فجر الجمعة

خطبة الجمعة لسماحة السيد كامل الحسن حفظه الله بتاريخ 1440/9/11هـ بصفوى

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين

نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوكل عليه خالق الخلق ومدبر الأمر ربّ السماء والأرض عصي فغفر وملك فقدر وأمات فأقبر وإذا شاء انشر.

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا وزير وهو على كل شيء قدير.

واصلي واسلم على صفيه وأمينه وحبيبه ونجيبه وخيرته في خلقه ومبلغ رسالاته سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا وسيدنا ومولانا أبو القاسم محمد.

وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين سيما بقية الله في الأرضين.

أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله واغتنام طاعته ما استطعتم في هذه الأيام الفانية.

قال الإمام الحسن عليه السلام من أراد عزّ بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعته.

أيام قليلة جداً تصادفنا ذكرى ولادة الإمام المجتبى الحسن بن علي عليهما السلام وسوف نتحدث عن مفردة من مفردات شخصية أبي محمد ومن بين هذه المفردات مفردة مبدأ العزة في شخصيته يعني أنه يطبق العزة على نفسه وعلى مستوى الإمامة فإن مفهوم العزة من المفاهيم المتعددة في القرآن الكريم ليس لها معنى واحد قد يطلق العزة بمعنى الغلبة بمعنى الانتصار من كان يريد العزة فالله العزة جميعاً يعني الغلبة والنصر يأتي من الله.

وقد يأتي هذا المفهوم بمعنى العصبية أيضاً الذين كفروا في عزة وشقاق عزة يعني حمية بمعنى أنهم متعصبون.

وقد تأتي هذه المفردة كالمفهوم بمعنى أنه يشفق على غيره قد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم عزيزي يعني أنه يصعب ويشق عليه كل شيء يشق عليكم أنتم.

وقد تأتي مفردة العزة بمعنى المكانة المعنوية والاجتماعيه للإنسان بشرط إذا أراد أن يتحصل على هذه العزة في حياته فعليه أن يخرج من ذلّ معصية الله أنت بمفردك ليس عندك أهل ليس عندك عشيرة ليس عندك قبيله ولكن تمتلك الطاعة لله من امتلك الطاعة وابتعد عن المعصية فإنه يلقى عزّ كبيراً جداً من عند الله تعالى ويحصل على هذه المرتبة الاجتماعيه والمعنوية غداً.

وبالتالي هذا المفهوم مفهوم العزة له مفاهيم متعددة في القرآن الكريم.

حينما نتحدث عن العزة نقول له هذا المفهوم له ارتباط بالمنظور الشرعي بالمنظور الفقهي قد يقول قائل ما هي العلاقة بين مفهوم العزة كمفهوم أخلاقي وبين الحكم الشرعي بين المنظور الفقهي ما هي العلاقة بينهما نقول هناك علاقات العلاقة الأولى على مستوى المنظور الشرعي من حيث الرتبة والعنوان يعني أن هذا المفهوم يأثر في القضية الفقهية والشرعية باعتبار أن العناوين تارة تكون عناوين أولية وتارة تكون عناوين ثانوية قد يكون الفعل الواحد هم ينطبق عليه العنوان الأولي كما ينطبق عليه العنوان الثانوي.

مثلاً الصوم هو أمرٌ واجب في شهر رمضان واجبٌ عليك يجب عليك أن تصوم هذا هو الحكم الأولي لكن قد يكون الصوم بالنسبة إلى المريض أمرٌ محرم حرامٌ عليه أن يصوم إذا كان يؤدي إلى ضرر بدني معتدٌ به كيف يصوم صيامه محرم حرامٌ عليه أن يصوم إذا كان يؤدي إلى الضرر.

إذا الفعل الواحد وهو الصوم قد يكون واجباً كحكم أولي في الحالة الطبيعية وقد يكون محرم في العنوان الثانوي بسب وجود الضرر ووجود المرض كيف نطبق مفهوم العزة على الحكم الشرعي؟

افترض مسألة تشريح الميت تشريح جثة الميت بالعنوان الأولي حرام لأن الميت له حرمته كحرمته حياً كما في بعض الروايات كما أنه في حياته لا يجوز التعرض إلى عرضه وأمواله وأملاكه كذلك إذا مات لا يجوز لك أن تتعرض إلى جثته لأن لها كرامة فإذا الحكم الأولي العنوان الأولي الحرمة لا يجوز تشريح جثة الميت.

أما بالعنوان الثانوي في بعض الحالات جائز بل قد يجب في بعض الحالات تشريح جسد الميت قد يجب كما إذا لكشف جريمه ما لا يمكن أن نكشف هذه الجريمه إلا من خلال تشريح بدنه أو مثلاً من خلال الوصول إلى علاج إلى هذا المرض الذي ابتلى به هذا الميت حفاظاً على الناس هنا قد يجب تشريح جسد الميت عزة المؤمن حيّاً وميتاً حتى ولو كان بعنوان الوجوب يجب تشريح الجسد في بعض الحالات لأن كشف العلاج لهذا المرض يحافظ على المجموع الكلي للناس عدم احتاج المجتمع إلى مجتمعات كافرة للعلاج يعطي الأمة عزة في نفسها إذا كان المجتمع يصنع الدواء بحيث أنه لا يحتاج إلى مجتمعات أخرى هذا يؤدي إلى عزت المجتمع الإسلامي أنه ليس بحاجة إلى مجتمعات أخرى كذلك في الفيزياء والرياضيات وبقية العلوم عدم الحاجة في كل  شيء إلى مجتمعات كافرة بحيث أن المجتمع الإسلامي يعتمد على نفسه في العلاج في الإبداع في الاختراع في كل شيء يؤدي إلى عزت الإسلام وعزت المسلمين إذا هنا الاختراع في مورد الحاجة يؤدي إلى عزت الإسلام مفهوم العزة مرتبط بالمنظور الشرعي والمنظور الفقهي.

كذلك مفهوم العزة مرتبط بالحالة الفلسفية حتى على مستوى الفلسفة العزة لها ارتباط يعني أن الفلاسفة يقولون أن الصفات تنقسم إلى قسمين صفات بالعرض وصفات بالذات صفات بالعرض تنبع من مورد الحاجة والاكتساب لا يكون الإنسان عالماً إلا إذا تعلم امتلك صفة العلم لكن بالعرض إذا لم يتعلم لا يكون عالماً هذه صفات بالعرض أما الصفات بالذات هي مختصة بالله تعالى يعني علمه هو عين ذاته قدرته عين ذاته لا أن الذات الإلهية شيء وعلمه شيء آخر ذاته شيء وقوته وقدرته شيء آخر صفات الخالق هي عين ذات الخالق ولا يمكن الانفصال فيها أما بالنسبة إلى الإنسان يمتلك هذه الصفة صفة المعرفة من خلال العرض من خلال الاكتساب حينما نقول إنسان عزيز بالعرض يعني مفتقرٌ إلى ذاته طبيعة الإنسان محتاج طبيعة الإنسان مفتقر إلى الغني المطلق افتقار الإنسان إلى الكمال المطلق وهو الله يؤدي إلى كمال هذا الإنسان الفقير مما يعطيه عزة على مستوى الصفات يتحلى بصفة المعرفة لكن يتحصل عليها من خلال الاكتساب تعطيه عزة.

وهناك مفهوم ثالث هو مفهوم ارتباط بالعرفاء من أراد عزاً بلا عشيرة على مستوى العرفاء يختلفون في نظرتهم من الناحية الفقهية عن غيرهم ومن الناحية الفلسفية يقسمون العزة هؤلاء العرفاء إلى عزة صوريه وعزة حقيقة مثلاً الصلاة الإنسان الذي يصلي بدون توجه ركوع وسجود وقيام لكن القلب ساهي لاهي يقال أن هذه الصورة صورة شكلية هذه العبادة صوريه أما الذي يصلي مع توجه يعني روحه تعرج إلى الله هذه الصلاة هي الصلاة الحقيقة كذلك في مفهوم العزة نرى أن العرفاء أيضاً يقسمونها بحسب مدرستهم ونظريتهم إلى قسمين عزة صورية مثلاً يتحصل على المكانة على المال على المنصب على الجاه هذه عزة ولكنها موقته عنده مكانه يعيش فيها مدة سنين معينة بعد أن تنتهي السنين هو يوم عزته موقته كل شيء ينتهي هذا الإنسان الذي يمتلك من المكانة الاجتماعية والمقام والمنصب له يوم من الأيام كل هذا العز يزول ينتهي هذه عزة صورية يعيش فيها أيام معدودة وتنتهي وهناك عزة حقيقية هي الباقية وليست موقتة إن أكرمكم عند الله أتقاكم التقوى هي العزة الحقيقية الباقية للمؤمن أما الموقتة المال يزول المنصب يزولو المكانة تزول الواجه تنتهي إنما يعيش الإنسان من خلالها أيام معدودة ثم بعد ذلك كأن شيئاً لم يكن وكلما تسامى الإنسان في إيمانه تسامى في عزته وأعظم مصاديق العزة الحفاظ على منصب الإمامة والتشريع وهذا ما صنعه وقام به الإمام الحسن عليه السلام حينما نقول أنه صالح صلحة فيه عزة لمنصب الإمامة فيه عزة للإسلام والمسلمين وبالخصوص شيعة أهل البيت مع أنه حصل معارضة من قبل أصحابه من قبل الخواص كحجر بن عدي مثل عمر بن حبق الخزاعي وغيرهما معارضة شديدة من قبلهم هذه المعارضة للإمام الحسن دليل على عدم وعي بما يريده الإمام فإذا قام الإمام بشيء على الإنسان المؤمن أن يخضع لما يقوله المعصوم لا أنه يعترض عليه حافظ على هذه المكانة بمعنى أن صلح الإمام بنظر الإمام وهو عزيز أحب إليه من أن يقتل وهو أسير وهذا ما صنعه الإمام ليس جبناً ولا خوفاً فالإمام قائد للمعارك في صفين وفي غير صفين كان قائد للمعركة وإنما كان ينظر إلى عزة الإسلام وإلى عزة الإمامة وإلا حينما يكتب إليه من صالحة يقول له يا أبا محمد أنا خيرٌ منك فقد أجمع الناس على بيعتي ولم يجمعوا على بيعتك فكان الإمام يرد عليه من بايعك مكره فهو معذورٌ عند الله ومن بايعك وهو مطيع يعني غير مكره فهو عاصي لله لقد برأني الله من الرذائل كما برأك من الفضائل الإمام لا ينقصه المنطق ولا الحكم ولا الحجة وإنما ما قام به عليه السلام كان يصب في هدفٍ واحد وهو عزة الإمامة والحفاظ على المسلمين والمؤمنين.

بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوكل عليه الذي انفرد بالوحدانيه والكمال واستوعب عموم المحامد والممادح نحمدك اللهم إذ هديتنا للإسلام وجعلتنا من أمة سيد الأنام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في خلقه ولا شبيه له في عظمته واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين السراج المنير والبشير النذير الذي اسمه في السماء أحمد وفي الأرض أبي القاسم محمد.

وصلّ على علي أمير المؤمنين وعلى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وصلّ على الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم المهدي حججك على عبادك وأمناءك في بلادك يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات إنك على كل شيء قدير.

قال الإمام الصادق عليه السلام البرّ وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار.

من الأمور التي ينبغي للصائم بشكلٍ خاص وللمسلم بشكلٍ عام هي مسألة التعامل بالذوق والخلق الرفيع مع الزوجة باعتبار أن هناك شكوا من النساء بالخصوص في شهر رمضان تعامل الزوج مع الزوجة التعامل السلبي سيما في نهار شهر رمضان سيما إذا كان الزوج من المدخنين فإن الحالة المزاجيه للزوج سيما إذا كان مدخن تكون سلبية وسيئة في التعامل مع زوجته وأهله في نهار شهر رمضان مما يؤدي إلى التلفظ بألفاظ غير مؤدبه أو يمد يده على زوجته أو يشعرها بالدونيه وعدم الاحترام وهذا مما تبغضه المرأة وتكرهه مما يؤدي إلى خللٍ في رجولية الرجل يقال هذا ليس برجل لا يمتك رجوليه أو رجولة بحيث أنه يحترم زوجته عدم احترام الزوجة بشكلٍ عام فهي تخل بالرجولة فكيف إذا كان في حال عبادة في حال الصيام.

فتراه مثلاً وهو صائم وفي شهر رمضان قد يتلفظ بألفاظ الطلاق على زوجته على اتفه الأسباب على أقل الأشياء التافه قد يتلفظ لفظة الطلاق على زوجته وإن كان هذا الطلاق لا يقع من الناحية الشرعية والفقهية إلا أنه مذموم أن يتلفظ الرجل بهذه الصيغة أمام زوجته لعدم توفر الشروط الصحية أو الطبية أو الشرعية أو الفقهية مثلاً عدم توفر هذه الشروط الفقهية لا تعتبر كلامه نافذاً ولكن بحدّ ذات هذه الكلمة هي مذمومة في الإسلام وبالتالي أصبحت هذه الحالة حالة الطلاق كانت سابقاً في مجتمعاتنا حالة الآن أصبحت ظاهرة من كان يتوقع أنه في بلادنا يعني على مستوى المملكة بشكل عام يعني في كل يوم هذه الإحصائية دقيقة من المتابعين لحالات الطلاق على مستوى البلاد طولاً وعرضاً من يصدق أنه في كل يوم تحصل حالة الطلاق 167 حالة تصور في كل يوم هذا العدد في كل يوم ماذا يبقى من المجتمع ماذا يبقى يعني كأنما القليل من يستمر على الزواج لكن الحالة الكبرى أو الكثير لا نقول الكبرى الكثيرة هي حالة الطلاق المؤمن يتعامل مع أهله تعامل الرفق يعني إذا دخل إلى البيت يدخل بابتسامه يسلم يكون متسامحاً رفيقاً وليس مستبداً مع أهله وأولاده ولذلك الذي يدقق في الآية الكريمة وعاشرون بالمعروف ليس هو عدم أذيت المرأة يعني أن الرجل الزوج يتحمل أو أنه يتعامل بمعروف من المعروف أن تتعامل بشكلٍ طيب مع زوجتك هذا معنى الآية.

بل إن الذي يدقق بالآية يصل إلى هذا المعنى وهو أن يتحمل الزوج خلق زوجته إذا صدر منها كلام أو تصرف غير لائق.

رجولية الرجل رفق الرجل دليل على أن له خيريه خيرة الرجل في بيته الرجل الذي هو يكون في خيرٍ ويتعامل بشكل طيب مع زوجته هو فيه خير مع الناس الرسول يقول صلى الله عليه وآله خيركم خيركم لأهله خيركم يعني الخيرية للرجل تنبع من المنزل خيرة الرجل تنبع من بيته لأنه إذا خرج إلى الناس قد يتظاهر بالتواضع قد يتظاهر بالابتسامه قد يتظاهر بالأخلاق الطيبة لكنه على مستوى بيته وأسرته هو سيء جداً الرجولة في البيت وليست الرجولة التعامل بالظاهر مع الناس بوجٍهٍ وفي بيته بوجهٍ آخر الخيرية تنبع من البيت وبالتالي الذي يلاحظ بعض المعاني القرآنية يمكن أن يستكشف بعض المعاني في هذا الجانب يعني حينما يقرأ الإنسان مثلاً ولله الأسماء الحسنى يستطيع أن يستكشف من خلال معاني الآية بعض مصاديق الآية ما علاقة الأسماء الحسنى الإلهية بالتعامل مع الزوجة.

من أسماء الله الرفق رفيق المؤمن عليه أن يتحلى بهذه الصفة صفة الرفق هذه صفة إلهية تؤدي إلى كماله فبإمكانه أن يكون رفيقاً مع زوجته فيحصل على المعاملة الطيبة والأجر والثواب والأمر الثاني يتحلى بصفة هي من صفات الله وهي الرفق من بين أسماء الله الحسنى وبالتالي ينبغي للمؤمن أن يكون صاحب خلق الخلق وحسن البر يعمر الديار ويزيد في عمر الإنسان سيما في شهر رمضان على الإنسان أن يضاعف خلقه أكثر من بقية الأيام الأخرى وأن يتعامل معه زوجته بخلقٍ رفيع وأن يتغاضى عن بعض السلبيات وهذا دليلٌ على وعيه وخلقه.

اللهم نبهنا من نومة الغافلين اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

اللهم بصرنا بمكائد أعدائنا اللهم عجل لوليك الفرج واجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربّك وانحر إن شانئك  هو الأبتر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة