مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ جوادي آملي
عن الكاتب :
ولد عام 1351 هـ بمدينة آمل في إيران، أكمل المرحلة الإبتدائية ودخل الحوزة العلمية في مدينة آمل، وحضر دروس الأساتذة فيها لمدّة خمس سنوات، وفي عام 1369 هـ سافر إلى مدينة طهران -التي تُعدُّ محطَّ تدريس كثير من العلماء والفلاسفة- لإكمال دراسته الحوزوية، وبدأ بدراسة المرحلة العليا في المعقول والمنقول في مدرسة مروي العلمية، وواصل دراسته حتّى عام 1374 هـ، ثمّ سافر بعدها إلى مدينة قم المقدّسة لمواصلة دراسته الحوزوية. من أساتذته: السيّد محمّد حسين الطباطبائي، الشيخ هاشم الآملي، والإمام الخميني.

اختصاص الحمد بالله (عز وجل)

 

الشيخ جوادي آملي
عن السجّاد (عليه السلام): «ولو دلّ مخلوق مخلوقاً من نفسه علىٰ مثل الّذي دللت عليه عبادك منك كان محموداً فلك الحمد».[1]
عن الباقر (عليه السلام): «... وأنت جمال السماوات والأرض فلك الحمد وأنت زين السماوات والأرض فلك الحمد».[2]
عن أبي الحسن الأوّل (عليه السلام): «إذا فرغت من صلاة الليل فقل: اللهمّ ما عملت من خير فهو منك لا حمد لي فيه وما عملت من سوء فقد حذّرتنيه، لا عذر لي فيه. اللّهمّ انّي أعوذ بك أن أتّكل علىٰ ما لا حمد لي فيه».[3]
... «... ولك الحمد... واستخلصت الحمد لنفسك وجعلت الحمد من خاصّتك ورضيت بالحمد من عبادك وفتحت بالحمد كتابك وختمت بالحمد قضاءك، ولم يعدل إلىٰ غيرك ولم يقصر الحمد دونك، فلا مدفع للحمد عنك ولا مستقرّ للحمد إلاّ عندك ولا ينبغي الحمد إلاّ لك».[4]


كلّ كلمة من هذه الكلمات النورانيّة تتضمّن برهاناً علىٰ اختصاص الحمد بالله سبحانه. وفي الحديث الأوّل للإمام السجّاد (عليه السلام) بعد ذكر نعمة الهداية الإلٰهيّة والعلوم القيّمة الّتي لا قدرة للبشر علىٰ بلوغها بغير التعليم الإلٰهيّ يقول في دعائه إلىٰ الله إلٰهي لو تمكّن مخلوق بنفسه أن يهب للآخرين ما وهبتهم من الهداية والمعارف كما فعلت أنت مع خلقك حيث هديتهم وعلّمتهم لكان أهلاً للحمد، ولكن حيث إنّ جميع النعم والعلوم هي منك فالحمد والثناء كلّه لك. وفي جملة (فلك الحمد) وبتقديم (لك) علىٰ (الحمد) تمّ حصر الحمد في الله سبحانه. وهذا الحديث ناظر إلىٰ البرهان الّذي حدُّه الوسط هو الإنعام الإلٰهيّ.
والحديث الثاني يتضمّن برهاناً حدُّه الوسط هو الجمال وقد بُيِّن في براهين اختصاص الحمد كالآتي: جميع عوالم الوجود الإمكاني من حيث إنّها مخلوقة لله فهي حسنة وجميلة وحيث إنّ الحمد في مقابل الحسن والجمال والفعل الجميل، فالحمد مختصّ بالله الجميل خالق الجمال.


وفي الحديث الثالث علىٰ أساس التوحيد الأفعاليّ فإنّ جميع الأفعال الحسنة للإنسان تعود إلىٰ الله سبحانه، وكلّ حمد إزاء كلّ عمل حسن فهو يعدّ لله. وعلىٰ أساس التوحيد الأفعاليّ والربوبيّة المطلقة لله سبحانه فإنّ جميع الأعمال الحسنة للصالحين ما هي إلاّ ظهور وتجلٍّ للفيض والفعل الإلٰهيّ، ولهذا فإنّ المحمود الحقيقيّ هو الذات القدسيّة الإلٰهيّة وحدها.
والحديث الرابع أيضاً بتصريحه بأنّ الحمدَ لا معدِن ولا مقرّ له سوىٰ ساحة القدس الإلٰهيّ ولا يستحقّ الحمد أحد سواه فقد دلَّ دلالة واضحة علىٰ حصر الحمد بالله سبحانه.
تنويه: إذا ظهر من بعض النصوص الدينيّة أنّ حمد غير الله جائز ولكنّ حمد الله أفضل، فمثل هذه الظواهر ينبغي تفسيرها بتعيين حمد الله لا تفضيله، كما في بداية دعاء السحر للإمام السجّاد (عليه السلام) الّذي رواه ثابت بن دينار (ابو حمزة الثمالي): «... فربّي أحمد شيء عندي وأحقّ بحمدي».[5]
ـــــــــــــــــــــــ
[1] . الصحيفة السجّادية، الدعاء 45.
[2] . البحار، ج84، ص258، دعاء الانتهاء من صلاة الليل.
[3] . نفس المصدر، ص221.
[4] . البحار، ج87، ص129، دعاء يوم الجمعة.
[5] . اقبال الأعمال، ج1، ص157.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد