الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السؤال: نحن نؤمن بأن من يدخل الجنة يخلد فيها ولا يخرج منها أبداً، وثمة آيات كثيرة في القرآن الكريم تثبت بصراحة قضية الخلود في الجنة.
إلا أن الظاهر من الآية 108 من سورة هود احتمال خروجهم منها حينما يشاء الله ذلك، فقال تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾(1).
فالظاهر من قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ يوحي بأنه تعالى ربما يخرجهم من هذه النعمة إن شاء؛ هذا فيما تثبت باقي الآيات القرآنية أنهم خالدون فيها أبداً.
ففي ضوء هذه المعطيات ما المراد من هذه الآية الشريفة؟
الجواب: صحيح أن الله جل وعلا وعد المؤمنين في غير آية من كتابه المجيد بالخلود في الجنة، ولا يمكن أن يتخلف تعالى - والعياذ بالله- عن وعده لهم؛ إذ هو القائل: ﴿وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾(2).
لكن ربما يتصور البعض أن زمام الأمور يخرج من يده تعالى بهذا الوعد فلا يستطيع إخراجهم من الجنة وسلب نعمته منهم، وحسب الاصطلاح العلمي الكلامي يحدّ هذا القضاء الحتمي قدرة الله ويقلل من سعتها؛ لذا فإنه تعالى يؤكد بقوله: ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ على حقيقة أنه رغم وعده بخلود الانسان المستحق في الجنة، وأنه لن يخلف وعده البتة، فمع ذلك لن يقلل هذا الوعد من قدرته، بل يبقى مختاراً في تحديد مصير كافة الموجودات، ويفعل بها ما يشاء، فقدرته في جميع الأشياء محفوظة وثابتة.
وقد وردت نفس هذه الجملة: ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ في الآية التالية التي تتحدث عن أهل جهنم وخلودهم في النار، والسبب في ذلك أنها ذكرت في الآية السابقة حول أهل الجنة.
ومن القرائن الواضحة التي تؤيد التفسير الآنف جملة: ﴿عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ الواردة في آخر الآية؛ فهي تثبت أن عطاء الله تعالى مستمر وغير منقطع أبداً.
________________________________________
1- هود/108.
2-الروم/6.
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الشيخ محمد جواد البلاغي
حيدر حب الله
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ محمد علي التسخيري
الشيخ باقر القرشي
السيد محمد حسين الطهراني
السيد عبد الأعلى السبزواري
السيد جعفر مرتضى
الشيخ حسن المصطفوي
عبدالله طاهر المعيبد
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
حقائق حول الخسوف والكسوف
عوائق وعوامل صعود الأعمال
{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ..}
النص القرآني: المكانة والدّور
مشاهير مفسري الشيعة في القرنين الخامس والسادس (1)
منهج أهل البيت (ع) في بناء الإنسان الكامل (1)
وصايا النبي (ص) التربوية إلى الإمام أمير المؤمنين (ع) (1)
(عصمة الرسول الأعظم في القرآن الكريم) كتاب جديد للسّيد ضياء الخباز
اختيار النبيّ (ص) لخديجة (ع)
المذاهب الأخلاقية