مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ رضا الصغير
عن الكاتب :
طالب علوم دينية في حوزة قم المقدسة

الحاجز

 

الشيخ رضا الصغير .. 

علاقاتنا تتميز بالحركة المستمرة، ومع تقادم الأيام وتنوع الأحداث، وبسبب ردات أفعالنا لكل حدث مقترناً بنقصاننا الفكري قد تنشب خلافات بيننا، أو نقع في أخطاء مع الآخرين، وبغض النظر عن مستوى الخلاف، أو حدة المشكلة، فإن الطرف الآخر يحمل في طيات قلبه شيئاً من الأسى والألم، ويحتاج إلى بلسم ليطيب من أذاه .
عندما نختلف مع بعضنا، وهنالك علاقة تجمعنا، فإن إحساساً من تأنيب الضمير والشعور بالذنب ينتابنا، الشعور قاسٍ ومؤلم وأشبه ما يكون بالنار الملتهبة في أعماقنا، ونظل لساعاتٍ وساعات بل ليالٍ وأيام نفكّر، ما سبب هذه المشكلة؟ من هو المخطئ؟ وما هو العلاج؟! 
لا أريد أن أخسر صاحبي، لا أريد أن أخسر أمي، زوجي، ابني .... 
لكن هناك حاجزاً يمنعني ويعيقني أن أرتمي في أحضان أبي، أو أهوي على قدمي أمي، كيف أتقدّم وأنا في عنفوان رجولتي، كيف أحطم كرامتي ، سيسخر مني من هم حولي، سينظرون إلي نظرة الضعيف المنكسر، لن يفهموا هدفي الأسمى، حاجزٌ وجدار يحتاج إلى تحطيم، سأتركه ليبرد ويهدأ، الأيام كفيلة بتفتيت الجدار، وعوامل التعرية ستهد ركن الخلافات، وسيأتي يومٌ يزيح الماءُ الصخرَ وسيجري بانهيار، ويزيل كل الأدران،  ويغدو القلب نظيفاً، وأحافظ على ماء وجهي، ولن تنتقض كرامة الإنسان .
الجدار أوله رقيق وأحجاره رخوة وهدُّه لا يحتاج إلى مزيد عناء، هي خطوة هي لحظة، انطلق لينكسر غشاء الآثام، لا تتردد، لا تدع النفس تثبطك، لا يلهيك الشيطان، انطلق، اكسر الحاجز، سترى كيف تتساقط الأثقال، سترى كيف تحلِّق، كيف تسمو، أنت في عداد طيور السماء، أمّا إنْ تصلّب الجدار، وقست أحجاره فلن ينهد َّ مهما حاولنا دفعه بأيدينا، وقد يحتاج إلى قنبلة لتفجره ، ونخشى فوات الأوان، فما أجمل أن يكون لنا معين من زوج أو صديق أو مؤمن صدوق، أو إنسان شعاعه عنا لا يغيب، ولكن الأجمل أن يكون اندفاع المؤمن من صرخات الضمير من نداء الحق، فإن تلبية الرحمن لا تعني العشرة بأمثالها فقط بل تعني أضعافاً لا تحصى، لأن الأجر عليه، وهو القائل: (( *فمن عفا وأصلح فأجره على الله * )) 1

______________________________
1 سورة الشورى 40

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد