مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ رضا الصغير
عن الكاتب :
طالب علوم دينية في حوزة قم المقدسة

الموقف السلبي

 

الشيخ رضا الصغير
مرّ شابان على مجموعة من الناس، فأحدهما لم يسلم عليهم، فسأله صاحبه: لمَ لم تسلم؟ فقال الآخر: لأني رأيتهم يعملون شيئاً منكراً، فتعمدت عدم السلام ليعيدوا النظر فيما يعملون، فربما يرتدعون .
قد يتخذ الإنسان أسلوباً سلبيًّا ليأمر بمعروفٍ أو ينهى عن منكر، وإيجابية هذا الأسلوب تنعكس على المجتمع، من حيث مراجعة النفس والحسابات،  والخروج من حالة الرذيلة، إلى حالة الفضيلة والشرف، وربما تأخذ النفحةُ الإنسانَ لترتقي به عنان السماء، ويصير رمزاً على مدى الأزمان، ويخلد اسمه الخافي، ليصبح "بشر الحافي" ١


فعندما يتوجه المجتمع ليقاطع شيئاً محرماً، يتأثر المنتسب لذلك الفعل، ويظهر عليه الذل والانكسار، ويذعن للمؤمنين الأخيار، هنا تتجلى العزة للإسلام،  فإما أن يصعد المخالف الموجة، ويغير من طريقته وتفكيره، وإما أن يخفي ما كان يتجاهر به ويعلن .
لكن  حاليًّا انقلبت الأمور رأساً على عقب، صار المعروف لا يؤمر به، والمنكر لا يتناهى عنه، بل على العكس، إذا رأى الناس شخصاً عليه سيماء الصلاح والتقى، أخذوا يصرخون عليه، ويشتمونه ويهينونه، حتى يستوحش من صلاحه، ويرى خلاصه في تخلصه من كل علامات الهدى والورع !
 


وذات العباءة والحجاب تتأذى في نفسها وتتعذب، والسافرة تكرم، والذي يغض نظره في رأيهم ( معقد)، وطالب العلم المتعمم بعمامة الرسول في دعواهم متهتك!
بانقلاب هذه الموازين، يُذهل الحق حتى لا يدري أهو نفسه أم صار باطلاً؟!
المؤمن هذه الأيام لا يجد لنفسه فرصة للعيش بين البشر، والظلم الذي يقع عليه ما هو إلا لانتسابه للنبي وأهل بيته عليهم السلام، وواقعاً الأذية تقع على النبي وأهله، فلا يكن خصمك رسول الله، ولا تعادِ الأولياء، فإنك ستقف أمام الجبار، وستسأل عن عدائك  لهم.
فلا تكن ممن يعينون على المؤمنين، وسلاحاً في يد إبليس اللعين، جاء في الخبر: 
(( من أعان على مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة وبين عينيه مكتوب: آيس من رحمة الله))٢
ـــــــــــــــــ
١ بشر الحافي تاب على يد الإمام موسى الكاظم عليه السلام في قضية معروفة، رواها المناوي في الكواكب الدرية: ٢٠٨
٢ من لا يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٦٨ الحديث ٧

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد