مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

ما الحيلة مع أقاويل النّاس؟

كم أقاويل النّاس مهمّة لك؟ وهل يثير هذا الأمر قلقك؟ الإمام الرّضا عليه السّلام لديه حلّ لهذه المشكلة، أتحبّ أن تعرفه؟

 

نحن معاشر البشر يتأثّر بعضنا ببعض جدًّا، وإنّ أحكامنا على الآخرين وتصرّفاتهم تتسبّب أحيانًا في أزمة لهم. بل إنّ الدّافع الذي يحرّك سلوكيّات معظم النّاس هو تحديدًا أقاويل الآخرين وآراؤهم، فأكثر تصرّفاتهم يقومون بها بدافع هذه الأقاويل، كما أنّهم يجتنبون الكثير من السّلوكيّات خوفًا من هذه الأقاويل نفسها.

 

وإنّما يسوء الأمر أكثر إذا انحرف المرء عن مسار الحقّ بسبب هذه الأقاويل! إذا نظرنا إلى القضيّة من زاوية مختلفة فقد يساعدنا ذلك كثيرًا على التّخلّص من هذه المعضلة، ففي ردّه علي أحد أصحابه ينبّه إمامنا عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام إلى نقطة ربّما تنفعنا في هذه المسألة.

 

كان يونس بن عبدالرّحمن، أحد أصحاب الإمام الرّضا عليه السّلام، جالسًا عند الإمام حين استأذن قوم من الشّيعة للدّخول على الإمام عليه السّلام، فأومأ الإمام عليه السّلام إلى يونس أن يختبئ ولا يخرج من مخبئه أبدًا حتّى يأذن له!

 

حين دخل القوم على الإمام عليه السّلام أكثروا من الوقيعة والقول السّيّئ في يونس! وحين ودّعوا وخرجوا أذن الإمام عليه السّلام ليونس بالخروج، فخرج وهو يبكي! قفال: جعلني الله فداك، إنّي أحامي عن هذه المقالة (المذهب) وهذه حالي عند أصحابي!

 

فقال له الإمام الرّضا عليه السّلام: يا يونس، وما عليك ممّا يقولون إذا كان إمامك عنك راضيًا! يا يونس، حدّث النّاس بما يعرفون، واتركهم ممّا لا يعرفون، يا يونس، وما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درّة ثمّ قال النّاس: بعرة. أو قال النّاس: درّة. أو (كان في يدك) بعرة فقال النّاس: درّة. هل ينفعك شيئًا؟

 

فقال: لا... فقال الإمام عليه السّلام: هكذا أنت يا يونس، إذا كنت على صواب وكان إمامك عنك راضيًا لم يضرّك ما قال النّاس. (اختيار معرفة الرّجال، ص 487).

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد