قرآنيات

عاشوراء... مدرسة الدفاع عن القرآن


الإمام الخميني "قدس سره"

مجالسُ العزاء مستمرة الى يومنا هذا، ولا بدّ أن تستمرّ إلى الأبد لأجل استقطاب العواطف. فمن خلال أجواء العاطفة والمحبة و(الحنين) يُمكن أن تُفهم كثيرٌ من الحقائق التي يصعب فهمها خارج نطاق هذه الأجواء.
كانت زينب الكبرى عليها السلام تخطب في الكوفة والشام خُطباً منطقية، إلا أنها في نفس الوقت تُقيم مآتم العزاء، وكان الإمام السجّاد عليه السلام بتلك القوة والصلابة ينزل كالصاعقة على رؤوس بني أمية عندما يصعد المنبر، إلا أنه كان يعقد مجالس العزاء في الوقت نفسه.
لديّ قناعة تامة بالمنبر، فمع إنتشار شبكة المعلوماتية، والفضائيات، والتلفاز، ووسائل الاتصال الأخرى بكثرة، إلا أنه ليس هناك وسيلة من هذه الوسائل تضاهي المنبر، فالمنبر يعني التكلّم وجهاً لوجه، وقلباً لقلب، وهذا له تأثير مباشر وممتاز لا يتوفّر في أيّ وسيلة من الوسائل الأخرى، فعلينا الحفاظ على المنبر...
عاشوراء بيانات ودروس؛ فقد علّمتنا أنّه يجب التغاضي عن كلّ شيء في سبيل القرآن، وأنّ الجميع من صغيرٍ أو كبيرٍ، ومن رجل أو امرأة... ومن إمام أو رعيّة يقفون صفّاً واحداً في ميدان الصراع بين الحقّ والباطل.

اختلاق الإضافات، ومزجُها بالخرافات، وممارسة الأفعال غير المعقولة باسم العزاء وإحياء ذكرى عاشوراء، كلّها لا تخدم قضية الحسين ولا تعبّر عن الولاء للإمام الحسين عليه السلام... المنبر الحسينيّ، والمجلس الحسينيّ منطلَق لبيان الحقائق الدينية، أي الحقائق الحسينية. وفي هذا الاتجاه، ونحو هذا الهدف، لا بدّ أن تكون انطلاقة القصائد والمواكب والمدائح والمراثي.
 ينبغي أن تكون جميع (الأعمال) الجهادية -سواء كانت سياسية، أو إعلامية، أو المواقف التي تستدعي التضحية بالنفس- منطلقة من موقف العزّة.
في فلسفة عاشوراء، عندما يطلب الإمام الحسين عليه السلام أن يُمهلوه ليلة واحدة، فإنه يطلبها من موقع العزّة، وفي الوقت الذي يقول: «هل من ناصرٍ ينصرُنا» يطلبها من موقع العزّة والاقتدار، وعندما تلتقي به الشخصيات المختلفة في الطريق بين المدينة والكوفة، ويتكلّم معهم ويطلب النصرة من بعضهم، لم يكن ذلك من موقع الضعف وعدم القدرة، وهذا أحد العناصر البارزة في نهضة عاشوراء.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة