مشاهير مفسري الشيعة في القرن السادس
1ـ أبو سعيد، إسماعيل بن علي بن الحسين السمان، المعاصر للسيد المرتضى والشيخ الطوسي، حيث يروي عنه من يروي عنهما كإسماعيل وإسحاق ابني محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن موسى بن بابويه القمي. وذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته، وقال: ثقة وأي ثقة، حافظ، له البستان في تفسير القرآن في عشر مجلدات[1].
2ـ محمد بن علي الفتال، وهو من مشاهير مفسري الشيعة في القرن السادس، قال الشيخ منتجب الدين: الشيخ محمد بن علي الفتال النيسابوري صاحب التفسير، ثقة وأي ثقة. أخبرنا جماعة من الثقات عنه بتفسيره. ويظهر منه أنه غير الفتال المعروف مؤلف روضة الواعظين، حيث عنونه أيضا وقال:… الشيخ الشهيد محمد بن أحمد الفارسي مصنف روضة الواعظين[2]، ولم يذكر له التفسير، واحتمل المصحح وحدتهما وأشار في التعليقة أنه تقدم، ولكنه خلاف الظاهر، إذ لا وجه لعنوان شخص واحد مرتين.
3ـ فضل بن الحسن بن الفضل المعروف بالطبرسي، وهو من مشاهير مفسري الشيعة في القرن السادس، والمقام يضيق عن نقل معشار ما ذكروا في حقه، وهو من أكابر علماء الإمامية في القرن السادس، وتفسيره المسمى بمجمع البيان، يقع في عشرة أجزاء طبع في إيران وبيروت ومصر، ولد عام 471 ه، وتوفي عام 548 ه، وقد ترجمه أصحاب المعاجم بأبلغ الألفاظ.
يقول الدكتور محمد موسى في مقالة حول مجمع البيان: – بعد نقل كلام الطبرسي في وصف كتابه – القارئ لهذا الكتاب، والباحث الذي يلجأ إليه فيما يعاني من تفسير كتاب الله العظيم ومعضلاته، والمتتبع لتطور علم التفسير وما كتب فيه على مر القرون، كل من أولئك يتبين كيف وفق المؤلف رضوان الله عليه للوفاء بكل ما قال في المقدمة من علوم القرآن المتعددة.
وإلى أي مدى عال مرموق بلغ من ذلك كله، وبأي أسلوب بليغ عالي المنزلة عالج النواحي التي عالجها، وبأي أمانة وصدر رحب نقل ما نقل من آراء مخالفيه في الرأي أو المذهب، على ندرة هذه الخطة الأخيرة بين غير قليل من العلماء الذين يتصدون للتأليف في العلوم والفنون التي يكثر فيها الاختلاف، ويشتد، كما ترى بوضوح في كثير من المؤلفات في علم الكلام، وعلم الفقه[3].
يقول الطبرسي في مقدمة مجمع البيان: ابتدأت بتأليف كتاب هو في غاية التلخيص والتهذيب وحسن النظم والترتيب، يجمع أنواع هذا العلم وفنونه، ويحوي فصوصه وعيونه، من علم قراءاته وإعرابه، ولغاته وغوامضه ومشكلاته، ومعانيه وجهاته، ونزوله وأخباره، وقصصه وآثاره، وحدوده وأحكامه، وحلاله وحرامه، والكلام على مطاعن المبطلين، وذكر ما ينفرد به أصحابنا من الاستدلالات بمواضع كثيرة منه على صحة ما يعتقدونه من الأصول والفروع والمعقول والمسموع على وجه الاعتدال والاختصار، فوق الإيجاز ودون الإكثار.
إلى أن يقول: إني قد جمعت في عربيته كل غرة لائحة، وفي إعرابه كل حجة واضحة، وفي معانيه كل قول متين، وفي مشكلاته كل برهان مبين، وهو بحمد الله للأديب عمدة، وللنحوي عدة، وللمقرئ بصيرة، وللناسك ذخيرة، وللمتكلم حجة، وللمحدث محجة، وللفقيه دلالة، وللواعظ آلة….
والشيخ الذهبي مؤلف التفسير والمفسرون مع عناده ولجاجه لعلماء الشيعة لم يستطع أن ينكر ما للطبرسي في كتابه مجمع البيان من مقدرة كبيرة في مجال التفسير، يقول: والحق أن تفسير الطبرسي – بصرف النظر عما فيه من نزعات تشيعية، وآراء اعتزالية -، كتاب عظيم في بابه، يدل على تبحر صاحبه في فنون مختلفة من العلم والمعرفة، والكتاب يجري على الطريقة التي أوضحها لنا صاحبه في تناسق تام وترتيب جميل، وهو يجيد في كل ناحية من النواحي التي يتكلم عنها.
فإذا تكلم عن القراءات ووجوهها أجاد، وإذا تكلم عن المعاني اللغوية للمفردات أجاد، وإذا تكلم عن أسباب النزول وشرح القصص استوفى الأقوال وأفاض، وإذا تكلم عن الأحكام تعرض لمذاهب الفقهاء وجهر بمذهبه ونصره إن كانت هناك مخالفة منه للفقهاء، وإذا ربط بين الآيات آخى بين الجمل، وأوضح لنا عن حسن السبك وجمال النظم، وإذا عرض لمشكلات القرآن أذهب الإشكال وأراح البال، وهو ينقل أقوال من تقدمه من المفسرين معزوة لأصحابها، ويرجح ويوجه ما يختار منها – إلى أن قال -: والحق أن يقال: إنه ليس مغاليًا في تشيعه ولا متطرفًا في عقيدته[4].
ثم إن الذهبي يقول: وإذا كان لنا بعض ألم آخذ عليه، هو تشيعه لمذهبه وانتصاره له، وحمله لكتاب الله على ما يتفق وعقيدته، وتنزيله لآيات الأحكام على ما يتناسب مع الاجتهادات…. يلاحظ عليه: أنه لو صحت تلك الموآخذة فلا تختص بالطبرسي ومجمعه، بل يعم كل من ورد في مجال التفسير وكتب تفسيرًا علميًّا، فإن كل مفسر يتشيع لمذهبه وينتصر له، فالحنابلة والسلفيون الذين يصرون على إمكان رؤية الله سبحانه يوم القيامة ويسعون لأن يثبتوا له سبحانه أعضاء كأعضاء الإنسان، متدرعين بلفظ بلا كيف، ينتصرون لمذهبهم ويتشيعون له، ولكنهم في نظر الذهبي موضوعيون واقعيون! وأما من حاول تنزيه الله سبحانه عن الرؤية والأعضاء البشرية فهو عنده طائفي متعصب لمذهبه!
ومما جعله الذهبي دليلاً لتعصبه، أنه يصر على عدم رؤية الله تبارك وتعالى، ويستدل على مذهبه بما يدل عليه. ولو كان ذلك دليلا على تعصبه لمذهبه، فليكن ذلك دليلاً على تعصب مفسري أهل السنة من أهل الحديث والأشاعرة كالرازي والآلوسي، حيث يصرون على إمكان رؤيته، ويستدلون بما ظاهره إمكان رؤيته. فلماذا، باؤك تجر وبائي لا تجر؟!
ثم إن لشيخنا الطبرسي تفاسير أخرى منها جوامع الجامع الذي لخص فيه كتاب الكشاف وضمن فيه نكات كتابه مجمع البيان، وهو تفسير بديع في بابه، طبع عدة مرات.
إن الشيخ الطبرسي بعد أن ألف مجمع البيان، اطلع على الكشاف، فأراد أن يجمع بين فوائد الكتابين على وجه الاختصار، فألف ذلك الكتاب المعروف بجوامع الجامع، وقد ذكروا في ترجمته تفسيرًا آخر له باسم الوسيط في أربعة مجلدات، والظاهر أنه هو ذلك الكتاب، وله تفسير آخر باسم الوجيز، فكأنه ألف تفاسير بألوان ثلاثة على وجه التبسيط وهو مجمع البيان، وعلى وجه الإيجاز والاختصار وهو الوجيز، وعلى نمط بين التبسيط والإيجاز وهو جوامع الجامع.
وقد فرغ من الكتاب مجمع البيان عام 536 ه، وفرغ من الجزء الأول من عشرة أجزاء عام 530 ه، وكأنه استغرق تأليف مجمع البيان سبع سنوات، وقد قام بهذا الجهد البليغ، وقد ذرف على الستين.
4ـ ضياء الدين، أبو الرضا فضل الله بن علي الراوندي الحسني، وهو من مشاهير مفسري الشيعة في القرن السادس، وهو مؤلف الكافي في التفسير، صرح به العلامة في إجازته لبني زهرة والمؤلف شيخ منتجب الدين الرازي، المتوفى سنة 600 ه، وشيخ ابن شهرآشوب، المتوفى عام 588 ه، وكان المؤلف حيًّا عام 548 ه.
قال الرازي: علامة زمانه، جمع مع علو النسب كمال الفضل والحسب، وكان أستاذ أئمة عصره، ثم ذكر تصانيفه، منها التفسير، قال: شاهدته وقرأت بعضها عليه.
5ـ جمال الدين، أبو الفتوح الحسين بن علي الخزاعي، النيسابوري، الرازي، وهو من مشاهير مفسري الشيعة في القرن السادس، شيخ منتجب الدين، وابن شهرآشوب، وقد تعرفت على سنة وفاتهما، والمدفون في جوار سيدنا عبد العظيم الحسني، له تفسيران أحدهما: عربي أشار إليه في مفتتح تفسيره الفارسي، والآخر: فارسي في عشرة أجزاء كبار، وهو المتداول الموسوم بروض الجنان، طبع مرتين مرة عام 1323 ه، وثانيًا عام 1370 ه بتصحيح العارف الشيخ مهدي الإلهي القمشئي، في عشرة أجزاء.
وقد طبعت ترجمة المؤلف في الطبعة الأولى بقلم الكاتب الأديب محمد القزويني، والتفسير مشحون بالأبحاث الأدبية، وما يرجع إلى القراءة وحجتها، وأسباب النزول، والاحتجاج على المذهب المختار، ولعل المؤلف توفي عام 550 ه، وربما يقال: إن الرازي وضع تفسيره على منوال هذا التفسير، والمؤلفان رازيان غير أن الفخر متأخر عنه قليلاً.
6ـ رشيد الدين، أبو علي محمد بن علي بن شهرآشوب السروي، المتوفى عام 588 ه عن مائة سنة إلا أربعة أشهر، له كتاب في التفسير عبر عنه في كتابه معالم العلماء بمتشابه القرآن، وهو كتاب نفيس منبئ عن طول باعه.
يقول في مقدمة الكتاب: سألتم – وفقكم الله للخيرات – املأ كتاب في بيان المشكلات من الآيات المتشابهات، وما اختلف العلماء فيه من حكم الآيات، ولعمري أن لهذا التحقيق بحرًا عميقًا فأسأل الله المعونة على إتمامه، وأن يوفقني لإتمام ما شرعت فيه من كتاب أسباب نزول القرآن، فإن بانضمامهما يحصل جل علوم التفسير[5].
وقد طبع الكتاب في طهران سنة 1370 ه، وأما الكتاب الآخر الذي أشار إليه، فلم نقف على نسخته، وقد ترجم المؤلف لفيف من أعلام الطائفة وغيرهم من أهل السنة.
7ـ قطب الدين، سعيد بن هبة الله بن حسن الراوندي، وهو من مشاهير مفسري الشيعة في القرن السادس، المتوفى سنة 573 ه، المدفون بقم، في صحن السيدة معصومة (س)، له فقه القرآن في بيان آيات الأحكام، وربما يسمى بأم القرآن، والكتاب مرتب على ترتيب كتب الفقه، ابتدأ فيه بكتاب الطهارة، ثم الصلاة، وهكذا إلى كتاب الديات، فرغ منه سنة 563 ه، وله أسباب النزول، وهو من مصادر كتاب بحار الأنوار، صرح به العلامة المجلسي وينقل عنه فيه[6].
8ـ أبو عبد الله محمد بن هارون، المعروف والده بالكال أو الكيال، ولد عام 515 ه، وتوفي عام 597 ه، ترجمه الجزري، المتوفى سنة 833 ه، في طبقات القراء، وترجمه ابن العماد في شذرات الذهب، كما ترجمه الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل، ومن تصانيفه مختصر التبيان في تفسير القرآن، وكتاب متشابه القرآن[7].
9ـ الشيخ أبو جعفر محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلي، مؤلف السرائر في الفقه، الطائر الصيت، المتوفى عام 598 ه له مختصر التبيان، طبع في جزءين، وقد فرغ منه عام 582 ه، ونسخه متوفرة. عسى أن يبعث الله بعض ذوي الهمم العالية لنشره.
10ـ برهان الدين محمد بن أبي الخير، علي بن أبي سليمان، ظفر الحمداني، وهو من مشاهير مفسري الشيعة في القرن السادس، مؤلف مفتاح التفسير، ودلائل القرآن، ترجمه منتجب الدين في فهرسته، وقال: عالم مفسر، صالح واعظ، كما ترجم ولده محمد بن برهان الدين أيضا، ولكن بقي ولده إلى المائة السابعة، فإنه كتب بخطه نسخة فهرست الشيخ منتجب الدين في 613 ه، كما ذكره الشيخ الشهيد الأول في آخر نسخته التي استنسخها عن تلك النسخة[8].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] منتجب الدين، الفهرست، ص8، رقم 8.
[2] منتجب الدين، الفهرست، ص166، رقم 395.
[3] الدكتور محمد يوسف موسى الأستاذ بكلية أصول الدين في القاهرة مجلة رسالة الإسلام، عدد 1، سنة 2، ص68 .
[4] الذهبي، التفسير والمفسرون، ج2، ص104.
[5] ابن شهرآشوب، معالم العلماء، ص119، رقم 791.
[6] المجلسي، بحار الأنوار، ج1، ص12.
[7] ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، ج4، ص333 ، الحر العاملي، أمل الآمل، ج2، ص311، رقم 947.
[8] منتجب الدين، الفهرست، ص161.
الفيض الكاشاني
الشيخ حسن المصطفوي
الشيخ شفيق جرادي
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد علي التسخيري
الشيخ باقر القرشي
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الشيخ محمد جواد البلاغي
حيدر حب الله
عبدالله طاهر المعيبد
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ}
معنى كلمة (نهى) في القرآن الكريم
الولاية والتمكين بين الاصطلاح وحراك المعنى
مشاهير مفسري الشيعة في القرنين الخامس والسادس (2)
نبي الإسلام القائد والمدير الفريد
منهج أهل البيت (ع) في بناء الإنسان الكامل (2)
وصايا النبي (ص) التربوية إلى الإمام أمير المؤمنين (ع) (2)
أوّل دروس النبيّ (ص): بناء الأمّة
حقائق حول الخسوف والكسوف
عوائق وعوامل صعود الأعمال