صدى القوافي

’آية من سورة الجود’

"آية من سورة الجود"

إلى أبي الفضل (ع) مع خالص الذل

 

"آيةٌ من سورة الجود " الشاعر ابراهيم البو شفيع
الديوان الصوتي الأول "حتى مطلع الطف" لملتقى ابن المقرب الأدبي - الدمام

 

هذا المدى عطرٌ وقلبك آسُ
وعلى شذاك تنفس الإحساسُ

من روضةٍ بالعرش جئتَ قرنفلاً
إن فاح أُسكِرَ من شذاه الناسُ

(عباس) واسمك عوذةٌ لو قلتها
لهوى بحرف الـ(عين) هذا الياسُ

اسمٌ تطرزه الملائك حليةً
يخبو أمام بريقها الألماسُ

من فيضك الأسمى تسيلُ جداولٌ
ويطيب باسمك في الجنان غراسُ

كفّاك تمتدان.. يولدُ مسجدٌ
تتقاطعان.. فتقرع الأجراسُ

كفان أينعتا عطاءً أخضراً
يمتدُّ إن غطى القلوب يباسُ

كفان، فاليمنى تفيض مواهباً
وشمالك انطحنت بها الأفراسُ


يا صانع الأطهار بين حروفه
وبحدّها تتناقص الأرجاسُ

(الجود) رشْحُ نداك، بعضُكَ كلُّهُ
ما زلتَ معنىً ضاق عنه (جِناسُ)

وصُهرت من (ذهبِ السماء) فضائلاً
فالناسُ دونك فضة ونحاس

تعب الكلامُ أمام بابك فانحنى
مستغفراً، وتمزّق الكرّاسُ

والشعر جاءك تستقيك بحوره
وجيوبه أودى بها الإفلاسُ

يا (كِلْمة) مخنوقة في آيةٍ
أوِّلْ سناك لتُكسرَ الأقواسُ

يكفيك أنك من (عليٍ) سورةٌ
(الحمدُ) من آياتها و (الناسُ)


مولاي جئتك نفثةً موجوعةً
ضاقت بها الأضلاعُ والأنفاسُ

الخوفُ حاصرني بجيش ظلامه
ذبلت عيونُ الحزنِ، شاب الراسُ

صبري (كُليبٌ)، و(البسوسُ) مواجعي
واليأسُ -إذ يغتالني- (جسَّاسُ)

يا شبل حيدرة الوغى، لا تبقني
وحدي يمزقني الأسى وأداسُ

أبدل مآتم غربتي بمسرَّةٍ
تسعُ الفضاءَ فتُعقدَ الأعراسُ

طهّر بماء (الله) صدراً آثما
يعثو به الوسواس والخنّاسُ

يا هادياً بالضوء كلَّ سُراتهِ
بك يلهجُ السُمّارُ والجُلاّسُ

يا فاتحا بالجود بيت عطائه
لا بابُ يحجبهُ ولا حرّاسُ

أنا من أنا حتى أمدّ رسائلي
وعلى بريدك يخجل القرطاسُ؟!

أبواب هذا العمر يوصدها الأسى
ما لم يكن مفتاحَها (العباسُ)