قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد جواد مغنية
عن الكاتب :
الشيخ محمد جواد مغنية، ولد عام 1322ﻫ في قرية طير دبّا، إحدى قرى جبل عامل في لبنان، درس أوّلاً في مسقط رأسه ثمّ غادر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية، وحين عاد إلى وطنه، عُيّن قاضيًا شرعيًّا في بيروت، ثمّ مستشارًا للمحكمة الشرعيّة العليا، فرئيسًا لها بالوكالة. من مؤلّفاته: التفسير الكاشف، فقه الإمام الصادق(ع)، في ظلال نهج البلاغة، الفقه على المذاهب الخمسة، علم أصول الفقه في ثوبه الجديد، الإسلام والعقل، معالم الفلسفة الإسلامية، صفحات لوقت الفراغ، في ظلال الصحيفة السجادية، وسوى ذلك الكثير. تُوفّي في التاسع عشر من المحرّم 1400ﻫ في بيروت، ثمّ نُقل إلى النجف الأشرف، وصلّى على جثمانه المرجع الديني السيّد أبو القاسم الخوئي، ودُفن في حجرة 17 بالصحن الحيدري.

قرية كافرة بأنعم الله

قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[النحل : 112].

 

اختلف المفسرون في المراد بالقرية المذكورة في الآية: هل هي قرية معينة وموجودة بالفعل؟ أو أنها فرضت على هذه الصورة لضرب المثل بها؟.

 

 ونقل الرازي عن أكثر المفسرين أن المراد بها مكة المكرمة.. ومهما يكن فإن هذه الأوصاف تنطبق على مكة وأهلها، فإن الناس يأمنون فيها على أنفسهم وأموالهم، ولا يخافون الغزو والسلب والنهب، كما كان يخاف سائر العرب، ولا يحتاج أهلها أن ينتجعوا إلى البلدان، لأن الرزق كان يأتيها من كل مكان استجابة لدعوة إبراهيم (عليه السلام): {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ} [إبراهيم : 37] وقد كفر أهل مكة بأنعم اللَّه حيث كذبوا محمدًا (صلى الله عليه وآله)، وهمّوا بقتله، حتى اضطروه إلى الهجرة من بلده.

 

وأصاب أهل مكة الجوع بدعاء رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) عليهم، حيث قال: « اللهم أشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسنيّ يوسف». فاستجاب اللَّه دعوته، وأصابتهم شدة حتى أكلوا الجيف والكلاب والعظام المحرقة والقراد والوبر معجونًا بالدم، وكان أحدهم ينظر إلى السماء فيرى شبه الدخان من الجوع، أما الخوف فقد زلزلت بهم الأرض سرايا رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله).

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد