... وسار الحسين عليه السلام حتى نزل في قصر بني مقاتل، فإذا هو بفسطاطٍ مضروب... فقال الحسين: لمَن هذا الفسطاط؟
فقيل: لرجلٍ يُقال له عبيد الله بن الحرّ الجُعفي.
فأرسل الحسين عليه السلام برجلٍ من أصحابه يقال له الحجّاج بن مسروق الجُعفي. فأقبل حتى دخل عليه في فسطاطه، فسلّم عليه فردّ عليه السلام، ثمّ قال: ما وراءك؟
فقال الحجّاج: .. واللهِ قد أهدى اللهُ إليك كرامةً إنْ قبلتَها! قال: وما ذاك؟
فقال: هذا الحسين بن عليٍّ عليهما السلام، يدعوك إلى نُصرته، فإن قاتلتَ بين يديه أُجرت، وإن متّ فإنّك استُشهدت!
فقال له عبيد الله: والله ما خرجتُ من الكوفة إلّا مخافةَ أن يدخلها الحسين بن عليّ وأنا فيها، فلا أنصره، لأنّه ليس له في الكوفة شيعة ولا أنصار إلّا وقد مالوا إلى الدنيا، إلّا مَن عصم الله منهم، فارجع إليه وخبّره بذاك.
فأقبل الحجّاج إلى الحسين فخبّره بذلك، فقام الحسين عليه السلام ثمّ صار إليه في جماعةٍ من إخوانه، فلمّا دخل وسلّم، وثب عبيد الله بن الحرّ من صدر المجلس، وجلس الحسينُ فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: ... وأنتَ يا ابن الحرّ، فاعلم أنّ الله عزّ وجلّ مؤاخذُك بما كسبتَ وأسلفتَ من الذنوب في الأيام الخالية، وأنا أدعوك في وقتي هذا إلى توبةٍ تغسلُ بها ما عليك من الذنوب، وأدعوك إلى نصرتنا أهلَ البيت، فإنْ أُعطينا حقّنا حمدنا اللهَ على ذلك وقبلناه، وإن مُنعنا حقّنا ورُكبنا بالظّلمِ كنتَ من أعواني على طلبِ الحقّ.
فقال عبيد الله بن الحرّ: واللهِ يا ابن بنت رسول الله، لو كان لك بالكوفة أعوانٌ يقاتلون معك لكنتُ أنا أشدَّهم على عدوِّك، ولكنّي رأيتُ شيعتَك بالكوفة وقد لزموا منازلهم خوفاً من بني أميّة ومن سيوفهم، فأُنشدك بالله أن تطلب منّي هذه المنزلة، وأنا أواسيك بكلّ ما أقدر عليه. وهذه فرسي ملجَمة، واللهِ ما طلبتُ عليها شيئاً إلّا أذقتُه حياضَ الموت، ولا طُلبتُ وأنا عليها فلُحقت، وخذ سيفي هذا فوَاللهِ ما ضربتُ به إلّا قطعتُ.
فقال له الحسين عليه السلام: يا ابن الحرّ، ما جئناك لِفرسك وسيفِك، إنّما أتيناك لنسألَكَ النصرة، فإنْ كنتَ قد بخلتَ علينا بنفسك فلا حاجةَ لنا في شيءٍ من مالك، ولم أكن بالذي اتّخِذُ المُضلِّينَ عَضُداً، لأنّي قد سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو يقول: «مَن سمعَ داعيةَ أهلِ بيتي ولم يَنصرهُم على حقِّهم إلّا أَكبَّه اللهُ على وجهه في النار».
ثمّ سار الحسين عليه السلام من عنده ورجع إلى رَحْلِه. فلمّا كان من الغد رحلَ الحسين، وندم ابن الحرّ على ما فاته من نُصرته...
إيمان شمس الدين
الشيخ باقر القرشي
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ حسين الخشن
حيدر حب الله
عدنان الحاجي
الشيخ علي رضا بناهيان
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد مهدي الآصفي
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشّيخ صالح آل إبراهيم: كيف تنقذ زواجك من الانهيار؟
التسارع والتباطؤ وإنتاج المعارف (4)
تحمّل المسؤوليّة، عنوان الحلقة الثّالثة من برنامج (قصّة اليوم)
ناصر الرّاشد: كيف يستمرّ الحبّ؟
من بحوث الإمام الرّضا (ع) العقائديّة (2)
الإمام الرضا (ع) والمواقف من النظام (2)
شيء من الحنين الرّضويّ
الإمام الرّضا: كعبة آمال المشتاقين
العلّة من وراء خلق الشّيطان والشّرّ
السّكينة والحياة السّعيدة