من التاريخ

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ عبدالهادي الفضلي
عن الكاتب :
الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي، من مواليد العام 1935م بقرية (صبخة العرب) إحدى القرى القريبة من البصرة بالعراق، جمع بين الدراسة التقليدية الحوزوية والدراسة الأكاديمية، فنال البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية ثم درجة الدكتوراه في اللغة العربية في النحو والصرف والعروض بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، له العديد من المؤلفات والمساهمات على الصعيدين الحوزوي والأكاديمي.rnتوفي في العام 2013 بعد صراع طويل مع المرض.

المهدي من أولاد الحسن العسكري عليهما السلام


الشيخ عبدالهادي الفضلي

تمذهب القضية:
إن كثيراً من قضايانا العقائدية صبغت بطابع مذهبي أو طائفي، بسبب عوامل معينة، طرأت عليها، فقولبتها في إطار ذلك المذهب، أو نطاق تلك الطائفة.. مما أفقدها طابعها العام، بصفتها عقيدة ‘سلامية عامة .
وقضيتنا هذه (قضية المهدي المنتظر عليه السلام)، إحدى تلكم القضايا التي حولتها العوامل الطارئة، إلى قضية خاصة، فقولبتها في إطار مذهب الشيعة، وقوقعتها في نطاق هذه الطائفة من طوائف المسلمين .

القضية إسلامية عامة:
في حين أن دراسة هذه القضية أو بحثها في بشيء من الوعي والموضوعية، ينتهي بنا حتماً إلى أنها قضية إسلامية، قبل أن تكون مذهبية، شيعية أو غيرها .
وقد رأيت في حدود مراجعاتي حول القضية ــ أن باحثي موضوع المهدي المنتظر عليه السلام، من سنيين وشيعيين، يمتون بجذور المسألة إلى ـحاديث صادرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم... ثبتت صحت صدورها، إما لأنها متواترة ــ أو أنها أخبار آحاد توفرت على شرائط الصحة .
وإذا كانت المسألة التي ينتهي بها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ــ والجميع يؤمنون بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سنته المقدسة هو عدل القرآن الكريم في الإرشاد إلى العقيدة الحقة، وفي تشريع الأحكام ــ لا تعد مسألة إسلامية... فإذن ما هي المسألة الإسلامية؟!..

طوائف أحاديثها:
إن الأحاديث في المسألة على طوائف هي:
١. مالم يصرح فيها بذكر المهدي عليه السلام.
٢. ما صرح فيها بذكر المهدي عليه السلام.
وقد حمل العلماء القسم الأول من الأحاديث (وهي التي لم يصرح فيها بذكر المهدي عليه السلام) لأنها مطلقة، على القسم الثاني (وهي التي صرح فيها بذكره عليه السلام) لأنها مقيدة.
يقول المودوي: (قد ذكرنا في هذا الباب نوعين من الأحاديث: أحاديث ذكر المهدي عليه السلام فيها بالصراحة، وأحاديث إنما أخبر فيها بظهور خليفة عادل بدون تصريح بالمهدي عليه السلام.
ولما كانت الأحاديث من النوع الثاني تشابه الأحاديث من النوع الأول في موضوعها، فقد ذهب المحدثون إلى أن المراد بالخليفة العادل فيها هو المهدي عليه السلام).

وتنقسم الطائفة الأخيرة منهما إلى طوائف أيضاً هي:
أ.ما صرح فيها أن المهدي عليه السلام من الأمة.
ب. المهدي من العرب.
حـ. المهدي من كنانة.
د. من قريش.
هـ. من بني هاشم.
و. من أولاد عبد المطلب.
وإلى هنا يحمل المطلق منها على المقيد، نظراً إلى عدم وجود ما يمنع من ذلك، فتكون النتيجة هي: ما تصرح به الطائفة الأخيرة وهو (المهدي من أولاد عبد المطلب).

وهي تنقسم إلى طائفتين أيضاً هما:
١. ما صرح فيها بأن الإمام المهدي عليه السلام من أولاد أبي طالب عليه السلام.
٢. ما صرح بها أن المهدي عليه السلام من أولاد العباس.

وهنا نظراً لتكافل الاحتمالين وهما: احتمال حمل المطلق المتقدم (وهو ما تضمن أن المهدي عليه السلام من أولاد عبد المطلب)، على القسم الأول (وهو ما تضمن أن المهدي عليه السلام من أولاد أبي طالب عليه السلام).. واحتمال حمله على القسم الثاني (وهو ما تضمن أن المهدي عليه السلام من أولاد العباس).. لا يستطيع تقييده بإحداهما إلا مع ثبوت المرجع.
وحيث قد ثبت أن الأحاديث التي تضمنت أن المهدي عليه السلام من أولاد العباس موضوعة ــ كما دلت على ذلك الأدلة مفصلاً والتي بحثت في بابها ــ تبقى الأحاديث من القسم الأول (وهي التي تضمنت أن المهدي من أولاد أبي طالب عليه السلام) غير معارضة، فيقيد بها إطلاق ما قبلها، فيحمل عليها.. فتكون النتيجة: هي أن المهدي من أولاد أبي طالب عليه السلام.

وهي ــ أعني الأحداث المتضمنة أن المهدي عليه السلام من أولاد أبي طالب عليه السلام ــ تنقسم إلى طوائف أيضاً هي:
١ـ المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
٢. من العترة عليهم السلام.
٣. من أهل البيت عليهم السلام.
٤. من ذوي القربى عليهم السلام .
٥. من الذرية .
٦. من أولاد علي عليه السلام.
٧. من أولاد فاطمة عليها السلام.

والأخيرة ـ في هذا السباق ـ تقيد ما قبلها فتحمل عليها وهي تنقسم إلى طائفتين هما:
أ‌. المهدي من أولاد الإمام الحسن عليه السلام.
ب. المهدي من أولاد الحسين عليه السلام.

وهنا نعود فنقول: نظراً لتكافل الاحتمالين (احتمال حمل المطلق على القسم الأول، واحتمال حمله على القسم الثاني)، لا يمكن حمل المطلق المتقدم على إحداهما من غير مرجح .
ولما كانت الأحاديث المتضمنة أن المهدي عليه السلام من أولاد الحسن عليه السلام موضوعة، لما يشابه العوامل السياسية التي حملت بني العباس على وضع أحاديث المهدي عليه السلام من أولاد العباس، يحمل المطلق المتقدم على القسم الثاني، فيقيد بها.. فتكون النتيجة: المهدي عليه السلام من أولاد الإمام الحسين عليه السلام.
ولا أقل من أن أحاديث القسم الأول لضعفها وقلتها، لا تقوى على مناهضة أحاديث القسم الثاني لصحتها وكثرتها .

وتنقسم الطائفة الأخيرة منها إلى طوائف هي:
١. المهدي عليه السلام من أولاد الإمام الصادق عليه السلام.
٢. من أولاد الإمام الرضا عليه السلام.
٣. من أولاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام.

وشأن هذه الطوائف الأربع الأخيرة، في حمل المطلق منها على المقيد، شأن ما تقدمها من طوائف .

النتيجة:
وفي النهاية تكون النتيجة الأخيرة هي:
المهدي المنتظر، هو: (ابن الإمام الحسن العسكري عليهما السلام).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد