مقالات

عبارة (بعدما مُلئت ظلماً وجَوراً) غير موجودة في الروايات!

الإمام الخامنئي "دام ظلّه"

 

الأفكار المغلوطة قد انغرست في ذهن النّاس، وعبر كلّ هذه السنين المتمادية، إلى تلك الدرجة حيث اعتقدوا أنّ أيّ تحرّك إصلاحيّ لن يكون مفيداً ومثمراً قبل قيام المهديّ (عج)، ويستدلّون بأنّ الدنيا يجب أن تُملأ ظلماً وجوراً حتّى يأتي الإمام المهديّ، وما لم تمتلئ بالظلم والجور، فإنّه لن يظهر.

 

كانوا يقولون إنّ الإمام يظهر بعد أن تصبح هذه الدنيا مليئةً بالظلم والجور، والنقطة الموجودة هنا هي أنّ في جميع الروايات الّتي وردت بشأن الإمام المهديّ، فإنّ الجملة هي هكذا: "يَمْلَأُ اَللَّهُ بِهِ اَلْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وجَوْراً".

 

أنا العبد لم أشاهد موضعاً واحداً ولا أظنّ أنّه يوجد "بعدما مُلئت ظلماً وجَوراً"!!

 

فبالالتفات إلى هذه النقطة، رجعتُ إلى الروايات العديدة في الأبواب المختلفة ولم أجد في أيّ مكانٍ جملة: "بعدما مُلئت ظلماً وجوراً" ففي كلّ الأماكن يوجد "كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وجَوْراً".

 

أي أنّ امتلاء الدنيا بالعدل والقسط بوساطة الإمام المهديّ لا يكون مباشرةً بعد أن تُملأ بالظلم والجور، كلّا، بل إنّه كما حصل طوال التاريخ، وليس في موضعٍ واحد أو زمان واحد، بل في أزمنة مختلفة، كانت الدنيا تُملأ بالظلم والجور، سواءٌ في عهد الفراعنة، أو في عصور الحكومات الطاغوتيّة أو في أيّام الحكومات الظالمة التي جعلت كلّ هذه الدنيا ترزح تحت وطأة ظلمها وفي ظلّ السُّحُب السوداء للجور والعدوان بحيث إنّه لم نرَ فيها أيّ علامة على العدالة والحرّيّة.

 

فكما أنّ الدنيا عاشت مثل هذا اليوم، فإنّها سترى يوماً يمتلئ العالم كلّه في جميع آفاقه بنور العدل، ولا يكون فيه أيّ مكانٍ لا يمتلئ بالقسط.

 

وهناك لن يكون أيّ مكانٍ يحكمه الظلم أو يكون فيه البشر تحت وطأة الظلم وجور الحكومات وتسلّط المقتدرين، وآلام التمييز العنصريّ؛ أي أنّ هذا الوضع الّذي يهيمن على العالم اليوم، وقد كان يعمّ هذه الدنيا في يومٍ من الأيّام، سوف يتبدّل إلى عموميّة العدل.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد