صدى القوافي

’ندب على نعش الوحدة ’ الشاعر يحيى العبداللطيف

"ندب على نعش الوحدة " الشاعر يحيى العبداللطيف


عجزتُ رغم الذي قد كان أفهمه
شاخ الكلام فما جدوى أكلمه

قد جاءني في مساء الفجع مندفعاً
تندك أعظمي الثكلى وأعظمه

في حضنه ذقت شيئًا لم أجربه
فرحت أوسع من حضني وألثمه

وصاح منتحبا ما بيننا وطناً
وصرت أنحب حان الآن نلحمه

وخلفه أي طوفان يهددنا
فلنفكر ياصديقي كيف نعصمه

قال السفينة لاحل سوى
قلت السفينة حلمٌ كنتُ أحلمه

لا عاصم اليوم إلا في توحدنا
ومن توحدنا حلماً نعممه

كانت ملامحه في عطفها مطر
يمتد أقصى جفاف الروح يسجمه

كأننا قد ولدنا من فجيعتنا
كأنما وطن قد حان موسمه

أملت أن حياتاً في توهجها
قد تعتريني وأن الحزن أختمه


أملت أن فماً يجتاح معتزلي
يصيح نحن هنا دراً سننظمه

مهما أختلفنا فأن الطيف مختلف
وكل لون بسحر الطيف يخدمه

أملت أملت حتى عقني أملي
وصرت أعلم شيئاً كنت أعلمه

لابد لليأس أن يبقى لصالحنا
وأن برجاً من الآمال نهدمه

نصالح اليأس نحيا في صراحته
ونستحم به دوماً ونشتمه

اليأس أجمل من وهم يصبّحنا
وفي الظلام توارى عنه أنجمه

يا نازفين خذوني صوب نائحة
عندي من الحظ مايكفي فألطمه

ذاك الذي جاءني والحلم متسع
على يديه وأغرقني تبسمه

ذاك الذي كنته أو كانني وطنًا
اليوم ينفث في وجهي تجهمه

حتى السفينة قاربنا لننجزها
لكنه قال طيشاً لا أتممه

وراح يطلق أفراخاً مدجنة
تمضي إلى قلبي المصدوع تكتمه

هذه تقيتهم أبناء متعتها
أبن المجوس وقولاً لا أترجمه

هذا لسانك عندي في بذاءته
أشد من ناسف لما يحزمه

ياصاحب الحلم لاعتب فأعتبه
حلو العتاب لمن للصدق أكرمه

دعنا نعيش مع العشواء تخبطنا
وحلمنا فليقام اليوم مأتمه

في الضفتين أناس كل همتهم
حرب الكلام فيفحمني وأفحمه

يستوردون من التاريخ أقبحه
ولو رأى لفتة للحب تألمه

سب الصحابة لادين أدين به
خط الشتائم حُق الآن نلجمه

من جاءني بحزام الموت مأتزراً
من ياترى بفتاوي القتل ألقمه

تباً لهذا وهذا في حماقتهم
نريد حلاً لباقي العمر نسلمه

ياصاحب الحلم ضاع العمر
في شغب هل في السفينة جزء لانثلمه

وصاحب الحلم هل تعنيه قصتنا
عجزت رغم الذي قد صار أفهمه

مواقيت الصلاة