قرآنيات

أهمية البحث عن إعجاز القرآن


الشريف المرتضى ..
يعدّ البحث عن «إعجاز القرآن» من أهمّ فروع علوم القرآن؛ لأنّه يتركّز على أهم ركيزة واجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المشركين والكفّار بها ، ألا وهي تحدّيهم بإعجاز نصّ القرآن ، وأنّهم عاجزون عن أن يأتوا بقرآن مثله ، أو بعشر سور مثله ، أو بسورة واحدة ، أو آية مشابهة لآياته ، فصار البحث عن «الإعجاز» وما يتفرّع عليه من معنى «المعجز» و«المعجزة» وشروطها وحدودها ، وما به يكون الشي‏ء معجزًا ، وأنواع الإعجاز ، ومعجزيّة القرآن ، وصنوف الإعجاز الذي يتضمّنه القرآن ، وغيرها من الأبحاث المتعلّقة بالإعجاز ، موضع عناية الباحثين والدارسين منذ الصّدر الأوّل ، فتنوّعت اجتهاداتهم وآراؤهم وأقوالهم ومذاهبهم في ذلك.
ويمكن تلخيص أهمّ أقوالهم في هذا المجال بما يلي :
1- إنّ مجرّد صدور مثل هذه المجموعة من الآيات ، من رجل أمّي لم يسبق له أن درس أو قرأ ، لخير دليل على كونه خرقا للعادة ومعجزًا.
2- ارتفاع فصاحته واعتلاء بلاغته بما لا يدانيه أيّ كلام بشريّ على الإطلاق.
3- صورة نظمه العجيب ، وأسلوبه الغريب ، المرتفع على أساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها ، ممّا لم يوجد قبله ولا بعده نظير له.
4- ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيّبات ، ممّا لم يكن فكان كما قال ، ووقع كما أخبر.
5- ما أنبأ به من أخبار القرون السّالفة ، والأمم البائدة ، والشّرائع الدائرة ، ممّا كان لا يعلم به إلّا الفذّ من أحبار أهل الكتاب بصورة ناقصة ومشوّهة.
6- احتجاجاته المضيئة ، وبراهينه الحكميّة التي كشفت النقاب عن حقائق ومعارف كانت خفيّة مستورة لذلك العهد.
7- استقامة بيانه ، وسلامته من النقص والاختلاف والتناقض.
8- إعجازه من وجهة التشريع العادل ، ونظام المدنيّة الراقية.
9- استقصاؤه للأخلاق الفاضلة ، ومبادئ الآداب الكريمة.
10- ذهب المعتقدون بقدم القرآن إلى أنّ وجه إعجاز القرآن كونه قديمًا ، أو هو عبارة عن الكلام القديم وحكاية له.
هذه النظريّات ومشابهاتها ممّا تندرج في إحداها ، أو تكون متفرّعة عن إحداها ، تعدّ مجموع أقوال الجمهور وزبدة آرائهم ، وهناك قول آخر في وجه إعجاز القرآن قد يعدّ مخالفا لرأي الجمهور ، هو :
11- القول بالصّرفة ، يعني أنّ اللّه سبحانه وتعالى صرف الناس عن معارضته وأن يأتوا بمثله ، ولو لا ذلك لاستطاعوا.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد