مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد عباس نور الدين
عن الكاتب :
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران: الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه.

الصوم الهادف (7)

 

السيد عباس نور الدين
الصوم والولاية
لقد علمنا أن شهر رمضان له حرمة خاصّة بمعزل عن عبادة الصيام الجليلة. ويقع في منتصفه تمامًا مناسبة مهمّة هي بشارة العالم بولادة حفيد المصطفى (ص). هذا الإمام الذي افتخر به رسول الله أمام الجميع، وقال: ابني هذا سيصلح به أمّتي. وهذا يدلّ على أنّ ما قام به الإمام الحسن عليه السلام في حياته يمثّل عاملًا استراتيجيًّا على مستوى حياة الأمّة الإسلامية.
والمعروف أنّ الإمام الحسن عليه السلام هو الذي رسّخ قضية الصلح في المجتمع الإسلامي بعد أن كادت الحروب تقضي على كل ما تبقى من إنجازات الرسالة. 
في فترة الصلح التي اعتبرها البعض هزيمة نكراء، استطاع الإمام الحسن، أثناء انشغال الحكّام والمتعطشين للسلطة والحكم بشؤون الحكم والسياسة، أن يقوم بعملية تبليغية ثقافية إعلامية واسعة، فهم من خلالها المسلمون بمجملهم بأن الحسن والحسين هما أهم أركان آل البيت النبوي الشريف، وبذلك أسس لحركة واسعة كان بإمكانها أن تقضي على كل ما أنجزه الظالمون في ذلك الزمان، لولا أن تم استغلال قسم كبير من هذه الحركة تحت عنوان ثورات الحسنيين وأمثال ذلك في التاريخ؛ إلّا أنّ الإمام  استطاع أن يؤسّس لثورة الإمام الحسين كي تحقق ما تصبو إليه ولا تضيع سدًى.


أما كيفية التبليغ لهذا المعنى أو الهدف والدعوة إليه فقد تجلى بالحضور الأخلاقي المعنوي العظيم لهذا الإمام الهمام، لأنّه لم يكن  بصدد أي تحرك سياسي وإلا لكان مخالفًا لبنود الصلح، لذلك قام بحركة معنوية تبليغية أخلاقية داخل المجتمع.
هكذا إذا توفر للإمام الفرصة العظيمة لنشر قضية أهل البيت التي هي قضية مركزية في التراث الإسلامي والتجربة الإسلامية، وبدونها ما كان الإمام الحسن ومن جاء من بعده ليقطف ثمار الثورة والحركة الثورية النهضوية الواسعة؛ فالإمام الحسن عليه السلام بفضل هذه الحركة الذكية استطاع أن يضع مسار الثورة المحمدية وحركة الرسالة على الطريق الصحيح مرة أخرى ويحفظ الإسلام إلى يوم الدين.
فسلام الله على الإمام الحسن بن علي، سلام الله على هذا الإمام الصابر المحتسب عند الله، الذي يشعرنا في هذا الشهر المبارك أننا في ضيافة أهل البيت عليهم السلام، وأننا ينبغي أن نفهم هذه العبادة الشريفة من منطلق الولاية.
والحمد لله في هذه الأيام نجد أن الوعي تجاه العلاقة بين العبادات والولاية يزداد، وهذا من البركات الكبرى لهذا الشهر المبارك الفضيل، أنّ الناس بدؤوا يتفكرون بالعلاقة بين الولاية والصوم ونرجو أن يستمر ذلك على مستوى الحج وغيرها من العبادات حتى يصل إلى الصلاة، حيث يمكن عندئذٍ أن ندرك مدى أهمية صلاتنا في تحقيق هذه الولاية والرابطة الحقيقية بين صلاتنا وولاية أولياء الله..
فنحن في هذا الشهر المبارك نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعرّفنا على الولاية في الصوم وعلى الصوم في الولاية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد