بينَ ليلٍ ونجمةٍ كالخميلةْ، أشعلَ اللهُ في المدى قنديلَهْ، فاطمٌ حَلَّ نورُها مثلَ نهرٍ، قد رشفنا بخَشْعَةٍ سلسبيلَهْ، قد أَتَتْ كي تُحيلَ للناسِ عُرساً، أُمنياتٍ بعيدةٍ مُستحيلةْ، ربَّنا لا تُزِغْ عن هواها هوانا، قد دعوناكَ بالبتولِ الجليلةْ

إذا قام نورك فيها انسكبْ، ستحنو ضفاف ويهفو مصبْ، ستقتلع الأرض صحراءها، ويطوى بعين الحيارى التّعب، ستدنو الرّياح بأثوابها، ليرشح عطركِ وجه المهبْ، وإنّ حلّ بدرك سقف التّقى، تصلّي البيوت لليل وثب

أسرِجي الكَونَ منْ سَنا صَلَواتِكْ، وأفِيضي عليهِ منْ بَركاتِكْ، وأطِلِّي منَ الغُيُوبِ نَقاءً، يَتهادَى الوُجودُ.. لُطفَ هِباتِكْ، واغمُرينا منَ الضياءِ بُرُودًا، إنّ سِرَّ الضياءِ في لَمساتِكْ، وأدِيري الشّذا مَواسِمَ وَردٍ، أبدعَتها السماءُ منْ نَفَحاتِكْ

أشرقت أرض الهدى من نورها، إذ تعالى شأنها في مهدها، في سجود لجلال ربها، قرنت ذاك بحق الاعتقاد، ملتقى النورين نبع الطهر

ألهِميني.. فلستُ أَملِكُ وَصفا، وهَبيني هَوًى ونَبضًا وحَرفا، وابعَثي في رُؤايَ.. نَبعَ هُيامٍ، تَرشُفُ الرّوحُ مِنهُ حُبَّكِ رَشْفا، وأفيضي على اليَراعِ.. جَمالًا، كلّما خاصَرَ القصيدةَ.. حَفّا

قِف بأعتابِها وحَيِّ حِماها، واقرأ الحزنَ إن وصلتَ فِناها، وأرقْ منْ جَوى الفؤادِ دُموعًا، وأسِلْ من أسَى البيانِ رِثاها، وأشِر لوعةً لِمرقدِ أُمٍّ، وقفَ الفِكرُ هيبةً لِعُلاها

الغائبون وما بانوا وما فُقدوا، والحاضرون وما حلّوا وما وُجدوا، مسافرون ولم تعقد حقائبهم، وعالقون على أهدابنا انعقدوا، باتوا على غيمة فينا إذا برقت، أشواقنا في حنايا صدرنا رعدوا

قف بها واقرأ الحسين مصابا، واتل من وحي كربلاء كتابا، حي فوق البقيع مرقد قدس، شقّ من عرصة الدماء فطابا، ومن البعد مدّ روحك شوقًا، وأنخ عند جانبيه رغابا

خَلِّني في تَفَجُّعي وبُكائِي، وَنَحيبي لِكُربةِ الزهراءِ، واسْقِ بالوَجدِ مُقلَتَيكَ دُمُوعًا، لِمُصابٍ قَد جَلَّ في الأرزاءِ، وأقِمْ مَأتَمًا وَواسِ عَلِيًّا، في ارتِحالِ الصِّدِّيقةِ النَوراءِ، وانْعَ لِلطاهِرَينِ فقدَ بَتُولٍ، وتَرَفَّقْ بِلَوعةِ الحَوراءِ..

حذرًا من العذّال كنت أظنّهُ، العمر مثل الحبّ يحسن كتمُهُ، متخفّفًا عمري من الأرقام يمتهن التّكتّم ليس يعرف رقمه،أبطأته ردحًا، على مهل يسير مشيى كما يمشي المثبّط عزمه، فإذا بواشٍ لست أعرف كيف، أن أتّقيه وكيف يمكن لجمه

على امتِدادِكَ يا دَربَ النبوّاتِ، يُسطِّرُ الوقتُ أحزانَ السماواتِ، يُطِلُّ من خَلفِ (بابِ اللهِ) صَوتُ دَمٍ، ما زالَ يَقطُرُ .. مفتوحَ الدّلالاتِ، هُناكَ حيثَ توارَى النورُ مُنكَفِئًا، خلفَ الجِدارِ بأوجاعٍ وآهاتِ، نعمْ ! صَدَقتَ .. فَخَلفَ البابِ (فاطمةٌ)، لاذتْ .. لِتَمنعَ مَدَّ القَسوةِ العاتي

خلال مشاركته في الأمسية الشّعريّة التي نظّمتها (تمائم أدبيّة) بعنوان: (قصائد ورديّة) ألقى الشّاعر حبيب المعاتيق قصيدة بعنوان: (اطمئنان) مخاطبًا فيها كلّ من يقف في وجه مرض السّرطان بثبات، ومن يجعل من الألم طريقًا للأمل، ولا يعرف الاستسلام، فقال: الواضح أنّي العاجز، أن أتبوّأ في هذه البقعة دور النّاصح، والواضح أنّ الواثق أنت، وأنّي ما بين تلألؤ عينيك وبسمة ثغرك، ذاك المرتبك الواضح