صدى القوافي

بارقة أمل

حسين اللويم

إنِّي وقمحُ تَفَكُّري رهنُ الرَّحى
لا عِلمَ لي بالوقتِ ، ليلٌ أم ضُحى

أغفو وأصحو غيرَ أنَّ المُلتقى
ما زالَ يرقدُ بانعزاليَ ما صحا

مشتاقةٌ روحي إلى ساحاتِهِ
حيثُ المُحبُّ على الأحبَّةِ صبَّحا

والأهلُ والأصحابُ والأنسُ الذي
بهمُ تَغلغلَ في النُّفوسِ وفرَّحا

حيثُ الصلاةُ جداولٌ رقراقةٌ
أمَّ الصُّفَوفَ بها السَّحابُ مُسَبِّحا

حتَّى تورَّقَ بالرَّوائِعِ قلبُها
وبدا كأنَّ الهمَّ صخرٌ زُحزِحا

فمَن المجيبُ لألفِ ألفِ تساؤُلٍ
عمَّا جرى ، عمَّن أقرَّ وصرَّحا

ما كلُّ هذا ، هل تُرى جاعَ الثَّرى
أم أنَّ يومَ الإمتِحانِ تَنَحنَحا

ربَّاهُ لُطفكَ فالدِّيارُ تضرَّرت
والدَّاءُ أقبلَ جائِحاً مُتَبَجِّحا

قد باتَ يمرحُ في الشَّوارعِ سائحاً
يقظاً وبالخطرِ المُميتِ توشَّحا

وبحقدهِ سنَّ الفِراقَ مشتِّتاً
جمعَ الحياةِ وللتَّصافُحِ قبَّحا

فتوقَّفَ الزَّمنُ المِطِلُّ على الرُّبى
لا الزَّهرُ فاحَ ولا بعِطرٍ لوَّحا

لا مجلسٌ لا مأتمٌ لا مَحفلٌ
لا مِنبرٌ ألقى المقالَ ووضَّحا

والنَّاسُ خلفَ متارسٍ ومقابضٍ
يرجونَ ما يرجو الغريقُ وما نحا

صبروا على أملِ استعادَةِ قُربِهم
فالبعدُ أمسى جرحهُ مُتقرِّحا

كَيما يعودَ إليهِمُ ما ضاعَ من
صفحاتِ عمرٍ لم تَجِد مُتَصَفِّحا

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد