فجر الجمعة

الشيخ الحبيل: خروج نساء بيت النبوة إلى كربلاء تكليف إلهي

 

خصص سماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل خطبته ليوم الجمعة 12 أكتوبر بمسجد العباس بالربيعية للحديث حول ذكرى دخول سبايا أهل البيت عليهم السلام إلى الشام وتسليط الضوء على بعض الحقائق التاريخية لما حصل بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.

وذكر إمام مسجد العباس بالربيعية أن عبيد الله بن زياد كتب يزيد بن معاوية يسأله في أمر نساء أهل البيت عليهم السلام إذا يريد أن يبعثهم إليه إلى الشام أو يتركهم للرحيل إلى المدينة المنورة فأمره يزيد بجلبهن سبايا إلى الشام، وأشار إلى أن هناك من يقول أن يزيد في لم يأمر بقتل الإمام الحسين إلا أن يزيد بعث كتابا يأمر فيه ابن زياد بقتل الحسين، ولو أنه لم يكن راضيا بقتل الحسين لما أمر بجلب السبايا إلى الشام، وأمر أهل الشام بالخروج للتفرج على السبابا واتخذ ذلك اليوم يوم فرح وسرور.
وبين الشيخ الحبيل أنه بعد وصول سبايا الطفوف إلى الكوفة جاء رؤساء القبائل والعشائر لتخليص نساءهم من الأسر، حتى أن بعضهن رفضن إلا مواساة نساء أهل البيت إلا أنهن أخذن بالقوة وتخليصهم من أسر، وهو ما يعد وصول المسلمين إلى حالة بأن ليس لديهم غيرة على حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وليس عندهم حمية عليهن ونساءهم أهم نساء رسول الله وحرمه.

وأشار إلى أن كثير من الروايات والتفاسير لآية "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" تؤكد على أن ضرورة تقديم محبة رسول الله على كل شيء حتى النفس.
-وقال الشيخ الحبيل: "مصير الأمة أن عبيد الله بن زياد يأسر حرم وذرية رسول الله ومعهم نساء أصحاب الإمام الحسين، ويأتي أهل الكوفة يخلصون نساءهم ولا ينبض فيهم عرق على حرم وذرية رسول الله وهم يرون نساء رسول الله يأخذون من الكوفة إلى الشام على أكتاف المطايا ويسار بهم من بلد إلى بلد حتى تقشرت جلودهم من شدة الشمس، ويكون ذلك حينما يموت إحساس الأمة وضميرها"، وأضاف: "كان من أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام إحياء ضمير الأمة وإحساسها الميت اتجاه الدين والمقدسات وشعائر الله، حينما تتخلى عن ضميها ووجدانها يصل بها الأمر إلى أن يكون خليفته يزيد بن معاوية".

ذكر  سماحته أن مشيئة الله تعلقت بقتل الحسين وسبي نساء بيت النبوة وحين يقرن الرسول الأكرم في الرؤيا التي رأها الإمام الحسين عليه السلام السبي بالشهادة فإن ذلك يعني أن السبي تكليف على النساء بمستوى القتل والشهادة وأن الإصلاح لا يمكن لا يتحقق إلا بمقتل الإمام الحسين وسبي النساء كليهما، لافتا أن السيدة زينب عليها السلام حينما اعترض ابن عباس على خروج النساء مع الإمام الحسين عليه السلام خاطبته: "يا ابن عباس تشهر على سيدنا بأن يخلفنا هاهنا ويمضي وحده ؟ لا والله بل نحيا معه ونموت معه ، وهل أبقى الزمان لنا غيره ؟".

وكشف أن حماية نساء بيت النبوة كانت تقتضي بالذهاب مع الإمام الحسين عليه السلام حيث أن حفظ ودائع رسول الله يقتضي الذهاب إلى كربلاء، وأن الإمام الحسين عليه السلام أحس بأن لا أمان للنساء عد بقاءهن في المدينة المنورة وأنه لن يحميه أحد.
ولفت إلى أنه في بعض الموارد تكلف النساء، ومنها سبي نساء بيت النبوة والتي كلفن فيها بتحمل المسؤولية ، وعلى المرأة أن تتحمل المسؤولية مهما كانت العواقب.
وأوضح الشيخ الحبيل أن الدور الإعلامي للنساء ساهم في استمرار الثورة وتعرية النظام وإظهار خسته ودناءته في التعامل مع نساء بيت النبوة، ووضع حد لتصرفات النظام التي فهمها الناس على أنها أحكام شرعية وسنن، وأراد الإمام الحسين عليه السلام أن يعري ذلك النظام ويبين حقائقه للأمة الإسلامية التي أصبحت لا تميز الحق من الباطل.

وفي القسم الثاني خطبة الجمعة، تحدث سماحته عن يوم المعلم وأكد على أن التعليم هو أمر سامي وشريف ولاشك أن المعلم له احترامه وتقديره حتى عد أنه من الآباء، وأن للمعلمين الحق أن يحتفوا بذلك اليوم، وعلى المجتمع أن يحتفي بهم ويكرمهم وأن يرفع من شأنهم وقدرهم، وعلى الطلاب وأبناء المجتمع أن يحترموا أساتذتهم ويقدروهم خير تقدير ويتعاملوا معهم معاملة حسنة، وقال: "الشعوب المتحضرة هي التي تقدر معلميها ومصلحيها وأهل الفضل والشرف من آباء ومعلمين وهي ظاهرة حضارية".

وأشار الشيخ الحبيل إلى المسؤولية التي تقع على المعلمين بأن يبذلوا قصارى جهدهم في تربية الجيل، فالأب والأم سلموا لهم فلذات أكبادهم وهم صغار وعلى المعلمين زراعة بذرة العلم والأخلاق، المعلم الناجح الذي يجمع بين العلم والفضيلة فيعطي المادة العلمية والخلق الرفيع ويتعامل مع الطالب معاملة الحب.

وقال "المعلم يجب أن يعطي طلابه العلم لأجل عشقه للعلم وليس من أجل المهنة والمادة ويزرع فيهم هذا العشق، وللأسف الطالب في المدارس الأكاديمية يدرس مثلا اللغة العربية 12 عاما وهو لايحسن معرفة الحال من التمييز، فيما يدرس طالب الحوزة اللغة ثلاث سنوات ويخرج بكم هائل من المعرفة باللغة العربية والسبب المدرس العاشق للعلم".

نداء الجمعة || دخول السبايا إلى الشام

 

نداء الجمعة || يوم المعلم العالمي

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد