متابعات

الهارون في تنمية سنابس يوصي بضرورة تعقب تاريخ القطيف عبر الأرشيف البريطاني

 

أوصى الباحث التاريخي الدكتور جلال الهارون خلال محاضرة "الأرشيف البريطاني وتاريخ المنطقة الشرقية سنابس أنموذجا" بضرورة البحث في الأرشيف البريطاني  والتركي لمعرفة حقيقية عن تاريخ المنطقة، لافتا إلى ضرورة إعادة النظر في الكتب التاريخية التي ألفت عن المنطقة خلال السنوات العشر الأخير.

وقال الدكتور الهارون خلال المحاضرة التي أقامتها لجنة التنمية الاجتماعية بسنابس الجمعة 28 يناير أن الأرشيف البريطاني يزخر بالكثير من المعلومات عن القطيف والتي قد تغير معلومات سابقة عن تاريخ المنطقة بالكامل والتي صدرت في كتب مؤلفة دون الرجوع إلى مستندات أو وثائق.

وتطرق الهارون في بداية المحاضرة إلى التعريف بالأرشيف البريطاني وبداية تأريخه لمنطقة الخليج حيث ذكر أن البداية الفعلية للأرشيف البريطاني بدأت في العام 1173هـ وبمعلومات تفصيلية عن منطقة الخليج، وأوضح أن في فترة الاستعمار البرتغالي لمنطقة الخليج وحتى  سقوط الحكم البرتغالي للمنطقة في العام 1038هـ لم يتمكن البريطانيون من تسجيل معلومات تفصيلية حول الخليج وإنما معلومات عامة لكونهم كانوا ممنوعين من دخول المنطقة وتواجدهم في منطقة جشك في ساحل باكستان.

وذكر الباحث التاريخي أن المرحلة التي قربت بريطانيا أكثر للمنطقة هي بداية افتتاح السفارات البريطانية بعد عقد اتفاقيات عدة مع تركيا وبلاد فارس وآخرها كان افتتاح سفارة في مسقط والتي كشفت عن وجود خطر على سفنها التجارية وبعثاتها الدبلوماسية مما أدى إلى عقد اتفاقية 1822م والتي على إثرها أنشأت مشيخات الساحل المتصالح أو ما أطلقت عليهم بريطانيا مسمى "الوكلاء الوطنين"، والذين بعثتهم إلى الشارقة وصخيمة والبحرين والذين بدأوا ببث معلومات أكثر عن القطيف وأصبحت هناك ملفات كبيرة عن المنطقة.

ونوه إلى أن البحث في الأرشيف البريطاني يتطلب معرفة الوكيل الوطني لمعرفة معلومات عن المنطقة المراد البحث عنها، لافتا إلى أن القطيف لم يكن بها وكيل بل كل المعلومات التي كانت تسجل عن طريق الوكيل في البحرين، وأضاف أن الوكيل كل يوم يسجل اليوميات عن الأحداث الجارية في المنطقة، ولا يكتفي بتسجيل اليوميات بل ينسخ أي رسالة تدخل أو تخرج من المنطقة المتواجد بها الوكيل، بالإضافة إلى تسجيل الأحداث الكبيرة في ملف خاص.

واستعرض الدكتور الهارون عدة وثائق من الأرشيف البريطاني من عدة مراحل تاريخية، وأوضح أن المرحلة الأولى من الأرشيف حين كان البريطانيون خارج منطقة الخليج كانت الرسائل باللغة الانجليزية وتستخدم فيها لهجة عامية بريطانية وتحتاج إلى مترجم خاص لمعرفة المعلومات الموجودة في التقارير، وأشار إلى أن في المرحلة الثانية أصبح المقيم  في البضرة أو بوشهر هو من يكتب التقارير اليومية والتي يكتبها باللغة العربية أو الفارسية بالإضافة إلى اللغة الانجليزية للحاكم البريطاني في الهند وذلك بعد تطور الوجود البريطاني في المنطقة والذي كان أسهل من المرحلة الثانية.

ولفت إلى أن أغلب من كتب عن تاريخ المنطقة اعتمد في  تأليفه على رسائل بحث عن وثائق في الأرشيف البريطاني، ولم يطلع على الأرشيف ذاته ولذلك يحتاج إلى إعادة مراجعة وتنقيح، وتطرق إلى تاريخ قلعة دارين عبر الوثائق البريطانية حيث ذكر أن الباحثين اعتمدوا على التاريخ الموجود على باب قلعة تاريخ والذي يقول أن القلعة بنيت في 1302هـ، بينما موجود في أحد الوثائق أنه بنيت القلعة في 1246هـ وهو ما يشكل فرق تاريخي، موضحا أن القلعة بنيت بسبب قيام سلطان عمان سيد سعيد بقيام بناء تحصينات له في المنطقة بغرض احتلال البحرين، والتي تزامن مع سقوط السعودية الأولى.

وأشار إلى أن الوثائق يمكن تتبعها عن طريق رقم معين معروف ومسجل لدى الأرشيف البريطاني، ويمكن معرفة الوثيقة المزورة من غير المزورة عن طريق الرقم فقط.

واستعرض وثيقة من بعد سقوط الدولة العثمانية لأهالي سنابس بتاروت يخاطبون حاكم البحرين وتفيد انتقالهم من سنابس البحرين بغرض التجارة في العام 1132هـ، لافتا إلى كل من كتب في سنابس لم يطلعوا على الوثقية التي عرضها.

وأشار إلى ضرورة الاطلاع على الأرشيف البريطاني والذي يبين وقائع وحقائق كثيرة غائبة ومنها الأشكال الحقيقية للمباني وتوزيعها واماكنها في المنطقة والتوزيع السكاني وأنه التقارير صدرت  تقدم معلومات عن أحداث وقت حدوثها بعكس ما وجد في بعض الكتب، مضيفا أن الأرشيفين التركي والبرتغالي بالإضافة إلى أرشيف الأهالي عامل مساعد للتعرف على تاريخ المنطقة بشكل أكبر.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة