مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد جعفر مرتضى
عن الكاتب :
عالم ومؤرخ شيعي .. مدير المركز الإسلامي للدراسات

التخطيط للبكاء في عاشوراء

علينا أن نخطط للبكاء في عاشوراء:

 

البكاء على الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، ما هو إلا للتعبير عن توفر حالة من الإثارة العاطفية، التي تعني استجابة المشاعر والأحاسيس ليقظة وجدانية، وحياة ضميرية، أثارتها مأساة لا يجد أحد في فطرته، ولا في عقله، ولا في وجدانه أي مبرر لها.

 

إذن فحياة الوجدان، ويقظة الضمير، تجعل المنبر الحسيني قادراً على الإسهام الحقيقي في صنع المشاعر، وفي صقلها، وبلورتها، باعتبارها الرافد الأساس للإيمان، والحافظ له من أن يتأثر بالهزات، أو أن ينهار أمام الكوارث والأزمات.

 

هذا الإيمان الذي يفترض فيه أن يكون مرتكزاً إلى الرؤية اليقينية، والى الوضوح والواقعية؛ لأن الفكر الذي لا يحتضنه القلب، ولا ترفده المشاعر لن يتحول إلى إيمان راسخ، ولن يكون قادراً على أن يفتح أمام هذا الإنسان آفاق التضحية والفداء، والإيثار، والجهاد، وسائر المعاني والقيم الكبرى، التي يريد الله للإنسان أن يقتحم آفاقها بقوة وعزيمة، وبوعي وثبات.

 

وذلك يحتم علينا - إذا كنا نشعر بالمسؤولية أن نخطط لهذا البكاء الذي يحيي الضمير ويطلق الوجدان من أسر الهوى، ومن عقال الغفلات، ويبعده عن دائرة الهروب، واللامبالاة. كما خطط الأئمة  عليهم السلام» لذلك حين أقاموا مجالس العزاء هذه، بل لقد روي أن الإمام الرضا «عليه السلام» قد شارك دعبلاً ببيتين من الشعر يكون بهما تمام قصيدته، بما لها من المضمون الحزين المثير للبكاء.

 

ولتكن قصة ذبح إبراهيم لإسماعيل، وقصة حجر بن عدي الذي عمل على أن يقتل ولده قبله، وكذلك الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته في كثير من مفردات كربلاء . ثم ما جرى على سيدة النساء، وعلى أمير المؤمنين، وعلى الإمام الحسن «عليهم السلام» وسائر مواقف الجهاد والتحدي - نعم ليكن ذلك كله وسواه هو تلك الوسائل والمفردات التي أراد الله لها أن تخدم ذلك الهدف السامي والنبيل.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد