علمٌ وفكر

حقائق حول الخسوف والكسوف

سلمان آل رمضان

 

في الحديث النبوي، إن الشمس والقمر آيتان لا ينكسفان لموتٍ – لأحد، وهذا يعني أن خسوف القمر وكسوف الشمس يحصلان بقوانين كونية ثابتة، فخسوف القمر يحصل في منتصف الشهر الاقتراني وهي الفترة بين اقترانين أو ولادتين للقمر الجديد، وخلاله يكتمل القمر بدرًا، وهي تحدث في الليالي البيض أو عند الإبدار، فيما يحصل كسوف الشمس في نهاية تلك الفترة ففي الكسوف تنتهي الدورة الاقترانية وتبدأ الجديدة، وهو ما يعرف بالأسرا، أي استتار القمر.

 

ولا يحصل الخسوف ولا الكسوف شهريًّا، لأن مدار القمر حول الأرض، يميل عن مدار الأرض حول الشمس بما يزيد عن 5 درجات قوسية، والدرجة القوسية تساوي 60 دقيقة قوسية، والدقيقة تساوي 60 ثانية قوسية.

 

في الغالب يحصل خسوفان للقمر مع كسوفين للشمس، وقد يحصل كسوفان للشمس على الأقل وعلى الأكثر خمسة للشمس، في السنة التقويمية، وعلى الأكثر ثلاثة خسوفات قمرية.

 

من النوادر أن يحصل 7 (بين كسوف وخسوف) لمجموع النيرين، وكان ذلك قد حدث في عام 1982م، بأربع كسوفات شمسية جزئيّة، و3 قمريّة، وستتكرر في 2038م، بثلاثة شمسية اثنان منها حلقيان والثالث كلي نشاهد أحدها جزئيًّا في مناطقنا، وأربعة قمرية من نوع شبه الظل نشاهد أيضًا أحدها، بمشيئة الله.

 

تحدث الخسوفات والكسوفات بترتيب ثنائي، وربما ثلاثي، بمعنى خسوف قمري يتبعه كسوف شمسي، ثم قمري، والعكس، وبين الخسوف والكسوف أو العكس مدة أسبوعين.

 

يشاهد خسوف القمر في كل الأماكن التي لديها ليل والقمر فوق الأفق، بنفس التفاصيل، ولكن ربما يشاهده البعض يغرب مخسوفًا، والبعض يشرق كذلك، ومناطق تشاهده كاملًا، فخسوف القمر يمر بمراحل أولها خسوف شبه الظل، وهو خسوف بالمصطلح الفلكي فقط، حين يمر القمر كله أو بعضه في منطقة شبه ظل الأرض، فيبهت بعد دخول ثلاثة أرباع قرصه تقريبًا في منطقة شبه ظل الأرض، وغالبًا لا يلاحظ إلا من قبل الراصدين فهو خسوف بالمصطلح الفلكي، ثم الخسوف الحقيقي وهو منع الأرض لأشعة الشمس من الوصول للقمر جزئيًّا أو كليًّا وهو المعبر عنه بالاحتراق، وهو ما تشرع له الصلاة.

 

وحتى يحصل ذلك، فلا بد أن نعلم أن مدار القمر حول الأرض يتقاطع مع مدارها حول الشمس في نقطتين، إحداهما جنوبية تسمى عقدة الصعود، والأخرى شمالية تسمى عقدة الهبوط، ولكي يحصل الخسوف أو الكسوف فلا بد أن يكون القمر قريبًا من إحداها بأقل من 9 درجات قوسية ونصف، عند الإبدار لينخسف القمر، وبأقل من 15 درجة و31 دقيقة قوسية ليحدث الكسوف الشمسي نهاية الشهر.

 

يكون الخسوف جزئيًّا أو كليًّا حسب الجزء الذي يدخل منه في ظل الأرض، ومتى دخل جميعه كان كليًّا، ويستغرق الكلي منه ساعة و40 دقيقة على الأقصى، ومع مجموع المرحلتين الجزئيتين 3 ساعات و40 دقيقة.

 

وأقصى مدة للكسوف الكلي للشمس 7 دقائق و40 ثانية عند خط الاستواء، فيما يستغرق الحلقي 12 دقيقة و24 ثانية.


ولا يشاهد كسوف الشمس في كل الأماكن التي لديها نهار، بل يتبع شريط ضيق خاصة في المرحلة الكلية، وحولها تكون المراحل الجزئية مختلفة المقدار حسب قربها وبعدها عن رأس مخروط ظل القمر الملامس للأرض.

وسبب حصول الكسوف الحلقي أن ظل القمر بسبب صغر حجمه فلا يصل لملامسة الأرض عندما يكون في أقصى بعد له عنها فيبدو حول الشمس كحلقة منها تسمى حلقة النار. وقد يجتمع الكسوفان الحلقي والكلي، ويسمى خليطًا أو هجينًا.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد