من التاريخ

امرأة صالحة

 

يوم الزينة... إنّه اليوم الذي حدده فرعون لموسى (ع)، يوماً للتحدي في دعواه رسول الله من رب العالمين، وجمع فرعون السحرة، وواعدهم ومنّاهم بالقرب والنعم، ولكن الغلبة حتمية للمعجزة الإلهية معجزة العصا التي استطاعت أن تلحق الهزيمة بفرعون، وكان أوّل المؤمنين أولئك السحرة، انقلاب هز الناس.
 كما اهتز البيت الفرعوني لهول صدمة أخرى إنّها زوجة فرعون، وأقرب الناس إليه تكفر به، وتؤمن برب موسى وبنبوة موسى، إيماناً لا يزعزعه شك إنّها آسيا بنت مزاحم، وهي امرأة صالحة، رسخ الإيمان في قلبها فكفرت بالجبت والطاغوت وآمنت بالواحد الأحد.
وثبتت وصبرت رغم كل العذاب الذي حلّ بها، وقد ورد في الرواية عن أبان الأحمر قال سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عزّ وجلّ: (وَفِرْعَوْنُ ذُو الأوْتَادِ) (ص/ 12)، لأي شيء سمّي ذا الأوتاد؟ قال: لأنّه كان إذا عذب رجلاً بسطه على الأرض على وجهه ومد يديه ورجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في الأرض..."[1].
وبهذه الكيفية عذب آسية بنت مزاحم زوجته، وذلك أن آسية لما عاينت المعجزة والعصا من موسى وغلبته على السحرة أسلمت فلما بان لفرعون نهاها فأبت فأوتد فرعون يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس ثمّ أمر أن تلقى عليها صخرة من جبل عظيمة فلما قرب أجلها قالت: رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة فارتفع لها الحجب فنظرت إلى منزلها في الجنة فسرت وضحكت فرفعها الله تعالى إلى الجنة فهي فيها تأكل وتشرب.

ــــــ
[1]- الشيخ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص70.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد