فجر الجمعة

الشيخ الحبيل: العمل لوجه الله هو الباقي وهو الذي يتضاعف وينمو عند الله

 

حملت خطبة الشيخ عبد الكريم الحبيل يوم الجمعة 26 أكتوبر عنوان "مفهوم العمل لوجه الله" على ضوء حديث الإمام علي الرضا الذي وجه فيه أحد أصحابه ابن عرفة إلى العمل من غير رياء ولا سمعة.

وأكد الشيخ الحبيل أن الله سبحانه وتعالى حذر عن الرياء في القرآن الكريم وجاءت الروايات متظافرة على التحذير عن الرياء وأيضا العمل للسمعة وأمرت بالعمل لوجه الله سبحانه وتعالى، وقال تعالى: "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا".

وذكر سماحته أن العمل لوجه الله هو الباقي وهو الذي يتضاعف وينمو عند الله، لافتا أن من أراد العمل لوجه الله فالله سبحانه وتعالى ينمي له ذلك العمل فيضاعفه له أضعافا كثيرة، ونقل رواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "إن الله لا يقبل عملا فيه مثقال ذرة من رياء".

وقال الشيخ الحبيل: "الرياء مبطل للعمل حيث أن إنسانا لو صلى وراءى في صلاته لبطل عمله"، وأضاف: "لا تري الناس أنك تلبس زي الصالحين وتتزين بزينتهم ولست منهم، وفقط الهدف أنك يكرمك الناس ويحترمك الناس والقلب فاجر".

وأشار إلى أن السامري تظاهر أنه انسان صالح من الصالحين وتبتل وتنسك وتعبد وظن الناس أنه انسان ذو منزلة عظيمة، فلما ظنوه ذلك وجذب قلوب المغترين به بذاك المظهر قام وصنع لهم عجلا ليعبدوه من دون الله، وبعض الناس يفعلون ذلك ليتوصلوا إلى مآربهم الخبيثة وبعد ذلك ترك ذلك المنهج الذي يتبعه.

وأوضح إمام جمعة مسجد العباس بالربيعية أن الرياء يمحق العمل ومن مبطلاته، كذلك حينما يعمل الإنسان للسمعة، وحاجز عن قبول العمل لكي الناس تمدح بذلك الانسان فذلك العمل لا يرتفع إلى الله ولا يقبل، مشيرا إلى فئة أخرى لم يفعلوا العمل فيذهبوا لتبني العمل بل ويحبوا أن يحمدوا على ذلك العمل الذين هم لم يفعلوه، وأحيانا يقولون: "نحن فعلنا، وعملنا وقمنا بنشاط كذا" وهم ليس لهم نصيب في ذلك العمل.

وأكد أن "المؤمن لا يحتاج أن يتحدث بأن يفعل ويعمل بل الله سبحانه جعل له لسان ثناء على السن الناس ويجعل له لسان صدق خالد "وكم ثناء جميل لست له نشرته""، وأشار أنه "حينما يكون العمل لوجه الله لا يراد منه سمعة ولا رياء "وابرئ قلبي من الرياء والسمعة والشك في دينك" ويأتي بالعمل خالصا لوجه الله سبحانه".

-وذكر الشيخ الحبيل أن الانسان حينما يعجب بالعمل ويحب أن يمدح ويسعى للرياء والسمعة فإن ذلك يؤثر على قبول العمل فيرد في وجهه، ويوكل الله أمره إلى من عمل له.

وأشار سماحته أن بعض المفسرين يذهب إلى أن "سيماهم في وجوههم من أثر السجود" لا يعني ذلك الثفنة السوداء التي تظهر في جبهة الإنسان، وإنما السيماء سيماء الصالحين ونور الإيمان الذي يقطر من وجه المؤمن.، وأضاف: "القرآن ركز دائما على ذلك الثناء الثنائي الحضاري، الإيمان والعمل الصالح حيث أن الإيمان غير مقبول دون العمل الصالح، ولا العمل الصالح مقبول دون الإيمان".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد