المترجم: عدنان أحمد الحاجي
قد تُعزى قوة الشخص ولياقته القلبية الوعائية [قدرة الشخص على توصيل الأوكسجين إلى العضلات العاملة، بما فيها عضلة القلب (1)] إلى سلوكياته التي اكتسبها خلال الطفولة، وفقًا لدراسة جديدة أجرتها جامعة جورجيا الأمريكية.
وخلصت الدراسة إلى أن عادات ممارسة الرياضة الصحية أو غير الصحية في مرحلة المراهقة، بدءًا من سن الحادية عشرة، قد تُمهّد الطريق للاستمتاع بصحة بدنية جيدة في مرحلة الشيخوخة. [من عادات ممارسة التمارين الرياضية غير الصحية الإفراط في ممارسة التمرين بدون فترة راحة، وسوء التغذية والشدة المفرطة في ممارسة التمرين وعدم الالتزام بالأسلوب الأنسب للمارسة التمرين، وعدم العناية بتمارين الإحماء والتهدئة، وعدم الراحة في حالة المرض (2).]
"هذا الاستقطاب لا يحدث فحسب، بل هو مستمر". وأضاف سامي يلي-بيباري Sami Yli-Piipari، المؤلف الرئيس للدراسة والأستاذ المشارك في كلية ماري فرانسيس للتعليم المبكر بجامعة جورجيا: "عادة ما نستمر في ممارسة نفس العادات التي اكتسبناها في فترة الطفولة ولا نغيرها، مما يعني أنه إذا كان المرء غير نشيط رياضيًّا ويعاني من مشكلة بسيطة في وزنه، فمن المرجح أن يستمر كذلك مع تقدمه في السن".
قال الباحثون إن هذه النتائج قد يكون لها تبعات ايجابية على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة في المستقبل.
مستويات اللياقة البدنية والنشاط البدني لدى نصف الأطفال أقل من المتوسط
اختبر الباحثون النشاط وخفة الحركة والقدرة على التحمل وقوة العضلات لدى أكثر من 1100 طالب في الصف الخامس الابتدائي. كما قاموا بتحليل تكوين الجسم لمعرفة مستويات اللياقة البدنية العامة.
وجدت الدراسة أربعة أنماط مميزة بين الأطفال بعد متابعتهم لمدة أربع سنوات:
● أطفال بمستويات لياقة بدنية منخفضة جدًّا، وقدرة منخفضة على أداء المهارات الحركية (3) بشكل فعال، وزيادة في الوزن، ومستوى نشاط بدني منخفض إلى متوسط فقط.
● أطفال بمستويات لياقة بدنية وقدرة ضعيفة على أداء المهارات الحركية، ولكنهم يتمتعون بوزن صحي.
● أطفال بمستويات لياقة بدنية أعلى من المتوسط في جميع العوامل والمؤشرات الصحية.
● أطفال بمستويات عالية في جميع عوامل اللياقة البدنية والمؤشرات الصحية.
صُنف ما يقرب من نصف الأطفال الذين خضعوا للدراسة ضمن فئتين هما الأقل صحة بمؤشر كتلة جسم عالي. وقد وُجد أن أكثر من نصف الأطفال من الفئة الأقل صحة هم من الفتيات.
فضل الأطفال في كل فئة البقاء ضمن فئتهم مع تقدمهم في السن. وتشير الدراسة إلى صعوبة كسر العادات (سواء أكانت جيدة أم سيئة) بعد أن ترسخت.
قال يلي-بيباري: "هذه السمات ثابتة تمامًا، الأمر الذي لابد لنا من اتخاذ إجراءات بشأنها. علينا التأكد من دعم الأطفال من الصغر لممارسة الأنشطة الرياضية التي تُحسّن من صحتهم حتى نضمن استمرارهم في ممارسة هذه العادة الصحية مع كبرهم في السن، وبغير ذلك سيكون الأمر أكثر صعوبة".
مجموعة الأطفال الأكثر احتمالًا لتغيير عاداتها بمرور الزمن هي المجموعة التي كانت مؤشراتها الصحية الأفضل. ولكن هذا التغيير في العادات لم يكن جيدًا، حيث انخفضت مستويات نشاط هؤلاء الأطفال بشكل طفيف بمرور الزمن.
عادات الطفولة غير الصحية مقترنة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبزيادة السمنة
اقترنت السلوكيات غير الصحية بزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبالسمنة لدى الأطفال.
قال يلي-بيباري: "هناك عدة عوامل لاحتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، سواءً أكانت جينية أو بيولوجية، ولكن من الواضح أن الصحة لها دور كبير فيها. تُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية، على الأمد الطويل، أمراضًا مهددة للحياة، لذا فإن صحة القلب والأوعية الدموية لها أهمية بالغة".
يقترح الباحثون البدء مبكرًا بعادات صحية للحد من احتمال الإصابة بأمراض لدى المراهقين الأكثر هشاشة وعرضة للإصابة [مثل أولئك الذين يعانون من الفقر، أو المعرضين لإساءة المعاملة، أو الإهمال، أو الذين يعانون من إعاقة، أو يفتقرون إلى تربية كافية]، والحفاظ على بقاء هذه العادات الصحية لدى الآخرين.
تساءل يلي-بيباري: "أين يمكن تعلم هذه المهارات المتعلقة بالصحة؟" وأجاب: "المدرسة، والتربية البدنية، والأندية. علينا أن نشجع أولياء الأمور على المشاركة في ترسيخ هذه العادات الصحية في أطفالهم واصطحابهم معهم إلى هذه الأماكن، حيث تمارس هذه الأنشطة الرياضية - ليس فقط ليصبحوا رياضيين متميزين، بل لتعلم مهارات وعادات مختلفة".
وأضاف يلي-بيباري: "الرغبة في تغيير العادات أو تحسينها وذلك بالبدء بممارسة عادات رياضية جديدة قد يصعب على الراشدين (20 سنة وأكبر)، ولكن تحقيقها ليس أمرًا مستحيلاً".
وأضاف: "لم يفت الأوان أبدًا للبدء بنشاط بدني للوقاية من التدهور الإدراكي (4). إذا اكتشفت نشاطًا تستمتع به بالفعل، فقد يحفزك ذلك على تغيير عاداتك بشكل إيجابي - على سبيل المثال، ممارسة الرياضة، وتناول طعام صحي، وخفض التوتر النفسي، أو الإقلاع عن التدخين. هذه التغييرات السلوكية بدورها تقلل من احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بعبارة أخرى، الاستمتاع بما تمارسه من أنشطة رياضية يُسهّل عليك الالتزام بسلوكيات صحية، وهذا من شأنه أن يحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/لياقة_قلبية_وعائية
2- https://ptsmc.com/pt-pro-tips-the-7-mistakes-youre-making-at-the-gym-that-could-lead-to-injury/
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/مهارة_حركية
4- https://news.uga.edu/staying-active-may-slow-cognitive-decline/
المصدر الرئيس
https://news.uga.edu/healthy-childhood-habits-could-shape-adulthood/
الشيخ حسن المصطفوي
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الشيخ محمد مصباح يزدي
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ علي رضا بناهيان
السيد عبد الحسين دستغيب
الشيخ شفيق جرادي
الشيخ محمد صنقور
السيد منير الخباز القطيفي
حبيب المعاتيق
فريد عبد الله النمر
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
ناجي حرابة
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
معنى (وتر) في القرآن الكريم
اللفظ المناسب للصوت المناسب
الاعتدال بين الانزواء والعِشرة
التّعوّد على النّشاط الرّياضي من الصّغر يحافظ على اللّياقة الصحيّة
خيمة المتنبّي تحتفي بثلاث مجموعات شعريّة أولى
سبب تجاعيد البشرة مع التقدم في السن
اهتمام الإسلام بالعدل
معنى (سرب) في القرآن الكريم
طقطقة الركبة ليست علامة على التهاب المفاصل
العبادة طريق الوصول إلى العبوديّة