مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ رضا الصغير
عن الكاتب :
طالب علوم دينية في حوزة قم المقدسة

ذوو الخبرة


الشيخ رضا الصغير ..

في طور نشأة الإنسان وتكامله، يرتقي في مدارج الكمال، بعد توالي العثرات، والاستفادة من كل موقف، وإضافة تلك التجارب إلى سجل الخبرات، إلى أن يلمع نجمه ويسطع نوره، بعد بلوغ أشده، وإتمام رشده، وإتقان تخصصه، حينها يتزن عقله، ويبعد نظره، وتتجلى حكمته، فتهفو إليه النفوس وتذعن إليه الرقاب، فيأخذون منه تسليمًا، ولا يسألونه مستندًا ولا مدركًا.
هذه الحالة سائدة في مجتمعاتنا، لكن لو رجعنا بنظرنا الدقيق لوجدنا أن فوق كل ذي علم عليم، والخبرة تزداد وتختلف من شخص لآخر، وإن كان عامة الناس لا يفرقون في مقام التعامل بين أهل التخصص لفقدانهم العلم الخاص الذي حظي به أهل التخصص.
فدورنا في التعامل معهم يختلف عن تعاملهم مع بعضهم، فنحن نرى أن احترامهم واجب عقلًا علينا، لكن من الخطأ الكبير والفادح إذا اطلعنا عليهم في نقاش أو حوار أو معارضة رأي أن نقول هم لا يحترمون بعضهم، أو فلان ارتكب جريمة كبرى في حق المتخصص الفلاني، لأن ذلك من شؤون تكامل العلم وارتقائه، كما أنه من المناسب للمتخصصين أن يدرسوا حالات المسألة وجوانبها، والاطلاع على رأي المخالف ومقصوده، والتوجيه لرأيه ما أمكن وتصويبه، كما أن على المتخصص ألا تأخذه هالة العظمة، وألا يستبد برأيه، ولا يفرح بما عنده، فربما كان ذلك مزلقاً يُستدرج إليه حتى إذا وضع قدمه على ذلك المنزلق هوى ولا يتمكن من الإتزان حتى يقع في الوحل، حينها لا يستطيع الوقوف من جديد والثبات، بل كل من يتبعه ويتصل به سيلطخه بذلك الوحل، إن لم يرم به في ذلك المستنقع.
حياة الإنسان تكون بمراجعته لنفسه، مراقبته لها، تأمله في هذا الطريق، هل هذا التألق بكل هذه السهولة والأريحية أمر طبيعي أم أنه طريق للفخ الذي وضع فيه ذلك الطعم المغري ؟ إذا لم يشعر الإنسان بهذا فهو ميت، والميت لا يحس بأي ألم أو تأنيب ضمير.
ـــــــــــــــــ
https://t.me/Reda7Qom

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد