مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ رضا الصغير
عن الكاتب :
طالب علوم دينية في حوزة قم المقدسة

قبل الرحيل!

 

الشيخ رضا الصغير
تسعة أشهر من الألم والثقل، وتغير المزاج، وأنواع من المشاعر المختلطة من الخوف والترقب والوجل، ثم معاناة وسهر، وأيام تتلو أيام، حتى تثمر تلك النبتة،  وقبل انبثاق وردتها، تخرج الشوكة المؤلمة رافضةً  لأي أحدٍ الاقتراب، فيا للأسف انهار جبل التضحيات، وصارت صخوره ذرات، فلا يكاد يُتذكر منها ما فات!
انكسار وخيبة أمل، شعور بالهزيمة والشتات.

هناك أناسٌ يضحون ويضحون، في هدوءٍ خافت، يحرصون على عدم الإزعاج، ويهربون من الضجة والإعلام، ولا يريدون المدح ولا الإكرام، يخلصون في العطاء، ويتسامحون بكل ود واحترام، لكن الخنجر الذي يبضع الفؤاد، عندما ترى الثمر غافلاً عما كان، وهو يسرد كل البطولات الخاصة بفلان وفلان، وإعجابه بهذا وذاك، عاشقاً لأناس كانوا يوماً يقتاتون على الفتات، من تحت أرجل أولئك المضحين بصمتٍ وسكات.

 إلى متى نظل نشيح بأوجههنا ؟؟، ونتجاهل تلك الكرامات،  وشعورٌ متبلد وبرود كأن ما كان ليس إلا عادةً من العادات، صدَرَ من غير تكبد ولا عناء!
 الود ليس فقط الاحترام، والوصل بالتساؤل عن الصحة والمنام، بل هو تقديرٌ للبذل والشهادة بالمقام،  وتنويه على نفس الاختصاص.

الإجمال في بعض الأحيان ظلم لحق ذلك الإنسان، ولولا ذلك لما قال سيد الأنام في حق الفارس الهمام : (ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين) .
فلا ننتظر الرحيل حتى نتذكر الجميل، ولنقر بالفضل، ونقدم التقدير،  ونأسف على التقصير، فالعمر لا يفي شكراً لأنه لا يزن الكثير...

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد