من التاريخ

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد محسن الأمين
عن الكاتب :
السيد محسن ابن السيد عبد الكريم الحسيني ولد في قرية (شقرا) في جنوب لبنان وذلك في حدود ١٢٨٢ ه‍ ودرس المقدمات في مدارس جبل عامل على المشاهير من فضلائها وبرع بين أقرانه ثم هاجر إلى النجف للتحصيل الفقهي وذلك عام ١٣٠٨ وأكب على التحصيل واستقى من الاعلام وهاجر من النجف إلى الشام سنة ١٣١٩ ه‍ بطلب من أهلها. توفي ببيروت وشيع تشييعًا فخمًا مشى فيه رجال السلك الدبلوماسي من الجمهوريتين اللبنانية والسورية وذلك يوم الرابع من شهر رجب ١٣٧١ ه‍. ونعته دور الإذاعات الإسلامية والعربية.

النبي (صلى الله عليه وآله) حمله ومولده وإرضاعه

 

السيد محسن الأمين
حملت به أمه أيام التشريق قالت : فما وجدت له مشقة حتى وضعته ثم خرج أبوه عبد الله وأمه حامل به في تجارة له إلى الشام فلما عاد نزل على أخواله بني النجار بالمدينة فمرض هناك ومات ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حمل، وقيل كان عمره سنتين وأربعة أشهر وقيل كان عمره سبعة أشهر وقيل شهرين وكان عبد الله فقيرًا لم يخلف غير خمسة من الإبل وقطيع غنم وجارية اسمها بركة وتكنى أم أيمن وهي التي حضنت النبي (صلى الله عليه وآله) .
ولد (صلى الله عليه وآله) بمكة يوم الجمعة أو يوم الاثنين عند طلوع الشمس أو عند طلوع الفجر أو عند الزوال على اختلاف الأقوال السابع عشر من شهر ربيع الأول على المشهور بين الإمامية وقال الكليني منهم لاثنتي عشرة ليلة مضت منه وهو المشهور عند غيرهم وبعضهم وافقنا.


واتفق الرواة على أنه (صلى الله عليه وآله) ولد عام الفيل بعد خمسة وخمسين يومًا أو خمسة وأربعين أو ثلاثين يومًا من هلاك أصحاب الفيل لأربع وثلاثين سنة وثمانية أشهر أو لاثنتين وأربعين سنة مضت من ملك كسرى أنو شروان ولسبع بقين من ملكه .
وأرسلت آمنة إلى عبد المطلب تبشره فسر بذلك ودخل عليها وقام عندها يدعو الله ويشكر ما أعطاه وقال :
الحمد لله الذي أعطاني  *  هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان  *  أعيذه بالله ذي الأركان
حتى أراه بالغ البنيان    *   أعيذه من شر ذي شنان
                 من حاسد مضطرب العنان

وكانت ولادته في الدار المعروفة بدار ابن يوسف وهو محمد بن يوسف أخو الحجاج وكان (صلى الله عليه وآله) وهبها لعقيل بن أبي طالب فلما توفي عقيل باعها ولده من محمد بن يوسف أخي الحجاج فلما بنى داره المعروفة بدار ابن يوسف أدخل ذلك البيت في الدار ثم أخذته الخيزران أم الرشيد فأخرجته وجعلته مسجدًا يصلي فيه......  
أرضعته أولًا ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابنها مسروح أيامًا قبل أن تقدم حليمة وكانت أرضعت قبله عمه حمزة فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكرمها وتكرمها زوجته خديجة أم المؤمنين وأعتقها أبو لهب بعد الهجرة فكان (صلى الله عليه وآله) يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت فسأل عن ابنها مسروح فقيل مات فسأل عن قرابتها فقيل ماتوا .
ثم أرضعته حتى شب حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله السعدية من بني سعد بن بكر وكان أهل مكة يسترضعون لأولادهم نساء أهل البادية طلبًا للفصاحة ولذلك قال (صلى الله عليه وآله) أنا أفصح من نطق بالضاد، بيد أني من قريش واسترضعت في بني سعد . فجاء عشر نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن الرضاع وفيهن حليمة فأصبن الرضاع كلهن إلا حليمة وكان معها زوجها الحارث المكنى أبا ذؤيب وولدها منه عبد الله فعرض عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت يتيم ولا مال له وما عست أمه أن تفعل فخرج النسوة وخلفنها فقالت لزوجها ما ترى قد خرج صواحبي وليس بمكة غلام يسترضع إلا هذا الغلام اليتيم فلو إنا أخذناه فإني أكره أن أرجع بغير شيء فقال لها خذيه عسى الله أن يجعل لنا فيه خيرًا فأخذته فوضعته في حجرها فدر ثدياها حتى روي وروي أخوه وكان أخوه لا ينام من الجوع فبقي عندها سنتين حتى فطم فقدموا به على أمه زائرين لها وأخبرتها حليمة ما رأت من بركته فردته معها ثم ردته على أمه وهو ابن خمس سنين ويومين .
وقدمت حليمة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما تزوج فبسط لها رداءه وأعطتها خديجة أربعين شاة وأعطتها بعيرًا .

وجاءت إليه يوم حنين فقام إليها وبسط لها رداءه فجلست عليه .
وجاءه وفد هوازن يوم حنين وفيهم أبو ثروان أو أبو برقان عمه من الرضاعة وقد سبي منهم وغنم وطلبوا أن يمن عليهم فخيرهم بين السبي والأموال فقالوا خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا وما كنا لنعدل بالأحساب شيئًا فقال أما مالي ولبني عبد المطلب فهو لكم وسأسأل لكم الناس فقال المهاجرون والأنصار ما كان لنا فهو لرسول الله وأبى بعض المؤلفة قلوبهم من قبائل العرب وقبائلهم فأعطاهم إبلًا عوضًا من ذلك ويأتي تفصيله في وقعة حنين وجاؤوا يوم حنين بأخته (صلى الله عليه وآله) من الرضاعة وهي الشيماء بنت الحارث فقالت يا رسول الله إني أختك من الرضاعة فبسط لها رداءه فأجلسها عليه وقال إن أحببت فعندي محببة مكرمة وإن أحببت أن أعطيك وترجعي إلى قومك فقالت بل تعطيني وتردني إلى قومي .

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد