نفس دليلكم ينقضُ كلامكم ويرجع عليكم، لأنّكم أردتم أنْ تبطلوا إمكانيّة المسألة، فأثبتموها، فأنتم تقرّون بشكل إجماليّ ومستبطن بأنّ الإمام يستطيع أن يصل إلى لقاء الله، وهو كافٍ بالنسبة لنا، لأنّ الإمام غير الله، ويمكنه أن يرى الله، فلتقرّوا بذلك بالنسبة للإمام ولتصرّحوا: بأنّ للإمام أنْ يرى الله، وأنّ النبيّ يمكنه ذلك، هذا كافٍ لإتمام عمليّة الاستدلال على المطلب، ودحضِ مدّعاكم من استحالة أنْ يعرفَ اللهَ غيرُ الله من الممكنات
ولا بد من بذل الجهد ثقافياً وتربوياً إلى الحد الذي يجعل المرابط المجاهد يعيش نعيم الجنة وكأنه حاضر أمامه، ويبدأ ذلك بإيصاله إلى مرحلة تحصل فيها النفس قبل كل شيء على ما هي الأحوج إليه، ألا وهو السكون في مقابل القلق. فإن الإنسان يعيش القلق على نفسه في بقائها، فيحتاج إلى السكون في هذا الأمر بالذات. فيأتيه السكون ليس إلى مجرد الاستمرار والبقاء، بل إلى ما فوق ذلك أيضاً، وهو الخلد الذي هو غاية طموح الإنسان..
فعندما تسود ذهنية ارتباط مصير الأمة بعملها تسعى الأمة إلى الاعتماد على طاقاتها كما حصل مع المسلمين الأوائل فانبثقت في وجدانه الثقة القوية بالنفس مما دفعه إلى ساحات الجهاد دون أن يخشى أي قوة آنذاك، لكن اعترت هذه التعاليم بمرور الزمن أنواع الشوائب والانحرافات، حتى فشت الأفكار التي تستهين بالعمل، تاركة كل الأفكار الواقعية والمنطقية.
إن أكثر وأشد ما يشعر الإنسان بذاته هو حين يجد شخصه مستهدفاً، وحياته في خطر، لأن الاستهداف إنما هو لهذه الصلة القائمة بين الإنسان وبين الدنيا، حيث يسعى العدو إلى قطعها.. فالحفاظ على هذه الصلة، يدعو الإنسان للتراجع والتخلي عن القتال. في حين أن استراتيجية القتال تقوم على نسيان هذه الصلة، والتخلي عنها.. أو على الأقل عدم المبالاة بها..
لقد طلب «عليه السلام» أن تمزج مياه الأعداء بالوباء. فإذا أصبحت المياه ملوثة، على نحو الامتزاج الذي لا يقبل الانفكاك عادة إلا بفقد الماء لهويته، فإنه سيصبح سبباً لانتشار الأوبئة، وكذلك الحال إذا أصبحت أطعمتهم مصدراً للأمراض بسبب الامتزاج الذي لا يقبل الانفكاك، فإن ذلك سيشغلهم بأنفسهم عن أهل الإيمان، ويكون من أسباب كسر شوكتهم، وذهاب ريحهم، من دون أن تتعرض أرواح أهل الإيمان وسلامتهم لأي خطر..
أمّا التصريح بالاسم والشخص فهذا كالنبي وأئمّة أهل البيت الاثني عشر عليهم السلام، وأمّا الثاني فهذا فيما إذا لم يكن هناك تصريح بالاسم فيؤخذ بالمواصفات أينما وجدت، وهذا يختص بعصر الغيبة فإنّ الحاكم منصوب من جانبه سبحانه لكن لا بالاسم، بل من جانب المواصفات فعلى الأمّة الإسلامية إطاعة من وجدت فيه مواصفات الحاكم الأعلى.
فتأويله هو: أنّ المصلَّي المناجي ربّه وإن أقام صلبه وقام لامتثال أمره تعالى واستقام واعتدل، ولكنّ ذلك كلَّه بالقياس إلى ما يعدّ عدوا للَّه ولأمره ونهيه من الشيطان الغويّ، والنفس الأمّارة بالسوء، والدنيا الغرور. وأمّا بالقياس إلى اللَّه تعالى فكلّ قيام عنده قعود، وكلّ اعتدال عنده انحناء، وكلّ إقامة صلب عنده انكسار ونحو ذلك
يصعب، بل يكاد يكون مستحيلًا على المفكر أن يتحدث عن الدين إلا بما فهمه منه. الدين، وإن كان واحدًا عند جميع المفكرين الإسلاميين، لكنّه يتعدد ويتكثر بتعددهم واختلافهم؛ ليس بسبب تكثر الدوافع فحسب، بل حتى بما يرتبط بطرق التفكير ومناهجه وقدراتهم الفكرية أيضًا.
صحيح أنّ هذا الإمام قد وُجد على الأرض قبل أربعة عشر قرنًا، لكنّ التحدّيات التي واجهها منذ حداثة سنّه، بل طفولته، تعطينا صورة عميقة لكلّ ما يمكن أن يواجهه الإنسان في حياته. وقد استطاع أمير المؤمنين أن يبيّن بأجمل وأبلغ بيان كل القواعد والسّنن التي يحتاجها كل واحد منّا لفهم الحياة والمواجهات والفتن والابتلاءات. أضف إلى ذلك سيرته نفسها، التي تسطع كالشمس وسط كلّ السِيَر العظيمة لشخصيات التاريخ.
هذا العيد هو عيد العلم؛ لأنّ أمير المؤمنين عليه السلام [صاحب هذا اليوم] هو اسم الله الأعظم والتجلّي الأعظم للّه والمتحقّق بعوالم القدس والطهارة، وهو اسم الله الحميد وحامل لواء الحمد والشفاعة الكبرى يوم القيامة. فكلّ هذه الأمور هي صادرة عن مقام علم أمير المؤمنين، وكلّ الأشياء قد ترشّحت من ذلك العلم؛ ولذلك فإنّ هذا العيد هو عيد الولاية؛ أي عيد الاطّلاع على الحقيقة وعيد المعرفة.
الشيخ محمد صنقور
عدنان الحاجي
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
السيد عباس نور الدين
السيد عبد الأعلى السبزواري
حيدر حب الله
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ جعفر السبحاني
السيد منير الخباز القطيفي
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
التوهّم الباطل بالانتصار وسحق الدّين بقتل أهله
معنى: أنّ الحسين (ع) وارث رسالات الأنبياء
الدماغ لا ينام حتى أثناء النوم
من أنصار الحسين (ع) هاشميّون طالبيّون أم عبّاسيّون؟
البكاء على الحسين (ع) ودوره في إحياء الأمة (2)
نزلوا الطفوف
هاهنا محطّ خيامنا
البكاء على الحسين (ع) ودوره في إحياء الأمة (1)
خصائص الأخلاق في القرآن الكريم
أول شهيد في طريق نهضة الحسين (ع)