مقالات

نور فاطمة عليها السّلام

الحاج محمد إسماعيل دولابي

 

أملي أن يشملكم نور فاطمة الزّهراء جميعًا. كلّما ذكرتموها يكون نورها معكم، وأنتم تستفيضون من ذلك النور. النّور هو العلم، هو المصباح، إذا أُطفئ المصباح فإنّنا لا نستطيع أن نرى بأعيننا شيئًا.

 

فالعين لوحدها غير كافيةٍ للرؤية، فإنّها تحتاج إلى النور أيضًا. ولهذا، فإنّ نور فاطمة عليها السلام، هو أمرٌ جيّدٌ جدًّا بالنسبة لكم. عندما تتوجّهون إلى تلك السيّدة فإنّ ذلك النور يشعّ على مجلسكم. هناك سترون وسوف تشاهدون ما سأذكره لكم. أنا سأتحدّث بلساني وأنتم انظروا بقلوبكم، وذلك لأنّ نور فاطمة الزهراء (عليها السلام) نقيٌّ وصافٍ جدًّا.

 

لو ذُكر شيءٌ من جمالها فإنّكم سترون مباشرةً أنّ شمسًا قد سطعت وأضاءت كلّ الظّاهر والباطن والدّاخل والخارج. فالنور يجعل المرء جميلًا، {ومَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ}.

 

حين لا يكون هناك نور فليس لدينا شيء. إنّ هذا النور هو نور فاطمة (عليها السّلام)، نور محمّد وآل محمد (ص). فهؤلاء هم نور الله، {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْض}، والنور هو هذا.

 

محمّد وآل محمّد (ص) هم لهذه السّماوات والأرض وكلّهم نور، وحين نذكرهم فإنّ تلك الشمس تظهر بنفسها ونحن نستضيء من نورها ونصبح من نورها.

 

حين يُضاء المصباح يكون الأمر جميلًا جدًّا، فاحفظ كلّ شيء في قلبك وبروحك. وكلّ شيء حسن وجميل سوف يسطع. وذلك النور يزيح تلك العيوب جانبًا. وفي الأساس إنّ النور لا يترك مجالًا للظلمة.

 

وإن شاء الله إنّنا بالمقدار الذي نحبّ به فاطمة الزهراء (عليها السلام) فأينما فقدناها فإنّها ستأتي إلى جانبنا وتقول: ألم ترني؟ فهي تحبّنا أيضًا. وإن شاء الله الآن أيضًا لدينا هذه المحبّة نفسها وقلوبنا لها. وهي التي تضيء مصباحها.

 

ويُضاء في سرّ قلبك مصباحٌ هو لمحمّد وآل محمد (ص). إنّه لفاطمة الزهراء (عليها السلام) ومخفيّ في سرّكم، فنورها أيضًا مخفيّ. مثلما أنّ قبرها مخفيٌّ فإنّ نورها مخفيٌّ فيّ وفيكم، وهو في غاية اللطافة.

 

إن شاء الله تنطبق كلماتي هذه مع ذلك النور في قلوبكم، {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاء}، يعطي من ذلك النور من يحب. فقوله من يشاء يشير إلى ذلك الشخص لا أنّ الله يشاء. فاطلبه بصورة جميلة. واطلبه أكثر من الزوجة والأب والأم ومن الجميع، عندها ستكون قد أديت حقّه.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد