المنافع والفوائد المترتّبة على مجالس العزاء، بعضها مرتبط بشكل مباشر بسيد الشّهداء عليه السّلام، وبعضها مرتبط بشكل غير مباشر.
التّجربة التي اكتسبناها من المجالس في عالم التّشيّع بالأخص في عصرنا الحاضر – القرن الأخير – سواء تلك التي شهدناها نحن، أو ما نقلوها لنا، حيث إنّه في الأساس، أكثرنا نحن الإيرانيين والشّيعة، كلّ ما تعلّمناه من الدّين كان من مجالس العزاء.
في العادة، المجالس التي كانت تعقد كان في آخرها يقرأ نعي وعزاء لبضع دقائق، فكما كان يقول البعض: إنّ هذا ملح للطّعام الذي يهيّأ ويقدّم.
أكثر ما كان يستفاد من المجالس هي الفوائد الجانبيّة للعزاء، وهذه البركات من قصص سيّد الشّهداء عليه السّلام التي حدثت في العالم، من أوّل حصولها إلى الآن، كالأشخاص الذين أسلموا أو تشيّعوا، والبعض الذين تركوا الذنوب أو تابوا إلخ.
هذا كلّه، لم يكن الأثر المباشر للعزاء، هذا كان بسبب المطالب المطروحة في مجالس العزاء، وتداعي المطالب الأخرى منها، فكانت تنتج تلك الآثار، فلو قيّدنا مجالس العزاء باللّطم والبكاء والنّعي ونحوها، المرتبطة بالمصيبة مباشرة، فستكون الآثار المترتّبة عليها من جهة واحدة، وهي تقوية العواطف ونحوها.
لكن لا تنحصر فائدة مجالس العزاء في هذا، ففي يومنا هذا حفظ الدّين مرهون بإحياء هذه المجالس، ثمّ إنّ الثّورة الإسلاميّة التي حصلت في إيران، كانت عمدتها ببركة مجالس العزاء، وكذلك ترقّيها كان في أيّام محرم وصفر وبالأخصّ في عشرة عاشوراء.
فلو كنّا حذفنا هذه الأمور من برنامجنا، وكنّا اكتفينا بإحياء مجالس العزاء فقط، مع ما لها من جهة عاطفيّة وهي عواطف إنسانيّة، والتي هي موجودة حتّى عند الكفّار، ثمّ أنّه لو فرضنا أنّه أيضًا فيها عواطف دينيّة وهي مختصّة بمن يعتقد بها، فغاية الأمر أنّه فيها تأثير محدود ومؤقّت، كتقوية العواطف والأحاسيس ونحوها، فإذا لم تسر إلى العقائد والملكات الأخلاقيّة والفضائل النّاتجة عن الاعتقاد الدّيني، فلن تستمرّ آثارها.
وعليه علينا أن نغتنم الفرصة ونستفيد من أيّ فرصة للمسائل التي لها جذور في الاعتقاد بالإمامة وسيّد الشّهداء عليه السّلام، وفيها جذور لمحاربة الظّلم، وكان حامل رايتها الإمام الحسين عليه السّلام، ونحوها من الأمور التي لابدّ من الاستفادة منها.
نعم بالطّبع، ليس من الصّحيح أن يكون بشكل يمنع من الهدف المباشر لمجالس العزاء، فلو كان هناك مجلس عزاء فقط يذكر فيه المصاب، بحيث يقرأ العزاء لمدّة عشر دقائق، أو ربع ساعة، والحال أنّه يوجد متّسع من الوقت لساعات وأيّام، بل أحيانًا من اللّيل إلى الفجر، لكي يستفيد النّاس، فلابدّ من مراعاة الأولويّات، وحفظ أصل مجالس العزاء في ظلّ ثورة سيّد الشّهداء عليه السّلام، بأن نستغلّ الفرصة من أجل حفظ الدّين، وتوسعة الدّين ونشره لسائر المناطق غير الإسلاميّة، وإذا لم نقم بهذا، فإنّنا سنكون ظلمنا مدرسة سيّد الشّهداء عليه السّلام.
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
محمود حيدر
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشيخ محمد مصباح يزدي
عدنان الحاجي
محمد رضا اللواتي
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد صنقور
الشيخ باقر القرشي
حسين حسن آل جامع
الشيخ عبد الحميد المرهون
الشيخ علي الجشي
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
ياسر آل غريب
الفتنة الغالبة (2)
طول عمر الإمام المهدي (عج)
العرفان السياسي كمنشئ لحضارة التوحيد (1)
صفات القرآن في نظر المعصومين (2)
شروط نصرة المؤمنين في الحرب بوسائل غيبية كما ورد في القرآن (1)
هل يمكن التنبؤ بالسلوك الاجتماعي المستقبلي للطفل من تصوير دماغه؟
بتول آل ماجد توقّع روايتها (بيادر) في مكتبة الصفّار
عليّ الأكبر: لباب شمائل النبوّة
علي الأكبر ونموذج الشباب الناجح
صفات القرآن في نظر المعصومين (1)