نص الشبهة:
يزعم الشيعة أنّه ما من نبيّ من الأنبياء إلاّ ودعا إلى ولاية عليّ (عليه السلام) ، وأنّ الله قد أخذ ميثاق النبيّين بولاية عليّ . ونحن نعلم أنّ دعوة الأنبياء كانت إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله ، وإذا كانت ولاية عليّ (عليه السلام) مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ، فلماذا انفرد الشيعة بنقلها ؟
الجواب:
هذا السؤال يشتمل على فرعين :
الأوّل : أنّ دعوة الأنبياء كانت إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله . لا الدعوة إلى ولاية علي (عليه السلام) .
الثاني : إذا كانت ولاية عليّ (عليه السلام) مكتوبة في الصحف فلماذا انفرد الشيعة بنقلها ؟
والجواب عن الأوّل : أنّ الأصل المشترك في دعوة الأنبياء هو توحيد عبادة الله تعالى، قال سبحانه :﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ... ﴾ 1 .
وهذا هو الأساس لدعوة الأنبياء ، ولكن لا يعني ذلك أنّهم لم يدعوا إلى شيء آخر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى عشرات الواجبات .
قال سبحانه :﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ 2 .
والدعوة إلى ولاية الإمام أمير المؤمنين جزءا من هذه الأُمور كما أنّ رسالة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)كانت منها ، يقول سبحانه : ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ... ﴾ 3.
وقد ضاق منطق المؤلف فزعم أنّ الدعوة إلى التوحيد يضاد الدعوة إلى ما يطلبه من الفروع.
والجواب عن الثاني ـ أعني : لماذا لم ينقل ذلك سوى الشيعة ـ : لأنّكم كلّما وصلتم إلى فضائل أهل البيت ، ارتعدت فرائصكم وسعيتم في تضعيفها أو معارضتها . ولذلك لم يكن عندكم داع للرجوع إلى الكتب السماوية حتّى تقرأوا صحف الأنبياء .
ولنتجاوز ذلك إلى القول : إنّ المقصود ليس هو الدعوة إلى ولايتهم وإنّما هو البشارة بولايتهم ، وهذه المسألة واضحة جدّاً في نبوّة نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله) ، حيث أمر الله أنبياءه السابقين بالتبشير بنبوّة نبيّ الإسلام ، قال تعالى : ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ 45 .
1. القران الكريم: سورة النحل (16)، الآية: 36، الصفحة: 271.
2. القران الكريم: سورة الحج (22)، الآية: 41، الصفحة: 337.
3. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 157، الصفحة: 170.
4. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 7، الصفحة: 419.
5. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته .
الشيخ محمد صنقور
حيدر حب الله
الشيخ علي آل محسن
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد منير الخباز القطيفي
معنى قوله تعالى: ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ﴾
دمع عيني لم يزل في انسكاب
هانس كونج ومشروع الأخلاق العالميّة
الإمام جعفر بن محمّد الصّادق عليه السّلام
"رسائل متأخّرة" المجموعة القصصيّة الأولى للكاتبة طاهرة آل سيف
الإمامُ الصّادقُ: وارثُ خَزائنِ العُلوم
الدور الخفي لدرب التبانة في الميثولوجيا المصرية القديمة
جناية هيغل في خديعة العقل
إحاطة الله العلمیّة بالموجودات
فلسفة النقد عند كانت وبرجسون