قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد مهدي الآصفي
عن الكاتب :
عالم ومفكر اسلامي كبير، واستاذ في الحوزة العلمية، توفي(٤/٦/٢٠١٥)

مراحل تأريخ الإنسان في القرآن (4)


الشيخ محمد مهدي الآصفي ..

المرحلة الرابعة: الوراثة
 وهذه هي المرحلة التي قال عنها القرآن: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾(1).
وفي هذه المرحلة يرث الصالحون من عباد الله الأرض وما عليها وقد تواترت الروايات على أن هذا الإرث يتم في عصر ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الذي بشّر به رسول الله صلى الله عليه وآله بما صح عنه صلى الله عليه وآله من روايات الفريقين(2).


والصفة البارزة لهذه المرحلة هي الميراث لأن الصالحين من عباد الله بقيادة الإمام المنتظر عجل الله فرجه يرثون الأرض وما عليها من مال وسلطان وما يستتبع المال والسلطان من أئمة الكفر الذين توارثوا المال والسلطان على وجه الأرض، وفي هذه المرحلة يتم تطهير الأرض من لوثة الشرك ويَحُكم التوحيد الأرض، وللصالحين في هذه المرحلة من التأريخ ميراثان:
 ميراث من أئمة الكفر والشرك وهو المال والسلطان وهو قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾(3).
 وقال تعالى: ﴿إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ﴾(4).


وميراث من أئمة التوحيد وهو ميراث الكتاب والهدى والتوحيد، قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾(5).
 وهذا الميراث يتواصل في حياة الصالحين حتى يتصل بميراث الجنة، قال تعالى: ﴿تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً﴾(6) وهؤلاء الأتقياء هم الصالحون الذين قال تعالى عنهم: ﴿والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفساً إلاّ وسعها أولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون* ونزعنا ما في صدورهم من غلّ تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربّنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أُورثتموها بما كنتم تعملون﴾(7).
 ــــــــــــــــــــــ


1- الانبياء: 105.
2- معجم احاديث الامام المهدي عليه السلام 1: 104 - 167.
3- الانبياء: 105.
4- الأعراف: 128.
5- فاطر: 32.
6- مريم: 63.
7- الأعراف: 42، 43.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد