علمٌ وفكر

أسرار حاسة التّذوق: كيف نتذوق السكر واللحم والقهوة؟ دراسة علمية وجدت إجابةً مثيرةً

 

المترجم: أبو طه / عدنان أحمد الحاجي .. 

خلاصة: كشفت جامعة بافلو  عن مسار كيميائي جديد يساعد الدماغ على تذوق المر والحلو والنكهات الطيبة.
كيف نتذوق الحلويات الغنية بالسكريات أو نشعر بالطعم المر المبطن للقهوة؟ ماذا عن النكهات اللذيذة من اللحوم المدخنة والمقددة الشهية؟
حتى الآن، يعتقد العديد من العلماء أن بروتيناً واحداً هو TRPM5 يتصرف كبوابة لتذوق هذه الأطعمة اللذيذة. قم بإزالة  TRPM5 من خلايا حاسة التذوق  للأشخاص، ولن يكونوا قادرين على التعرف على الأطعمة الحلوة أو المرة أو اللذيذة (وتسمى أيضاً أومامي).
وهناك دراسة جديدة تتحدى هذا الرأي. هذا البحث، الذي نشر في ٨ يناير في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) الطبعة المبكرة، وجدت  أن البروتين الثاني - TRPM4 - يؤدي دوراً مماثلاً في نظام حاسة التذوق.
في التجارب التي أجريت وجدت أن الفئران التي لديها بروتين TRPM4 شربت  ماء السكر بحماس وتمتعت بالوجبة  اللذيذة. كما أنها نفرت من الكينين، وهو مركب كيميائي مر. الفئران التي كانت لا تملك البروتين على خلايا حاسة االتذوق واجهت أكثر صعوبة في تذوق الطعم الحلو والمر والنكهات الطيبة.
تقول الباحثة الرئيسيّة كاثرين ميدلر، أستاذة في العلوم البيولوجية في  كلية الآداب والعلوم في جامعة بافالو: "تظهر أبحاثنا أن هناك فضلة (زيادة عن الحاجة) في نظام حاسة التذوق". "هذا أمر مهم لأن التذوق هو في الواقع محوري لبقائنا. لو لم تتمكن من أن تتذوق شيئاً مرّاً، فقد تلتهم شيئاً ساماً دون أن تعرف أبداً من أنه يمكن أن يكون ضارّاً ".
"حاسة التذوق، بشكل عام، هي واحدة من الحواس التي لا نعرف قيمتها". كما أضافت.
بالإضافة إلى مدلر وبانيك، كان من ضمن مؤلفي الدراسة الجديدة التي نشرت فيPNAS  طالبة الدراسات العليا لورا مارتن والأستاذة المساعدة آن ماري توريغروسا، وكلاهما من  قسم السايكلوجيا  في جامعة بافلو، ومارك فريشل من جامعة هايدلبرغ في ألمانيا.

تغيير مسلمات علوم الطعم
يقول ديبارغيا دوتا بانيك، المؤلف الأول للدراسة ومرشح الدكتوراه في العلوم البيولوجية في جامعة بافالو: " غيرت دراستنا عقيدة محورية في هذا الحقل - حيث أن اكتشاف محفزات المر والحلو والأومامي تعتمد على وجود بروتين TRPM5 وحده" . "هذا البحث يساعدنا على فهم كيف بعمل نظام حاسة التذوق".
وكما هو الحال ل TRPM5 و ، TRPM4 هناك  نوع خاص من البروتينات يسمى بالقناة الآيونية ion channel. ووجد على خلايا التذوق، أن قنوات TRPM5 و TRPM4 الأيونية تنفتح عندما تستقر الأطعمة الحلوة أو المرة أو طيبة النكهة على اللسان. وهذا يطلق سلسلة من التفاعلات والتي تقوم الخلايا فيه بإنتاج إشارة كهربائية تصل  إلى الدماغ، مخبرةً العضو عن النكهات التي تم استشعارها.
ووجدت دراسة بانيك وميدلر الجديدة أن الفئران كانت أكثر حساسية للمثيرات الحلوة والمرة والأومامية عندما كان عندها كلا البروتينين TRPM5 و TRPM4 على خلاياها التذوقية. إزالة أي من البروتين تؤدي إلى انخفاض في الحساسية، وإزالة كلٍّ منها ترك الفئران غير قادرة على الكشف عن النكهات على الإطلاق.
وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت على الفئران، فإن البحوث من المرجح أن تكون لها علاقة بالبشر، كما يقول ميدلر. فكلا TRPM5 و TRPM4 موجودان في خلايا التذوق البشري، ومن المعروف أن  TRPM5 يلعب دوراً في كيف يتذوق الناس.

حاسة التذوق وصحة الإنسان
يقول مدلر وبانيك أنه من المهم دراسة حاسة التذوق وذلك جزئيّاً لأنها تؤثر على صحة الإنسان. حاسة التذوق تساعد على تنظيم الشهية، ويمكن أن تسهم في مشاكل كالإفراط أو التفريط في تناول الطعام.
في الدراسة التي نشرت في عام ٢٠١٣، وجد فريق ميدلر أن خلايا حاسة التذوق في الفئران السمينة كانت أقل حساسية للحلويات من خلايا نظيراتها الأنحل جسماً. يقول ميدلر  أن الصعوبة في تذوق الطعم الحلو قد تؤدي بالفئران السمنية لأن تتناول طعاماً أكثر للحصول على نفس المردود.
وفي البشر، فقدان الشهية مشكلة شائعة بين كبار السن. وتصبح خلايا التذوق أقل حساسية مع التقدم في عمر الناس، مما قد يؤدي إلى عدم الاهتمام بالغذاء، ما يؤدي إلى سوء التغذية وضعف الصحة العامة.
"من المهم بالنسبة لنا أن نفهم كيف يعمل نظام حاسة التذوق"، يقول ميدلر. "كلما عرفنا أكثر، كلما كان من الأسهل إيجاد حلول للمشاكل عندما لا يعمل النظام بشكل صحيح".

المصدر
http://neurosciencenews.com/taste-genetics-8290/?utm_source=feedburner&utm_medium=feed&utm_campaign=Feed%3A+neuroscience-rss-feeds-neuroscience-news+%28Neuroscience+News+Updates%29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد