متابعات

"كربلاءُ بينَ الروايةِ والطبِّ". محاضرةٌ للدكتور حسين البراهيم في حسينيةِ الإمامِ الصادقِ بأمِّ الحمامِ

استضافتْ مؤخرًا حسينيةُ الإمامِ الصادقِ بأمِّ الحمامِ الدكتور حسين البراهيم استشاريَّ الجراحةِ العامّةِ وجراحةِ الإصاباتٍ والحوادثِ والعنايةٍ الـمُركَّزةِ الذي قدَّمَ محاضرةً بعنوان: "كربلاءُ بينَ الروايةِ والطبِّ".

وخلالَ المحاضرةِ ربطَ البراهيم بينَ تخصُّصِهِ الطبيِّ وبينَ ما جرى على الإمامِ الحسينِ عليهِ السلامُ في كربلاءَ، وقالَ إنَّ الإمامَ أُصِيْبَ بسهمٍ مُثَلَّثٍ، وأشارَ إلى أنّهُ لأنّنا أهلُ الدليلِ نميلُ حيثما يميلُ، أؤكّدُ بأنّهُ لو كانَ الأمرُ كمالُ يقالُ بأنَّ الإمامَ حينَها سحبَ السهمَ وسحبَ معهُ ثلثَي قلبِهِ، فهذا يعني حدوثَ الوفاةِ مباشرةً وهو أمرٌ غيرُ واقعيٍّ أو علميٍّ.  وأكّدَ أنَّ الإمامَ وأهلَ بيتِهِ وأصحابهِ قاتلوا بأسبابٍ طبيعيّةٍ حتّى تكونَ التضحيةُ ساميةً كما ينبغي لها، وكما أرادَها عليهِ السلامُ، ولو أرادَ الإمامُ الإعجازَ لكانَ يكفي أنْ يرفعَ يَدَيْهِ بالدعاءِ ليتحقَّقَ.

ورجّحَ البراهيمُ أنْ يكونَ السهمُ المثلَّثُ قدْ أصابَ الكَبِدَ وليسَ القلبَ، وبالتالي يمكنُ السيطرةُ على إصابةِ الكبدِ، وقالَ بأنهُ نتيجةَ العطشِ وعدمِ شربِ الماءِ فإنَّ الدّمَ يتركّزُ ويَغْلُظُ، وهذا يَزيدُ منْ نسبةِ إحساسِ الإنسانِ بالألمِ إذا ما جُرِحَ، وأشارَ إلى عُمْقِ الألمِ الذي شعرَ بهِ الإمامُ الحسينُ عليهِ السلامُ حينَ قَلَبَهُ الشمرُ ليضربَ رأسَهُ منْ الخلفِ بعدَ أنْ كانَ شرعَ بِـحَزِّهِ أولاً منَ الأمامِ.

ثمَّ انتقلَ إلى دراسةِ قَطْعِ كفَّي أبي الفضلِ العباسِ، وقالَ إنَّ الشريانَ غليظٌ بالعضلاتِ اللاإراديّةِ التي تضبطُهُ عندمَا ينزفُ فيسيطرُ عليهِ، وهو ما حصلَ مع العباسِ عليهِ السلامُ، أمّا فيما يخصُّ الإصاباتِ التي أصابتِ صدرَ الإمامِ الحسينِ عليهِ السلامُ فقدْ ساهمتِ الدروعُ التي كانتْ عليهِ بشيءٍ منَ الحمايةِ.

ثمَّ تحدّثَ عنْ حالةِ الإغماءِ التي أصابتِ الإمامَ الحسينِ بعدَ سقوطِهِ عنْ جوادِهِ لتأتيَ عمليةُ تعويضِ الجسمِ للدّماءِ بحيثُ ينقلُها منْ خزّانِ الوريدِ إلى خزّانِ الشريانِ ليُعَاوِدَ الضغطَ والضخَّ إلى الدماغِ، وهو ما حصلَ عندَما جاءتْ إليهِ السيدةُ زينبُ عليها السلامُ فطلبَ منها العودةَ إلى المخيمِ بعدَ أنْ استعادَ وعيَهُ.

وأكّدَ على ضرورةِ إخضاعِ كلِّ ما يأتي إلى الأسماعِ إلى العقلِ والعلمِ بغضِّ النظرِ عنِ الجانبِ الإعجازيِّ فيهِ، وقالَ بأنّهُ لا يمكنُ تصديقُ أو تأكيدُ المبالغاتِ الخاصّةِ بقتلِ الواحدِ آلافَ الأشخاصِ في ظلِّ وقتِ الواقعةِ القصيرِ أصلاً، فضلاً عنْ عدمِ الواقعيةِ في الأمرِ. ولكنَّ الأمرَ لا يعني أنّهُ لمْ تكنُ هناكَ معاجزُ وكراماتٌ حصلتْ للإمامِ كتلاوةِ القرآنِ على رأسِ الرمحِ وغيرِ ذلكَ.

وختَمَ بأنّهُ كلما تعمّقَ المرءُ بالبحثِ كلّما رأى المظلوميّةَ الكبيرةَ التي وقعتْ على أهلِ البيتِ عليهِمُ السلامُ.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد