فجر الجمعة

الشيخ العباد: للصلاة هدف سامي وعلى أئمة المساجد المحافظة عليه

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء عن صلاة الإمام المهدي (ع)، مبينا أهمية أداء الصلاة في وقتها، داعيا أئمة المساجد إلى ضرورة المحافظة على الهدف السامي من الصلاة.

هنأ الشيخ محمد العباد أمام جمع من المؤمنين الأمة الإسلامية بالذكرى العطرة لولادة الإمام المهدي (ع)، مستشهدا بقوله تعالى "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ" 41 - سورة الحج، لافتا إلى الروايات التي ذكرت أن الآية القرآنية تشير إلى الإمام المهدي (ع) عندما يمكنه الله من الأرض.

ورأى سماحته أن الصلاة المهدوية دينية النهضة "وأهم شعارات ووظائف الدولة المهدوية هي الصلاة، فعندما تكون هذه النهضة قائمة على الصلاة بفلسفتها وأهدافها وقيمها وادابها والتي سيقيمها الإمام (ع) في دولته تكون من أهم أسرار تحقيق الإنتصارات على يديه (ع)".

وأضاف "الإمام المهدي سيقيم الصلاة على كل ربوع الكرة الأرضية ليؤكد أن نهضته هي نهضة دينية إلهية إيمانية، وليست فقط دنيوية وليست فقط لتحقيق القضايا الدنيوية من الرفاه الإقتصادي وغير ذلك، وإنما الهدف الأول هو العروج الروحي نحو الكمالات المعنوية بعد ذلك تتحقق الإنتصارات الإلهية وتتحقق الأماني الدنيوية".

وتابع "تذكر الرويات أن أول ما يخرج الإمام الحجة سيخرج من مكة المكرمة وأول ما يقوم به قبل أن يتحدث ويعلن عن الظهور هو أن يصلي، وانطلاقة الدولة العالمية مرتبطة بالصلاة والمحافظة عليها وأداؤها في أوائل أوقاتها بحيث تكون للصلاة الأولوية في حياتنا وتحركاتنا".

وشدد سماحته على أهمية الصلاة "في حركة الإنسان نحو العروج الروحي والمعنوي نحو الله، فالصلاة لها الدور الكبير جداً في التوفيق في الحياة الدنيويه والزاد الأخروي".

كما أكد الشيخ العباد على أن "الصلاة هي شعار الوحدة بين الأديان فضلا أنها شعار الوحدة بين المسلمين، ولهذا تؤكد الروايات الإهتمام بالصلاة في أوقاتها وفي الأوقات المشتركة بين كل المسلمين فعندما يرفع أذان الصلاة في منطقة ما يقع عليهم جميعاً فرض الإستجابة للنداء في نفس الوقت مما يعطينا أن الصلاة شعار لوحدتهم وتآلفهم، وستكون في عصر الظهور رمز وحدة المجتمعات البشرية كلها تحت مظلة الإمام المهدي (ع)".

ولفت سماحته إلى أن "الصلاة شعارا للوحدة ومن المهم جداً أن نحافظ عليها وعلى هدفها، وهنا ألفت النظر إلى أن الصلاة لا ينبغي أن تكون سبباً للتفرقة والتمزق بين المسلمين وأفراد المجتمع الواحد"، مؤكدا على "أن الخطبة التي يلقيها الخطيب في المسجد سواء في الجمع أم غيرها لابد أن تكون أهدافها تصب في صالح وحدة المسلمين وتآلف المجتمع، ومن غير المناسب أن يكون إمام المسجد شخصية صدامية بحيث أنه يستخدم منبر المسجد كأداة لإحداث صدام بين أفراد المجتمع".

وأضاف "لابد أن نتطلع إلى ذلك الهدف الكبير والذي تحمله الصلاة المهدوية"، مناشدا العلماء وأئمة المساجد إلى ضرورة المحافظة على الهدف السامي من الصلاة بحيث لا يكون المنبر منصة لتصفيات الحسابات مما ينتج تتمزق كلمة المجتمع ووحدته".

وتابع "صلاة النبي عيسى (ع) خلف الإمام المهدي (ع) تعطينا الثقة أكبر بديننا الحنيف وتؤكد على الأخذ بقوله تعالى: إن الدين عند الله الإسلام، وهذه الثقة علينا أن نعيشها دستور ديننا وثقافته، فنبي الله عيسى الذي يتمسك به المسيحيون وإذا هو بنفسه يصلي خلف الإمام المهدي (ع)، هذا يعني إيمانه بما جاء به رسول الله (ص) والذي يحققه ويسلك نهجه الإمام المهدي (ع)، ولذلك فنحن لا نحتاج إلى ثقافة غربية تتعارض مع الإسلام في عقيدته وشريعته وإنما نحتاج أن نرجع إلى ديننا وقرآننا، وبالتالي ننال بذلك العزة والكرامة إذا أردنا أن نحدد بهما".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد