كما أنه ليس المراد: أنه تعالى (قديم) وأزليّ أنه زماني، فإنّه وإن كان صحيحاً أن له تعالى مع الزمان معية قيومية، هي مثيلة لقيوميته مع الزمانيات، حيث إنه حين يكون الزمان أمراً موجوداً حقيقة، ويحتاج إليه كل ممكن حدوثاً وبقاء، فإنه لا بد أن يكون الله معه لا بمقارنة، بل بمعية قيومية إلهية..
إن مقام الجلال الإلهي، لا يمكن أن تُدْرَك حقيقته، أو أن توصف ذاته.. كما أن ما يعرفه الإنسان من كل شيء، إنما هو الوجه الذي يظهر له منه، فكان لا بد من معرفة الله بما يظهر لنا منه ويواجهنا به، وهو هذه الآثار والتجليات لصفات ربوبيته لنا تبارك وتعالى، على شكل خلق، ورزق، وشفاء، وهداية، ورعاية، وما إلى ذلك
إننا نواجه هنا أكذوبة مفضوحة، ليس الهدف منها إلا الحط من كرامة النبي «صلى الله عليه وآله»، والإساءة لمقامه الأقدس، من أولئك الذين لمّا يدخل الإيمان في قلوبهم، ولم يسلموا وإنما استسلموا، وأقسموا على العمل على دفن ذكر محمد، وطمس اسمه ودينه، ولكن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
فإن علينا أن نرتفع بالناس إلى مستوى الخطاب الحسيني، من خلال تبني مناهج تربوية وتثقيفية في مجالات العقيدة والإيمان، تهتم بتعريف الناس على المعايير والضوابط المعرفية والإيمانية، وتقدم لهم ثقافة تجعلهم يطلون من خلالها على مختلف حقائق هذا الدين، وعلى آفاقه الرّحبة، وليميزوا من خلال هذه الثقافة بالذات بين الأصيل والدخيل وبين الخالص والزائف في كل ما يعرض عليهم، أو يواجههم، في مختلف شؤون الدين والتاريخ والحياة.
فقد طلب الإمام «عليه السلام» من الله سبحانه أن تصاب أرحام نساء العدو بالعقم، لأن هذه النعم، التي يفترض أن تشكر، قد أصبحت توظف في تدمير الإنسان والإنسانية.. فما المانع من أن يسعى المحارب إلى حرمانهم من هذه النعم، إن لم يكن بالوسائل المعقولة، فبالطلب إلى الله ليتدخل في هذا الأمر؟! وذلك قد يكون في بعض وجوهه إحساناً للبشرية، بل هو إحسان حتى للعدو أيضاً..
لقد أثبت الإسلام عمليًّا في حروبه الكثيرة التي خاضها النبي «صلى الله عليه وآله» وعلي «عليه السلام» التزامه بالرحمة الإنسانية، وبالقيم الأخلاقية.. ولكنه حين حورب من قبل أعداء القيم، والطغاة والجبارين لم يجد فيهم من يستشعر شيئاً من الرحمة في قلبه، أو من يؤمن بأي من القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، أو يتعامل في حروبه على أساسها
وهذه الفقرة تشير إلى ضرورة وضع خطط لتحركات تضليلية تؤدي إلى بعثرة جهد العدو، وعدم قدرته على تحديد وجهة سير العمليات القتالية، وهذا أمر ضروري جدّاً في جميع المهمات، وقد يحتاج ذلك إلى بعض العمليات الصغيرة هنا وهناك.. أو تحريك بعض القطعات العاملة باتجاه.. في حين يكون الهدف الأساس في اتجاه آخر.
وهو «عليه السلام» يريد أن يكون كل هذا الذي طلبه من الله تعالى للمرابطين على الثغور سبباً في قهر عدوهم، وكسر شوكته. وقد بدأ أولاً بطلب أن يتسبب بفلِّ حد العدو.. فإن الشفرة الحادة إنما تتثلَّم بسبب اصطدامها بما هو أصلب منها، وبذلك لا تعود صالحة لفري، أو قطع، أو كسر ما يراد فريه، أو قطعه، أو كسره بها..
ولا بد من بذل الجهد ثقافياً وتربوياً إلى الحد الذي يجعل المرابط المجاهد يعيش نعيم الجنة وكأنه حاضر أمامه، ويبدأ ذلك بإيصاله إلى مرحلة تحصل فيها النفس قبل كل شيء على ما هي الأحوج إليه، ألا وهو السكون في مقابل القلق. فإن الإنسان يعيش القلق على نفسه في بقائها، فيحتاج إلى السكون في هذا الأمر بالذات. فيأتيه السكون ليس إلى مجرد الاستمرار والبقاء، بل إلى ما فوق ذلك أيضاً، وهو الخلد الذي هو غاية طموح الإنسان..
إن أكثر وأشد ما يشعر الإنسان بذاته هو حين يجد شخصه مستهدفاً، وحياته في خطر، لأن الاستهداف إنما هو لهذه الصلة القائمة بين الإنسان وبين الدنيا، حيث يسعى العدو إلى قطعها.. فالحفاظ على هذه الصلة، يدعو الإنسان للتراجع والتخلي عن القتال. في حين أن استراتيجية القتال تقوم على نسيان هذه الصلة، والتخلي عنها.. أو على الأقل عدم المبالاة بها..
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد عادل العلوي
السيد جعفر مرتضى
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد محمد حسين الطهراني
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ حسن المصطفوي
الشيخ فوزي آل سيف
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ناجي حرابة
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
(المعتزلي الأخير وسقوط بغداد) جديد الكاتب محمّد الخبّاز
حقيقة الأفعال الخارقة للعادة
أمسية لنادي صوت المجاز حول جماليّات السّرد وتحوّلات الرّواية في الخليج العربيّ
لأول مرة يتم كشف بنية وخلل بروتين باركنسون
نشر الخلق الحسن فلسفة نبويّة
هل نملك تاريخاً؟!
الاقتصاد بين الإسراف والتقتير
علوم مختّصة بالله
(تهذيبُ الأحكام) لشيخ الطّائفة، أبي جعفر الطّوسيّ
(التجربة الرّوائيّة بين الرجل والمرأة) أمسية أدبيّة في الدمّام