فَمَنْ أرَادَ الْعِلم فَليأتِ الْبَابَ"‏[3].

 

وأمّا الروايات التي تدلّ على قوله‏ "سَلُوني قَبْلَ أن تَفقِدُوني" فقد قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: أجمع الناس كلّهم على أنّه لم يقل أحدٌ من الصّحابة ولا أحدٌ من العلماء "سَلُوني قَبْلَ أن تَفقِدُوني"‏ غير علي بن أبي طالب عليه السّلام‏[4].

 

وأمّا الروايات التي تدلّ على أنّ أمير المؤمنين كان أقضى أفراد الأمّة وأحسنهم حُكْماً، فقد روى في (غاية المرام) عن الموفّق بن أحمد، وهو من أعيان علماء العامّة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله‏] وسلم‏ "إنّ أقْضَى أمَّتِي عليّ بنُ أبي طَالِبٍ"‏[5].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  (غاية المرام)، ص 516، الحديث 18.

[2]  (غاية المرام)، ص 517 و518، الحديث 3.

[3]  (المصدر السابق)، ص 520، الحديث 1.

[4]  (المصدر السابق)، ص 524، الحديث 7.

[5]  (غاية المرام)، 528، الحديث الأول من الباب 39.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد